استمع إلى الملخص
- تنتج الصين أكثر من 222 مليون طن من البلاستيك سنوياً، تليها الولايات المتحدة بـ92 مليون طن، مما يساهم في تراكم المخلفات البلاستيكية في المحيطات والأنهار.
- تتصدر الهند قائمة الدول المسؤولة عن التلوث البلاستيكي في المحيطات، تليها الصين وإندونيسيا، مما يبرز الحاجة إلى معاهدات فعالة واستراتيجيات للتخلص الآمن من النفايات البلاستيكية.
حين أعلنت الصين في 18 مايو/أيار 2025 فرض رسوم مكافحة إغراق تصل إلى 74%، ظننا نحن، كما الكثير من المتفائلين، أن ضمير العالم بدأ يصحو ليحارب الإغراق البلاستيكي، ويعيد للبيئات عافيتها. بيد أن الأمر لم يكن سوى مناورات تجارية، وهجمات مرتدة ضد واردات بوليمرات كوبوليمر من الولايات المتحدة الأميركية، وسط تصاعد التوترات التجارية والسياسية. إذ ها هم يتحدثون عن تأثير العلاقات التجارية، وحماية الصناعة المحلية، والتأثيرات الاقتصادية، ولا حديث، لا من قريب ولا من بعيد، عن التأثيرات البيئية، وحماية الهواء والماء وأجساد البشر من مخلفات هذه الصناعة.
تتربع الصين على رأس الدول المنتجة للبلاستيك بما يزيد عن 222 مليون طن سنوياً، وتأتي بعدها الولايات المتحدة محتلة المرتبة الثانية بإنتاج أكثر من 92 مليون طن، فيما تنتج دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا مجتمعة 83 مليون طن.
الصناعة التي بدأت في خمسينيات القرن الماضي، وازدهرت بسرعة كبيرة لتسجل السمعة الإيجابية خاصة في مجال المنتجات ذات الاستخدام الواحد في الحقل الطبي، تكشف شيئاً فشيئاً للعالم أن في الأمر انتشاراً بلا كابح، وبلا قدرة على الوقوف عند آثاره السالبة حد وجود جزئيات البلاستيك في لبن الأمهات، وفي الهواء الذي نستنشق، والماء الذي نشرب، وفي معظم أصناف الطعام. حتى أصبح الأمر كابوساً يؤرق العالم في ظل مؤشرات تتحدث عن زيادة مضطردة في الإنتاج قد تصل إلى ثلاثة أضعاف بحلول العام 2050.
ولأن لكل مصنوع نفاياته، فقد ضج البيئيون في كل مكان من هذا التراكم الكبير للمخلفات البلاستيكية، مقابل الضعف في استراتيجيات التخلص الآمن، لتصبح المحيطات والبحار والأنهار والمجاري المائية الأخرى مستودعات نفايات بلاستيكية. وكانت "حركة التحرر من البلاستيك" قد كشفت قبل عامين عن نتائج التدقيق العالمي للعلامة التجارية، وجاء فيه أن شركة كوكاكولا حصلت للمرة السادسة على لقب أكبر ملوث بلاستيكي عالمي، وجاءت شركة بيبسي كولا في المرتبة الثانية، ثم شركة نستله السويسرية، لتظل شركات المشروبات، والسلع الاستهلاكية سريعة الدوران تُهيمن على القائمة منذ سنوات.
وتتصدر الهند الدول المسؤولة عن أكبر تلوث بلاستيكي في المحيطات، وتأتي بعدها الصين، ثم إندونيسيا في المرتبة الثالثة، فالبرازيل، تليها تايلند بالمرتبة الخامسة ثم المكسيك، وتأتي مصر في المرتبة السابعة قبل الولايات المتحدة في المرتبة الثامنة، ثم اليابان فالمملكة المتحدة.
هل يمكن لما تم صياغته من معاهدات تخليص العالم من هذا الكابوس الجاثم على بيئاتنا، ضبطاً للأمر ما بين الإنتاج، وضرورة التخلص الآمن؟ وكم يمكن أن تساعد صناعة الوعي الموجب في الأمر، على خلفية ما حققته تجربة إعادة الاستخدام، وإعادة التعبئة في العديد من دول العالم؟
(متخصص في شؤون البيئة)