العراق: ملاحقات أمنية لحركات دينية من بينها جماعة القربان

31 يوليو 2024
طقس ديني في محافظة ذي قار جنوبي العراق، 30 مارس 2024 (أسعد نيازي/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ألقت قوات الأمن الوطني العراقية القبض على 54 منتمياً لجماعات دينية متطرفة، بما في ذلك "جماعة القربان" التي تنفذ طقوساً قاسية تتضمن الانتحار كقرابين للإمام علي.
- نفذت القوات الأمنية حملات ملاحقة واعتقلت رموز الجماعة في عدة محافظات، مع استمرار العمليات للقضاء على فكرها المتطرف.
- تتواجد "جماعة القربان" بشكل كبير في الناصرية ومحافظات جنوبية أخرى، وتستخدم المنازل والجوامع كمقار لها، مع تسجيل حالات انتحار بين أفرادها.

أعلن جهاز الأمن الوطني في العراق، اليوم الأربعاء، أنّه ألقى القبض على 54 منتمياً إلى "جماعات دينية متطرّفة" في البلاد، الأمر الذي يؤشّر إلى نشاط متزايد لتلك الجماعات، وسط تعهّدات أمنية بملاحقة المنتمين إليها حتى القضاء على فكرها. ونشطت أخيراً في عدد من المحافظات، خصوصاً محافظة ذي قار الجنوبية، جماعات دينية، من بينها "جماعة القربان" أو "العلاهية" التي تنفّذ طقوساً قاسية ومتطرّفة تتضمّن تقديم أشخاص قرابين إلى الإمام علي بن أبي طالب من خلال الانتحار بطرق بشعة، الأمر الذي تسبّب في اضطرابات اجتماعية وأمنية بمحافظات جنوبي العراق.

ونفّذت القوات الأمنية العراقية حملات ملاحقة واعتقلت عدداً من رموز "جماعة القربان" في أكثر من محافظة، وأحالتهم على القضاء. وأوضح جهاز الأمن الوطني، في بيان أصدره اليوم الأربعاء، أنّ حصيلة أبرز العمليات النوعية، التي نفّذها في شهر يوليو/ تموز الجاري، بلغت 41 متّهماً بالإرهاب و56 تاجر مخدرات و49 شخصاً يعمدون إلى ابتزاز ضحاياهم إلكترونياً، إلى جانب "54 متّهماً ينتمون إلى الحركات الدينية المنحرفة". وأشار جهاز الأمن الوطني، في بيانه نفسه، إلى أنّ ثمّة عمليات نوعية أخرى نفّذها في شهر يوليو، شملت عموم محافظات البلاد، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.

من جهته، بيّن ضابط في جهاز الأمن الوطني، فضّل عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، أنّ "المعتقلين من الجماعات الدينية المنحرفة بمعظمهم من جماعة القربان"، وأكد أنّ "عمليات ملاحقة تلك الجماعة ما زالت مستمرّة، إذ إنّه لم يجرِ القضاء عليها بصورة نهائية". وشرح الضابط أنّ "القوات الأمنية نفّذت حملات ملاحقة منسّقة بحقّ جماعة القربان المذكورة، التي تحمل فكراً دينياً منحرفاً واستقطبت شباباً كثيرين في المحافظات الجنوبية، خصوصاً في ذي قار".

أضاف الضابط نفسه أنّ "المعلومات المتوفّرة لدينا تؤشّر إلى عدد غير قليل من أفراد جماعة القربان الذين يعملون في الخفاء، وهم يُلاحَقون في الوقت الراهن حتى القضاء عليهم". وتابع أنّ "ثمّة تعاوناً من قبل عدد من العراقيين الذين يقدّمون معلومات عن هؤلاء، نظراً إلى ما لهم من آثار سلبية على المجتمع".

ويُسجَّل وجود كبير للأفراد المنتمين إلى "جماعة القربان" في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، ويتوزّعون بصفتهم دُعاة في محافظات قريبة، من بينها محافظات ميسان والبصرة والقادسية (الديوانية). ويتّخذ هؤلاء من المنازل والجوامع مقارَّ لهم، ويعمدون إلى اللطم والضرب على الرؤوس علنيّة، علماً أنّ لهم أناشيد موسيقاها شبيهة بموسيقى الراب، فيما تتعامل السلطات العراقية معهم بوصفهم "جماعة دينية منحرفة".

وفي الأشهر الماضية، سُجّلت في مدن جنوب العراق نحو 12 حالة انتحار بين أفراد هذه الجماعة، وقد ترك هؤلاء بمعظمهم رسائل مكتوبة أفادوا بها بأنّهم "قرابين للإمام علي بن أبي طالب". ويبدو أنّ "جماعة القربان" تملك تنظيماً واضحاً وقنوات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ويحظى بعض رموزها باهتمام كبير.