الفقر يفترس اللاجئين في لبنان خلال رمضان

الفقر يفترس اللاجئين في لبنان خلال رمضان

26 ابريل 2021
أوضاع صعبة للاجئين السوريين في لبنان (Getty)
+ الخط -

في كوخ بلبنان، يعيش حسين الخالد منذ عشر سنين، بعد أن فر هو وعائلته من الحرب في سورية، لكن في هذه السنة بالتحديد تتضافر تبعات جائحة كورونا مع الانهيار الاقتصادي ليجعلا رمضان الأشد صعوبة بين كل سنوات الغربة.

يعيش حسين الخالد وزوجته وأطفالهما، وعددهم 11، في كوخ من غرفتين من الخشب والقماش المشمع، بمخيم غير رسمي للاجئين في بلدة بر إلياس بسهل البقاع، وتعتمد الأسرة الآن على التبرعات الإنسانية لعدم وجود عمل.

وقال حسين الخالد، 50 عاماً، والذي لم يعمل منذ ستة أشهر "يعني شو بدي أقول لك.. الوضع النفسي تعبان.. الناس تعبانة.. قبل رمضان تعبانين وإجا رمضان.. بتحتار شو بدك تعمل عشا (وجبة إفطار) للأولاد.. يعني أحياناً بيجيك يوم ما فيك تجيب شي بسيط 2 كيلو بطاطا (بطاطس) حقهم 10 آلاف (ليرة لبنانية)، ربطتين خبز حقهم 5 آلاف (ليرة لبنانية)".

وأضاف "من عشر سنين كنا عايشين ببيت، كان عنا بيت ونظافة ورتابة وشغل وعمل.. حياتنا كانت طبيعية كنا مبسوطين.. البلد كانت آمنة.. يعني اليوم ما فيك تروح حتى زيارة ما فيك تروح".

تقول زوجته الملقبة بأم أحمد، إن الأسرة لم تعد قادرة على شراء ما يكفي من زيت لقلي البطاطا (البطاطس) كي يفطروا عليها في رمضان.

ولّت الأيام التي كان فيها رمضان عيداً ومناسبة لشراء الملابس الجديدة للأطفال، عندما كانت الأسرة تعيش حياة كريمة في حلب، وكان الرجل يعمل بشكل منتظم في مجال البناء، فهدمت الحرب منزلهم ودمرت تلك الحياة، وأضاف الخالد "جينا لهون عايشين بخيمة.. مستقبل ولادنا تدمر.. راح.. ولادنا لا مدارس لا علم ولا شي".

وأسرة حسين الخالد عائلة واحدة من نحو 1.5 مليون لاجئ سوري توافدوا على لبنان منذ 2011، وتشير تقديرات إلى أنهم باتوا يشكلون ما يقارب ربع سكان البلاد، ويعيش معظمهم في فقر مدقع في مستوطنات من الخيام.

كان كثير من اللاجئين مثل حسين يعملون لكسب لقمة العيش، لكن تم تخفيض الأجور اليومية ذلك لأن جائحة كورونا أدخلت لبنان في إجراءات عزل وإغلاق متكررة.

وتفاقمت المشكلة بصورة أكبر، مع الانهيار المالي غير المسبوق في لبنان، الذي دفع بكثير من اللبنانيين في هوة الفقر منذ عام 2019، وأدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية.

ومع ذلك، وعلى الرغم من كل الصعاب، يقول الرجل إن أسرته لا تزال قلقة، وتشعر بالخوف من العودة إلى سورية في الوقت الراهن بسبب الأوضاع الأمنية، تقول أم أحمد إنها تتألم عندما تتذكر الحياة في المنزل قبل الحرب "في فرق من السما للأرض بين قاعد متهجر ببلاد مش بلادك.. كانوا الولاد بالمدارس كان العلاج ببلاش (مجاناً)".

(رويترز)

المساهمون