الفلسطينية أسماء مصطفى "المعلّم العالمي لعام 2020"

الفلسطينية أسماء مصطفى "المعلّم العالمي لعام 2020"

13 نوفمبر 2020
اللعب جزء أساسي من التعليم (محمد الحجار)
+ الخط -

فازت مدرّسة اللغة الإنكليزية، أسماء مصطفى، من قطاع غزة، بلقب "المعلّم العالمي لعام 2020" من مؤسّسة AKS Education Award في الهند، نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي (لم يعلن عن النتيجة رسمياً بعد)، متفوّقة على 100 معلّم حول العالم، من بينهم 4 من فلسطين، وذلك بعدما نجحت على مدار 12 عاماً من مسيرتها العلمية، في تقديم مجموعة من الأعمال والوسائل الإبداعية لتدريس مادة اللغة الإنكليزية وغيرها، منها تأليف كتاب "45 لعبة لتعليم اللغة الإنكليزية لغير الناطقين بها"، عدا عن الرحلات التعليمية حول العالم لتعليم مهارات اللغة الإنكليزية.

وبعدما أعلنت مؤسسة Ask Education في الهند عن فتح باب الترشح للمسابقة السنوية التي تقدمها لاختيار أفضل المعلمين من كل عام، قررت مصطفى الاشتراك في هذه المسابقة لتثبت أن هناك كوادر علمية متميزة في قطاع غزة، وقد تبلغت بالنتيجة عبر البريد الإلكتروني، على أن يكون إعلان النتائج وتوزيع الجوائز افتراضياً في 22 من الشهر الجاري.

 

أسماء مصطفى 2 (محمد الحجار)
(محمد الحجار)

 

مصطفى مدرّسة لغة إنكليزية في مدرسة حليمة السعدية الأساسية للبنات في بلدة جياليا شمال قطاع غزة. تخرجت من الجامعة الإسلامية في كلية تربية قسم لغة إنكليزية عام 2008، وانضمت إلى صفوف المدرسين في العام نفسه بعد اجتيازها اختبار المعلمين والمقابلات، وهي معلمة معتمدة لدى "مجتمع ناشونال جيوغرافيك" العلمي والاستكشافي والتعليمي لعام 2020، وعضو نادي معلّمي آبل العالمي.

إلا أنها أصبحت معروفة بين صفوف المعلمين للغة الإنكليزية في شمال قطاع غزة، بسبب استخدامها الوسائل التكنولوجية والألعاب لتعزيز تعلم اللغة. وكان تأثير أسلوبها واضحاً على تلميذاتها. تقول مصطفى لـ العربي الجديد": "في عام 2019، بدأت العمل على تطوير قدراتي من خلال الحصول على دورات عبر شركات عالمية للبرمجة لتوظيفها في مجال التعليم، وتنفيذ مشاريع مع مجتمع ناشونال جيوجرافيك لتوظيف الخرائط داخل الغرف الصفية وربطها بمادة اللغة الإنكليزية، بالإضافة إلى الألعاب التربوية وتوظيفها من خلال إشراك تلاميذ ومعلمين من دول مختلفة عبر شاشات".

وتُشير إلى أنها وتلاميذها زاروا 35 دولة "أونلاين" معتمدين على تقنية زوم، وتعرّفوا من خلال الخرائط على ثقافات الدول وبعض المصطلحات المتعلقة بكل منها، وتبادلوا طرح الأسئلة عبر لعبة الخرائط، لتساهم في تعريف التلامذة على ثقافات الدول المختلفة وملابسها وطعامها وتراثها وأبرز عاداتها وتقاليدها اليومية وتلك المتعلقة بالمناسبات والأفراح.

أسماء مصطفى 1 (محمد الحجار)
(محمد الحجار)

 

إلا أنها تتحدث عن بعض المعوقات، من بينها أن التلاميذ في عدد من الدول الأخرى يعرفون إسرائيل على الخريطة وليس فلسطين. لكن بعد أيام عدة، نجحت تلميذاتها في ترك بصمة جميلة، وعرفن التلاميذ في دول أخرى على فلسطين ومدنها وثقافتها. ويأتي هذا النشاط المشروع بالشراكة مع حاضنة الأعمال والتكنولوجيا في غزة، والذي يهدف إلى مساعدة التلميذات على التعرف على الدول من حولهن، ووصل عدد الدول إلى 190 دولة، لكنه توقف بعض الشيء في ظل انتشار فيروس كورونا.

أسماء مصطفى 4 (محمد الحجار)
(محمد الحجار)

 

تتحدث مصطفى عن صعوبة اللغة الإنكليزية والرياضيات بالنسبة للتلميذات، ما دفعها إلى تصميم ألعاب تربوية عديدة. وفي بداية مسيرتها التعليمية، عمدت إلى خلق تحدٍّ بين تلميذاتها، اللواتي كن يجبن على بعض معاني الكلمات، ليتقدمن خطوة مع كل إجابة صحيحة لتفوز في النهاية التلميذة التي كانت كل إجاباتها صحيحة. كما اعتمدت لعبة الصمت لمعرفة الكلمة من خلال الإشارات والإيحاءات.

واختارت وضع تصنيفات للتلميذات؛ تحصيل عال ومتوسط وضعيف، لتشرك التلميذات جميعاً (التصنيفات الثلاثة) مع بعضهن بعضاً، من خلال لعبة صندوق البيتزا. من خلال هذه اللعبة، تصنع دائرة خشبية متلاصقة فيها أربع زوايا وخانة فارغة في الوسط. وتُخصّص أسئلة لكلّ مجموعة، فتكتب التلميذة التي حصلت على تحصيل عال جملة مفيدة، والمتوسطة كلمة مفتاحية، فيما تلفظ الضعيفة الكلمة، بعدما تتمكن من معرفة الكلمة.

وهناك أيضاً لعبة القبعة. ومن خلالها، تضع القبعة فوق رأس إحدى التلميذات ليكون عليها الإجابة. ولخلق جو من التنافس، تتبادل التلميذات رمي القبعة. وتراعي الأسئلة الفروقات الفردية من خلال طرح أسئلة حول الضمائر وحروف الجر أو المعاني وكيفية لفظ الكلمات. كما أن هناك لعبة البنّاء، والتي تبني من خلالها كلمات مستعينة ببطاقات تتضمن حروفاً. أما لعبة "الرول"، فيمكن من خلالها استخراج جمل وكلمات وحروف.

أسماء مصطفى 3 (محمد الحجار)
(محمد الحجار)

 

ووضعت الألعاب التي اعتمدتها أو ابتكرتها وطورتها داخل كتاب "45 لعبة لتعليم اللغة الإنكليزية لغير الناطقين بها". وعادة ما تهتم بتطوير قدرات تلميذاتها وابتكار مشاريع وطنية لتعزيز ثقافة اللغة الإنكليزية، تتلاءم مع ظروف قطاع غزة السياسية والاقتصادية من دون أن يرتب ذلك تكاليف إضافية على الأهل. وتقول إن "اهتمام التلميذات بالمادة كبير. في بعض الأحيان، يطلبن حصصاً إضافية. واللافت أن أولياء الأمور يتابعون بعض الحصص".

وإذا ما أرادت تلخيص مسيرتها المهنية حتى اليوم، تقول إن الأمر يتعلق بتثبيت المعلومات وخلق جو من المرح وروح المجموعة، وحفظ الكلمات ولفظها، وتطوير أداء التلميذات مع مراعاة الفروقات الفردية، إضافة إلى تعزيز روح القيادة.

المساهمون