القضاء على إيبولا: 42 يوماً من العدّ التنازلي في الكونغو الديمقراطية

05 نوفمبر 2025   |  آخر تحديث: 15:33 (توقيت القدس)
من حملة سابقة لمنظمة يونيسف ضدّ إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أكتوير 2018 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواصل السلطات الصحية في جمهورية الكونغو الديمقراطية ومنظمة الصحة العالمية جهودها لمكافحة إيبولا، مع إطلاق حملة توعية في المدارس لتثقيف الطلاب والمعلمين حول الفيروس وتعزيز الوقاية، مستهدفة ثلاثة آلاف تلميذ ومدرس.

- أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية عن قرب انتهاء تفشي إيبولا بعد تعافي المريض الأخير، لكنه شدد على ضرورة استمرار التدابير الميدانية ومتابعة المخالطين.

- إيبولا مرض نادر وخيم بنسبة وفيات تصل إلى 50%، وتعمل منظمة الصحة العالمية على تطوير لقاحات وعلاجات جديدة، مع تعزيز الوعي المجتمعي.

مع استمرار العدّ التنازلي الذي يمتدّ 42 يوماً قبل إعلان نهاية تفشّي إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تتمسّك السلطات الصحية في البلاد بحذرها. ويأتي ذلك بعدما أرّق هذا المرض، الذي يوصف بـ"الوخيم"، طويلاً البلاد وسكانها وكذلك منظمة الصحة العالمية، التي تجهد من أجل اجتثاثه.

في الإطار، أطلقت وزارة الصحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، حملة توعية في مدارس البلاد، تهدف إلى توعية التلاميذ والمدرّسين بفيروسات إيبولا التي تتسبّب في المرض الذي يحمل الاسم نفسه، وتثقيفهم في هذا الشأن، وتعزيز إجراءات الوقاية، ومعالجة أيّ معلومات مضلّلة حوله. ومن المتوقّع أن تستهدف الحملة نحو ثلاثة آلاف تلميذ ومدرّس في 10 مدارس في بلدة بولابيه النائية الواقعة في منظقة كاساي وسط البلاد، والمناطق المجاورة.

وكان العدّ التنازلي لمرض إيبولا المحدَّد رسمياً بـ42 يوماً قد انطلق يوم الاثنين في 23 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، ما يعني أنّ إعلان انتهاء تفشٍّ أخير لإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، في مطلع ديسمبر/ كانون الأول المقبل، إن لم تُرصَد أيّ إصابات مؤكّدة أخرى.

أتى ذلك في خلال إحاطة إعلامية للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أفاد فيها بأنّ ثمّة "أخباراً سارة من جمهورية الكونغو الديمقراطية التي يبدو أن تفشّي إيبولا هناك في طريقه إلى الانتهاء". أضاف أنّ "المريض الأخير المصاب بمرض إيبولا في بولابيه خرج من العزل، يوم الأحد الماضي، بعد تعافيه كلياً من المرض. وعدّ إيبولا التنازلي الذي يمتدّ 42 يوماً ضروري قبل إعلان منظمة الصحة العالمية رسمياً انتهاء تفشّي المرض في بلد معيّن، شرط عدم تسجيل أيّ إصابات جديدة في خلال هذه الفترة التي تُعَدّ ضرورية من أجل التأكّد من احتواء المرض بالكامل، ومن عدم انتقال العدوى من شخص إلى آخر.

لكنّ المسؤول الأممي حذّر من أنّ تفشّي المرض لم ينتهِ بعد، وبالتالي لا بدّ من الإبقاء على التدابير المتّخذة ميدانياً "حتى نظلّ مستعدّين للاستجابة لأيّ إصابات جديدة محتملة". وأشار إلى أكثر من 250 عاملاً صحياً مجتمعياً يتابعون حالة مخالطي المصابين بصورة يومية، مبيّناً أنّ "من بينهم مَن يسير لساعات طويلة عبر الغابات والمستنقعات للوصول إلى القرى المعزولة تماماً عن العالم" وتقديم خدماته.

وأوضح غيبريسوس، في إحاطته تلك، أنّ وكالته التابعة للأمم المتحدة نشرت أكثر من 100 خبير وقدّمت 150 طنّاً من الإمدادات الطبية ومركبات الإسعاف والدراجات النارية والأجهزة اللوحية الرقمية لجمع البيانات وتبادلها بسرعة، وذلك فيما "نواصل دعم الحكومة في مجال ضمان حصول المتعافين من المرض على رعاية مستمرّة بواسطة برنامج رعاية الناجين".

وتعتمد الاستجابة لتفشّي إيبولا في بلدة بولابيه كذلك، بحسب ما بيّن غيبريسوس، على "تعزيز تعبئة قدرات المجتمعات المحلية، التي يقوم بها قادة المجتمعات في البلدة من خلال إطلاع السكان على الوضع، بما في ذلك بالأسواق والكنائس، من أجل تعزيز الوعي بأهمية تلقّي القاحات اللازمة المضادة لإيبولا وعزل المرضى وتعزيز الثقة بالاستجابة للمرض".

إيبولا باختصار

تصف منظمة الصحة العالمية مرض إيبولا بأنّه اعتلال نادر، لكنّه وخيم، ويفتك غالباً بالبشر. وتشرح أنّ ثمّة ثلاثة أنواع مختلفة من الفيروسات التي تؤدّي إلى اندلاع تفشيات هذا المرض على نطاق واسع، هي فيروس إيبولا وفيروس السودان وفيروس بونديبوغيو. وتضيف أنّ متوسّط نسبة الوفيات بإيبولا يُقدَّر بـ50% تقريباً، علماً بأنّ النسبة راوحت ما بين 25 و90% في خلال تفشيات سابقة.

لكنّ المنظمة تشير إلى أنّ الرعاية الداعمة المبكرة، بالإضافة إلى إعادة الإماهة وعلاج الأعراض، تعزّز فرص النجاة من المرض والبقاء على قيد الحياة، مع العلم أنّ لا لقاحات ولا علاجات معتمدة إلا لنوع واحد من الفيروسات (فيروس إيبولا)، فيما يتواصل تطوير لقاحات وعلاجات لمكافحة الفيروسَين الآخرَين.

(العربي الجديد)