العراق يؤكد صعوبة إنهاء المشاكل السياسية والأمنية لإعادة النازحين

العراق يؤكد صعوبة إنهاء المشاكل السياسية والأمنية لإعادة النازحين

15 يونيو 2022
ظروف إنسانية صعبة داخل المخيمات (زيد العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -

أقرّت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، بصعوبة إنهاء المشاكل التي تمنع إعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية، على الرغم من مرور 8 سنوات على نزوحهم القسري عقب اجتياح تنظيم "داعش" لعدد من المحافظات صيف 2015، مؤكدة أن 37 ألف عائلة نازحة ما زالت في المخيمات.

وكانت وزارة الهجرة قد أعلنت، نهاية العام الماضي، إغلاق جميع مخيمات النازحين في المحافظات باستثناء تلك التي أقيمت في إقليم كردستان، إلا أن أزمة النزوح لم تنته.

ووفقا لوكيل وزارة الهجرة، كريم النوري، فإنّ "أكثر من 4 ملايين ونصف عراقي نزحوا بعد اجتياح "داعش" لعدد من المحافظات العراقية صيف 2014، سكنوا في 170 مخيماً"، مبينا في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) مساء أمس الثلاثاء، أنه "نتيجة لإجراءات الحكومة بمعالجة أوضاع النازحين، عادوا بغالبيتهم لمناطق سكناهم، ولم يتبق سوى 28 مخيماً تقطنها 37 ألف عائلة حاليا".

وأكد أن "منظمة الهجرة الدولية ومنظمات أخرى حول العالم شهدت على نجاح العراق في ملف إعادة النازحين، ونأمل أن يشهد العام المقبل إنهاء الملف بشكل كامل عبر إعادة الجميع لمناطق سكناهم"، مشيرا إلى أن "الأسباب التي منعت عودة ما تبقى من النازحين تتضمن عدم إعمار منازلهم المهدمة، إضافة إلى أسباب سياسية وأمنية وأخرى عشائرية".

وأشار إلى أن "جميع المتواجدين في المخيمات تم التدقيق فيهم أمنيا".

ولا تحتسب الوزارة النازحين ممن يقيمون خارج المخيمات ضمن إحصاءاتها، إذ تتخصص بتقديم المساعدة لنازحي المخيمات حصرا، بينما يقدر إجمالي النازحين خارجها بأكثر من 750 ألفا يقيمون في مجمعات سكنية على نفقتهم الخاصة، في بلدات عدة بأربيل والسليمانية، فضلا عن بغداد والأنبار وغيرهما.

من جهته، حمّل النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، محما خليل، الحكومة مسؤولية عدم إنهاء ملف النزوح، على الرغم من مرور سنوات طويلة، مؤكدا في تصريح لموقع إخباري عراقي، أمس الأول، أن "مئات الآلاف من النازحين ما زالوا في المخيمات، ويعيشون بظروف إنسانية صعبة للغاية، نتيجة عدم توفر الخدمات لهم، وعدم وجود الدعم الحكومي، في ظل ظروف جوية قاسية".

وأشار إلى أن "هناك علامات استفهام كثيرة بشأن عدم إنهاء الملف، وأن الحكومة تتحمل التقصير في ذلك".

وتعدّ بلدة جرف الصخر، التي تزيد مساحتها عن 50 كيلومتراً مربعاً وتقع على مسافة نحو 60 كيلومتراً إلى الجنوب من العاصمة بغداد وإلى الشمال من محافظة بابل، واحدة من البلدات العراقية التي تستولي عليها الفصائل المسلّحة منذ 7 سنوات وتمنع أهلها من العودة.

وقال مسؤول محلي في محافظة بابل، إنه "لا توجد أي بوادر لإعادة العوائل النازحة إلى البلدة"، وبيّن المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن "الفصائل المسلحة ما زالت تفرض سيطرتها على البلدة وتمنع عودة أي عائلة، كما أن الحكومة والجهات الأخرى لم تبذل خلال الفترة الأخيرة أي جهود أو محاولات لحسم الملف".

وعلى الرغم من مرور نحو خمس سنوات على انتهاء المعارك في العراق وطرد تنظيم "داعش" من آخر معاقله في مدينة الموصل شمالي البلاد، إلا أن ملف النزوح ما زال مستمرا في البلاد.

المساهمون