الكويت: نشاطات الأطفال تعود مع فتح الأندية أبوابها

الكويت: نشاطات الأطفال تعود مع فتح الأندية أبوابها

06 اغسطس 2021
قريباً يستعيدان بعضاً من حياتهما الطبيعية (ياسر الزيات/ فرانس برس)
+ الخط -

أدخلت الإجراءات الوقائية الخاصة بأزمة كورونا التي امتدت طويلاً في الكويت، أولياء الأمور في مأزق توفير طفولة طبيعية لأبنائهم. ويتطلع الكويتيون إلى قرارات حكومية تواكبهم، أحدها إعادة فتح أندية الترفيه.

أعاد قرار سماح مجلس الوزراء الكويتي بتنظيم أنشطة الأطفال وفتح الأندية الرياضية والتربوية الخاصة بهم أبوابها، لاستقبالهم بدءاً من الأول من سبتمبر/ أيلول المقبل، البهجة إلى العائلات التي يتملكها خوف كبير من أن يزيد استمرار تطبيق قرارات منع هذه الأنشطة حال الكسل لدى الأطفال، وسلبيات عملية تعليمهم التي تسير ببطء شديد في الأصل بتأثير الإجراءات الخاصة بوباء كورونا التي أوقفت كل برامج التعليم والترفيه، وحوّلت الدراسة إلى التعليم عن بُعد.

في يوليو/ تموز الماضي، علّقت لجنة الطوارئ مؤقتاً كل أنشطة الأطفال، استناداً إلى نتائج إحصاء أفادت بأنّه بين 15و20 في المائة من الإصابات التي يتعرض لها كبار السن، المعرضين لتفاقم أعراض فيروس كورونا، تأتي من أطفال يخالطون غيرهم في أنشطة يمارسونها داخل نوادٍ خاصة بهم. لكن السلطات الصحية قررت إعادة إطلاق هذه الأنشطة بعدما أثبتت الأرقام تراجع عدد الإصابات بكورونا خلال الأسابيع الأخيرة، وتوقعت انخفاضها بشكل أكبر في سبتمبر.

تقول معلمة التربية الموسيقية فاطمة الراشد، وهي أم لثلاثة أطفال، لـ"العربي الجديد"، إن "قرار وقف أنشطة الأطفال صدمنا لأنه يعني قتل فترات مهمة في طفولتهم، خصوصاً أنه لا يمكن أن يمارسوا أنشطة ترفيهية أخرى في الكويت، ولم يسافروا لرؤية العالم العام الماضي، واقتصر تعليمهم على دروس تلقوها عن بعد، ما قلّل كثيراً اختلاطهم بالآخرين". 

كوفيد-19
التحديثات الحية

وسجلت الراشد أبناءها الثلاثة في أحد الأندية الاجتماعية الصيفية الخاصة بالأطفال، والذي كان سينفذ برنامج نشاطاته على امتداد شهري يوليو/ تموز الماضي وأغسطس/ آب الجاري. لكنّ قرار مجلس الوزراء إغلاق هذه الأنشطة أرجأ موعدها إلى الأول من سبتمبر/ أيلول المقبل، وغيّر خطط العائلة. وتكشف الراشد أنّها ستسافر خلال أيام مع أبنائها وزوجها إلى تركيا، وستعود في سبتمبر/ أيلول المقبل، حين ستسمح الحكومة بتنظيم أنشطة الأطفال وتفتح الأندية. وتشير إلى أنّها ستطعّم أطفالها الأكبر سناً فور سماح السلطات الصحية بذلك، وستتخذ كلّ الاحتياطات الصحية المناسبة لطفلها الأصغر الذي لم يبلغ السن المحدد للتطعيم. 

الصورة
حان وقت إنهاء عزلة الأطفال (حيدر حمداني/ فرانس برس)
حان وقت إنهاء عزلة الأطفال (حيدر حمداني/ فرانس برس)

ويبلغ المشرف التربوي في مركز "النشء التربوي" للأطفال عثمان الشمري "العربي الجديد" أنّ "المركز جمّد نشاطه في نهاية يوليو/حزيران، لكنّه سيستأنفه بحلول الأول من سبتمبر، ما يعني أنّه سيغيب طوال الشهر الجاري. أما بالنسبة إلى الإجراءات، فاشترطت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، المكلفة متابعة أندية الأطفال، حصول جميع العاملين فيها على لقاحات مضادة لكوفيد-19، وهو ما حصل، وتطبيق الإجراءات الصحية المعتمدة، وقلنا للأهالي في رسالة إلكترونية إنّ كلّ إجراءات التباعد الصحي ستبقى مطبقة". يضيف الشمري منتقداً إجراءات السلطات الصحية: "لا أفهم الخطوات التي تنفذها وزارة الصحة الخاصة بمنع الأطفال من الذهاب إلى الأندية وممارسة أنشطة، في وقت تسمح بدخولهم مجمعات تجارية وأسواق لا تجلب أيّ فوائد علمية أو تربوية أو ترفيهية للأطفال، وتعلم وزارة الصحة أنّ التجمعات العائلية التي يحضرها الأطفال لا تطبق فيها الإجراءات الصحية، بخلاف ما يحصل في الأندية". 

من جهته، يقول المشرف على أكاديمية "الهلال" لتعليم الأطفال السباحة والرياضات المائية محمد الحريجي لـ"العربي الجديد": "القرارات الخاصة بنشاطات الأطفال متخبطة وغير واقعية، فالأطفال يعون ويعلمون كل إجراءات التباعد الصحي التي نطبقها أصلاً في الأكاديمية، علماً أن جميع طواقم الأكاديمية أخذوا اللقاحات المضادة لكوفيد-19". يضيف: "الغريب أنّ الأطفال لا يستطيعون التدرب في أكاديميتنا بسبب حظر وزارة الصحة لعبهم كرة القدم، واختلاطهم في الساحة المقابلة للأكاديمية". 

طلاب وشباب
التحديثات الحية

عموماً، لا يتخوف أولياء الأمور من إرسال أبنائهم إلى أندية الأطفال، بل يتحرقون شوقاً لفعل ذلك وإعادة فتح أنشطة الأطفال، بحسب ما يؤكد تركي خالد لـ"العربي الجديد". ويقول: "لا أستطيع السفر بسبب ظروف عملي، وابني لم يذهب إلى المدرسة ولم يلتقِ بباقي الأطفال منذ أكثر من عام ونصف العام، ولا يمكن أن يمارس أي نشاط ترفيهي، علماً أنّنا كنا نذهب للعب البولينغ، ثم فوجئت بأنّ صالة البولينغ تمنع دخوله بحجة أنّه طفل، وكنت قد سجلته في نادٍ ثقافي يهتم بالقضية الفلسطينية، لكنّ النادي أرجأ برامجه إلى سبتمبر بسبب قرارات وزارة الصحة. وأسأل من يتخذ هذه القرارات، ماذا سيفعل ابني طوال أغسطس، علماً أنّه لم يمارس أيّ نشاط ترفيهي بدني منذ عام ونصف، وينشغل بألعاب الفيديو فقط". ويؤيد ماضي الفضلي في حديثه لـ"العربي الجديد" ما ذكره أولياء أمور آخرون، ويقول: "بصراحة، لم يعد يهمني الإجراء الصحي بقدر ما يهمني أن يحصل أبنائي على قدرٍ كافٍ من التعليم والترفيه".

المساهمون