منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج فوراً عن عامل إنقاذ مختطف في السويداء
استمع إلى الملخص
- أكد مدير منظمة الدفاع المدني السوري أن خطف العاملين الإنسانيين يهدد سلامة الفرق ويعيق إيصال المساعدات، مطالباً بتحييدهم عن النزاعات والإفراج عن العمارين.
- يُعتبر العمارين من أبرز متطوعي الدفاع المدني، واختطافه أثار احتجاجات واسعة، حيث اعتبرت منظمات حقوقية أن اختفاؤه يمثل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني.
بعد مرور ثلاثة أشهر على اختطاف عامل الإنقاذ السوري حمزة العمارين، دعت منظمة العفو الدولية إحدى المجموعات المسلحة في محافظة السويداء جنوبي سورية إلى الإفصاح عن مصيره وعن مكان وجوده، بالإضافة إلى الإفراج عنه فوراً وإعادته إلى عائلته. وأوضحت المنظمة أنّ العمارين هو رئيس مركز الدفاع المدني في محافظة درعا، جنوبي البلاد، وكان قد أُرسل في مهمّة، في 16 يوليو/ تموز 2025، إلى مدينة السويداء استجابةً لنداء من الأمم المتحدة من أجل تقديم المساعدة في أعقاب اشتباكات كانت قد اندلعت بالمدينة في اليوم السابق.
أضافت المنظمة الحقوقية، في بيان أصدرته اليوم الخميس، أنّ العمارين تمكّن من التحدّث إلى زوجته قبل صباح اليوم التالي لاختفائه، وطمأنها قائلاً: "أنا في السويداء، أموري بخير، ولكن اعتنوا بأنفسكم". وتابعت أنّ العائلة فقدت، منذ ذلك الحين، الاتصال به، وما زال مصيره مجهولاً وكذلك مكان وجوده حتى يومنا هذا.
🚨 ندعو مجموعة مسلحة درزية في محافظة السويداء إلى الإفصاح عن مصير ومكان عامل الإنقاذ حمزة العمارين، والإفراج عنه وإعادته إلى أسرته فورًا. pic.twitter.com/qpgPaHwIvp
— منظمة العفو الدولية (@AmnestyAR) October 16, 2025
من جهته، يقول مدير منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) منير مصطفى لـ"العربي الجديد" إنّ "حوادث خطف العاملين في المجال الإنساني تمثّل تقويضاً مباشراً للعمل الإنساني، وتهديداً خطراً لسلامة الفرق وأفرادها الذين يكرّسون جهودهم من أجل خدمة المدنيين في المناطق المتضرّرة". ويشير إلى أنّ "انعكاسات مثل هذه الحوادث لا تقتصر على الأفراد المستهدفين فحسب، بل تمتدّ لتطاول المجتمعات المحلية في المناطق الساخنة، التي تكون في أمسّ الحاجة إلى المساعدات والخدمات الإنسانية".
ويجدّد مصطفى، بعد مرور ثلاثة أشهر على اختطاف مجموعة مسلحة في مدينة السويداء المتطوّع حمزة العمارين، مطالبته بـ"الإفراج الفوري عنه"، مشدّداً على "ضرورة تحييد العاملين الإنسانيين، وعدم استهدافهم تحت أيّ ظرف". وتابع أنّ "استمرار مثل هذه الحوادث يعيق إيصال المساعدات ويضاعف معاناة المدنيين، ويبعث برسائل سلبية تهدّد بيئة العمل الإنساني بأكملها".
وفي التفاصيل، فقد اختطفت مجموعة مسلحة في مدينة السويداء حمزة العمارين، وهو رئيس مركز الاستجابة الطارئة في مدينة إزرع بمحافظة درعا، في أثناء المهمة الإنسانية التي كان يؤدّيها بالتنسيق مع الأمم المتحدة، بهدف إجلاء فريق أممي من المدينة عقب اندلاع اشتباكات مسلّحة فيها. وكان العمارين يتنقّل بمركبة من نوع "فان هيونداي ستاريا" تحمل شعار الدفاع المدني، علماً أنّه كان بالزيّ الرسمي للمنظمة عندما اعترضت طريقه مجموعة مسلحة محلية في منطقة دوار العمران بالمدينة وصادرت المركبة واقتادته إلى جهة مجهولة.
ويُعَدّ حمزة العمارين من أبرز متطوّعي الدفاع المدني السوري، ولديه تاريخ حافل في مجال العمل الإنساني في المناطق الأكثر خطورة. وقد شارك في عمليات إنقاذ عقب كوارث مختلفة، من بينها الزلزال الذي ضرب شمال سورية في فبراير/ شباط 2023، إلى جانب جهوده في إخماد حرائق الغابات وتنفيذ مهام إغاثية في ظروف أمنية معقدة.
وعقب اختطاف العمارين، أصدرت منظمة الدفاع المدني السوري إلى جانب منظمات حقوقية، من بينها الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بيانات ومناشدات للإفراج عنه، مشدّدةً على أنّ ذلك يمثّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، ومؤكدةً أنّ اختفاءه القسري يثير قلقاً بالغاً على سلامته.
في سياق متصل، نُظّمت وقفات احتجاجية في عدد من المحافظات السورية، من بينها درعا وحلب وإدلب واللاذقية وحماة وحمص، للمطالبة بالإفراج الفوري عن حمزة العمارين وضمان سلامته، وتأكيد ضرورة حماية العاملين في المجال الإنساني وتحييدهم عن النزاعات.