اللاجئة الفلسطينية آمنة فرج: مات والداي حزناً في لبنان

اللاجئة الفلسطينية آمنة فرج: مات والداي حزناً في لبنان

27 مايو 2022
"حياتي سلسلة من القهر والعذاب واليتم" (العربي الجديد)
+ الخط -

"لا أعرف شيئًا عن بيتي وأرضي في فلسطين. أمكث في لبنان منذ وعيت على الدنيا، وحفظت معالم المكان الذي عشت فيه". هذا ما تقوله الحاجة آمنة فرج التي حرمت مثل لاجئين فلسطينيين آخرين من البقاء في وطنهم بعد ولادتهم، بسبب استيلاء العدو الصهيوني على أراضيهم، وطردهم منها تحت القصف.
لا تفكر آمنة المتحدرة من بلدة صفورية بفلسطين وتقيم في مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا اللبنانية في العودة إلى فلسطين. تجاوزت سن السبعين، علماً أنّها ولدت في فلسطين وخرجت منها يوم النكبة عندما كانت في عامها الأول. تقول لـ"العربي الجديد": "عشت حياة مريرة يتيمة محرومة من أمي وأبي، فعندما خرجنا من فلسطين إلى جنوب لبنان ثم إلى مخيم نهر البارد شمال لبنان، مات أبي حين كنت في الثالثة ثم لحقت به أمي، فبقيت مع شقيقي الوحيد وشقيقاتي الثلاث، وظللنا وحدنا في المخيم من دون أن يتواجد أحد لرعايتنا، وأقمنا في بيت متواضع حيث اهتمت بنا جارة كانت تحن علينا وتطعمنا ما تعده لأسرتها. كانت حياتنا تعيسة جداً، عشنا فقراء لا معيل لنا، وقتل شقيقي خلال معارك نهر البارد عام 2007، وقبلها أختي التي تصغرني بعام خلال الاجتياح الصهيوني لمخيم عين الحلوة عام 1982". تضيف: "لم أتعلم لأنّ لا أحد يهتم بي، لكنّ شخصاً علمني كيف أكتب اسمي حين كبرت. أيضاً، لم أزاول أية مهنة فعشت فقيرة ولا أزال".

في سن الـ18، تزوجت آمنة من ابن عمها، وانتقلت للعيش معه في مخيم عين الحلوة. وتقول: "عاملني زوجي أفضل معاملة، ولم يجعلني أحتاج إلى أي إنسان على وجه الأرض، لكنّني لم أنجب، ورغم الضغوط المستمرة عليه للزواج بامرأة أخرى لإنجاب أولاد، إلا أنه رفض الأمر دائماً. وقد عشت معه 30 عاماً من دون أن ينقصني شيء، ثم مرض وتوفي فتغيرت أحوالي وعدت إلى حياة الفقر والعوز من دون معيل، علماً أن زوجي لم ينضم إلى أي فصيل كي يكون لديه راتب، وأنا أسكن في بيت ملاصق لبيت أخي زوجي الذي تقدم عائلته الطعام لي. هذه حياتي سلسلة من القهر والعذاب واليتم، وأعيش اليوم حالة فقر مدقع، إذ لا يقدم أحد شيئًا لي، وأعلم أن أحوال الناس صعبة. لا أمنيات لي، لكنني أتمنى أن تتحسن الأوضاع كي يستطيع الناس العيش في شكل أفضل".
وعن فلسطين تقول: "لا أعرف شيئاً عن بلدتي صفورية. وكلّ ما يربطني بها هو ولادتي، وذكرياتي التعيسة التي عشتها في اللجوء، حياة اليتم والفقر. مات والداي غريبين في لبنان. ماتا حزناً لأنّهما تركا أرضهما وبيتهما، إذ كان والدي فلاحاً في أرضه التي يأكل ويعيش من خيرها".

المساهمون