القصف على ريف حمص الشمالي يفاقم معاناة المدنيين

07 ديسمبر 2024
مدنيون ومسلحون عند نقطة تفتيش في حماة، في 6 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعيش سكان ريف حمص الشمالي حالة من الرعب بسبب القصف المستمر من قوات النظام السوري، مما أدى إلى شلل شبه كامل في المشافي الميدانية ونقص حاد في المواد الطبية، مع تجاوز عدد الجرحى 150 شخصاً.

- استهدفت الغارات الجوية مراكز طبية ومدارس ونقاط الهلال الأحمر، مما أدى إلى مقتل 25 مدنياً وطبيب، ودفع السكان للجوء إلى مناطق بعيدة عن الأحياء السكنية رغم عدم أمانها.

- ناشد السكان الجهات الإنسانية لتقديم مساعدات طبية عاجلة ونقل الجرحى خارج المنطقة، حيث يعاني الأهالي من الخوف والبرد في الأراضي الزراعية.

يعيش سكان ريف حمص الشمالي، اليوم السبت، حالة من الرعب والخوف جراء قصف متواصل على المنطقة تنفذه قوات النظام السوري، وسط شحّ في المواد الطبية والإسعافية الضرورية لعلاج الجرحى والمصابين الذين تجاوز عددهم 150 شخصاً.

وقال مهند البكور، المنحدر من ريف حمص الشمالي، لـ"العربي الجديد": إن الغارات الجوية استهدفت مراكز طبية ومدارس ونقاط الهلال الأحمر في ريف حمص، ما أخرجها عن الخدمة، وسط شلل شبه كامل في المشافي الميدانية نتيجة أعداد الإصابات التي تصل تباعاً، إذ وجهت عدة نداءات استغاثة لتقديم المساندة الطبية للمشافي الميدانية، فيما يتعذر نقل الجرحى خارج ريف حمص بسبب استهداف الطرقات بالراجمات والمدفعية وغياب منظومات الإسعاف المجهزة.

وتابع البكور: "الغارات وعمليات الاستهداف أدت إلى مقتل 25 مدنياً وطبيب واحد، كما جرح أكثر من 150 مدنياً، بينهم نساء وأطفال. اشتداد القصف وارتفاع حصيلة الضحايا دفع العديد من السكان إلى اللجوء لمناطق بعيدة عن الأحياء السكنية، كالمزارع أو قرى بعيدة عن مناطق الاستهداف". وأضاف: "أما مناطق تلبيسة والرستن والغنطو والدار الكبيرة وتير معلة والزعفرانة وغرناطة والمجدل والشعبانية وديرفول في ريف حمص الشمالي، فقد بدأت قوات النظام السوري منذ الجمعة حملة قصف شرسة عليها".

وناشد السكان الجهات الإنسانية التحرك بشكل عاجل لتوفير مساعدات طبية لعلاج المصابين، داعين أيضاً إلى نقل الجرحى إلى خارج المنطقة التي تتعرض فيها النقاط الطبية للقصف بكثافة من قبل قوات النظام السوري والطيران الحربي الروسي.

وقال عيسى الأحمد، الثلاثيني الذي وصل أمس إلى المنطقة للقاء أهله الذين فارقهم عقب اتفاق التهجير عام 2018، لـ"العربي الجديد": "لم يعد هناك أي مكان آمن في المنطقة لشدة القصف. الناس لا تعرف النوم أبداً وحالة الرعب لدى الجميع، خاصة الأطفال والنساء. الجميع غادر البيوت إلى الأراضي الزراعية حيث يعانون البرد والخوف. أيضاً هذه المناطق غير آمنة بسبب القصف، لكنهم يفضلون مغادرة المدن والقرى كي لا يقضوا تحت الأنقاض بسبب دمار الأبنية والمنازل السكنية".

تقول فاطمة حلواني، وهي من سكان المنطقة، لـ"العربي الجديد": "لم نعرف النوم أبداً منذ 3 أيام. الأولاد يستسلمون للنوم وهم جلوس من شدة الخوف. ما يحدث مرعب. القصف الذي يحدث في الوقت الحالي يعادل قصف 13 سنة مضت. قصف من الطيران وبالمدفعية من كافة الجهات. ليس لدينا مكان نذهب إليه في الوقت الحالي أو نحتمي فيه. نحن نترقب أن يتوقف هذا القصف فقط".

ويمتد ريف حمص الشمالي على مساحة تراوح بين 300 و350 كيلومتراً مربعاً، ويتصل جغرافياً بمحافظة حماة شمالاً ومنطقة الحولة غرباً. ويضم مدناً رئيسية مثل الرستن وتلبيسة والحولة، إلى جانب عشرات القرى والمزارع، ويقطنه نحو نصف مليون نسمة، وفق دراسة للمؤسسة السورية للدراسات الاستراتيجية.

المساهمون