الفلسطيني أيمن محيسن.. جُرح واعتقل ثم استشهد

الفلسطيني أيمن محيسن.. جُرح واعتقل ثم استشهد

04 يونيو 2022
الشهيد الفبسطيني أيمن محيسن مع أحد أطفاله (عائلة محيسن)
+ الخط -

قبل استشهاد الفلسطيني أيمن محيسن (29 عاماً)، صباح الأربعاء 1 يونيو/حزيران، كان يتابع اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل ابن شقيقته، جاد معالي، الذي لم يجده جيش الاحتلال في منزله فاعتقل شقيقه عيسى للضغط عليه لتسليم نفسه. وتحولت عملية مداهمة مخيم الدهيشة في بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، إلى عملية قنص، حيث استهدف الاحتلال أيمن برصاصتين.
شكّل أيمن خسارة لكل مخيم الدهيشة، هذا ما يقوله أي ممن تسألهم عنه، وترك خلفه 3 أطفال، أكبرهم طفلة بعمر 5 سنوات.

وفي جنازة كبيرة خرجت الأربعاء تودّعه، هتف الشبان "يا أيمن يا مقدام يا بطل الاقتحام" في إشارة إلى تصدّيه الطويل على مدار سنوات لاقتحامات قوات الاحتلال.
ويقول علاء محيسن، ابن شقيق الشهيد أيمن، لـ"العربي الجديد"، وزميله على مقاعد الدراسة وفي السجن، إنه فتح نافذة منزله المطلة على شارع في المخيم حين سمع أصوات الاقتحام، فقام الجنود بتوجيه "ليزر" القناصة تجاهه.
كرم نصري صديق الشهيد يؤكد لـ"العربي الجديد" أنه كان على تواصل هاتفي بالشهيد محيسن، فأبلغه أنه رفض صعود قناصة الاحتلال على سطح منزله وطردهم.
لحظات بعد انسحاب قوات الاحتلال من الحي، نزل محيسن وتقدم، كما يقول ابن شقيقه، ليقوم قناصة بإطلاق رصاصتين عليه، إحداهما أصابت يده ثم صدره، وأخرى استهدفت صدره ليُستشهد. ويؤكد نصري أن محيسن كان من المتقدمين في التصدي لقوات الاحتلال، وأطلق عليه جندي النار وقتله.
ويؤكد علاء محيسن أن عمه، الذي اعتقل سابقاً في سجون الاحتلال مرتين، لمدة زادت عن ثلاثة أعوام ونصف؛ كان يتوقع اعتقاله مرة أخرى في أي لحظة، لكن علاء يقول "لم نكن نتوقع أن يُستشهد"، كان نشيطاً في المسيرات والمناسبات الوطنية، تفاعل كثيراً مع أحداث جنين مؤخراً في الفعاليات المساندة لمخيم جنين، وكان في مقدمة الذين يتصدون لجيش الاحتلال خلال الاقتحامات.
كما يقول رفيقه وابن شقيقه علاء، فإن الشهيد أيمن ومنذ صغره كان متفاعلاً مع القضايا الوطنية، ومنذ أن كان في الصف السابع الأساسي في المدرسة، كان المحرك الأساسي لخروج زملاء صفه الدراسي إلى المسيرات والمشاركة في جنازات الشهداء. أصيب سابقاً في قدمه برصاص الاحتلال الحي، والتقى علاء به في السجن مرتين، يؤكد أنه كان محبوباً بين رفاق السجن، خصوصاً رفاق الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حيث انتمى، وعاش في السجن مع أسرى الجبهة. تميز بأنه خفيف الظل يحب المزاح، ولا يتوقف عن تذكر المواقف في أزقّة المخيم، حيث نجا عدة مرات من اعتقالات محققة.
سيفتقد علاء عمه الذي كان صديقه، كما يقول، وهو لم يتعامل معه يوماً على أنه عمه بل رفيقه، لكن كل المخيم سيفتقده لأن الكل يعرفه ويحبه، كما يؤكد علاء.
أما صديقه كرم فيقول "كان بالنسبة لي أخا وصديقا وجارا، وابن صف دراسي، اعتقلنا في سجون الاحتلال مع بعضنا، وأصبنا مع بعضنا، وحين سمعت عن إصابته أصبت بصدمة كبيرة".
يؤكد أصدقاء محيسن أنه كان متأثراً بتجربة مخيم جنين الأخيرة ومقاومته، ويذكر في النقاشات دائماً اسم الشهيد جميل العموري والشهيد عبد الله الحصري، ولا يغيب عنه ذكر "كتيبة جنين"، وهو مشارك دائم في التصدي لقوات الاحتلال والمسيرات الوطنية، ومنها مارشات عسكرية رمزية، ليسميه الشبان الذين هتفوا في جنازته "بطل الاقتحام".
يقول والده أحمد محيسن (65 عاماً) لـ"العربي الجديد" كان أيمن يعمل في كشك قهوة لشقيقه في بعض الأحيان، وبعض الأعمال الأخرى التي يستطيع القيام بها، فقد أصيب قبل فترة بجلطة في الشرايين.

وتقول والدته سميحة محيسن (60 عاماً) لـ"العربي الجديد" إن ابنها كان قبل استشهاده بيوم واحد سعيد بتخرّج ابنته الكبرى، "كان محبوبا، حتى إن المشاركة في جنازته كانت لافتة"، وتعرّض محيسن، حسب والدته، لأمراض بسبب الاعتقال في سجون الاحتلال، فكان يتعرض لحالات إغماء ودوران، من دون إعطائه الدواء المناسب.
تتذكر الوالدة مواقف ابنها التي لا تنسى، وتقول "أبكي حين أتذكر أيامه الحلوة، كان يحمل الطعام من منزله ويأتي إلي، وأقول له لماذا تأتي، أليس عندك مطبخ في منزلك، فيجيبني أنه يحب تناول الطعام عندي، ويقول يجب أن تدلليني فأنا أصغر أبنائك وآخر العنقود، كان يقول لي إذا استشهدت لا تبكي، وحين أخرجوا جثمانه من عندي زغردت ولبيت طلبه والحمد لله".

المساهمون