العراق: مختطفات محررات من قبضة "داعش" استرجعن عن طريق الشراء

العراق: مختطفات محررات من قبضة "داعش" استرجعن عن طريق الشراء

27 مايو 2021
مطالب بالتحرك لمعرفة مصير باقي المختطفين (Getty)
+ الخط -

أكدت مسؤولة عراقية في بغداد، أنّ تحرير أغلب من تم استردادهن من المختطفات المحررات من تنظيم "داعش" الإرهابي، جرى من خلال دفع أموال، دون أن تكشف طبيعة ذلك. 

ويأتي ذلك بالتزامن مع حملات أطلقها ناشطون عراقيون في بغداد وإقليم كردستان، تهدف للضغط على الحكومة، من أجل التحرك لمعرفة مصير آلاف الضحايا من النساء والأطفال الذين اختطفهم تنظيم "داعش" الإرهابي، منذ عام 2014 في مدينة سنجار وقرى مجاورة لها غربي الموصل، وما زال مصيرهم مجهولاً.

وقالت مديرة شؤون المحافظات في ديوان الأوقاف المسيحية والإيزيدية، أمية بايزيد إسماعيل، إنّ البحث عن المختطفين كان يفترض أن يبدأ بعد انتهاء عمليات التحرير من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي عام 2017، موضحة، في حديث لصحيفة "الصباح" الرسمية، أنّ الدولة يجب أن تأخذ دورها في هذه القضية بعد مرور سنوات. 

وبيّنت أنّ "المختطفات اللاتي استرجعن أكثرهن تم تحريرهن عن طريق الشراء"، ولم تفصح إسماعيل عما إذا كانت تعني دفع فدية للخاطفين، أو لوسطاء قاموا بتسهيل عملية إعادة الضحايا.

وأشارت إلى أن "الكثير من المختطفين من الشباب والأطفال الإيزيديين موجودون في المخيمات، وأبرزها مخيم الهول في سورية ومخيمات أخرى". 

وتابعت "لذا طالبنا الحكومة باسترجاع مختطفينا، وطالبنا من خلال كتب رسمية وزارة الخارجية بمفاتحة القنصليات والسفارات والمنظمات العربية المسؤولة عن حقوق الإنسان للمساعدة في إعادة المختطفين سواء كانوا من الإيزيديين أو المسيحيين أو التركمان". 

غير أنّ مسؤولاً في حكومة إقليم كردستان العراق، قال، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إنّ بغداد "لم تبذل جهدا كافياً وأغلب من تم تحريرهم جرى بجهود حكومة الإقليم ومكتب إنقاذ الإيزيديين المرتبط بالحكومة"، مضيفاً أنه "تم دفع مبالغ مالية لوسطاء وأدلاء للمساعدة في الوصول إلى مختطفات وأطفال بعد فترة هزيمة داعش، عُثر عليهم في مناطق حدودية مع تركيا داخل الأراضي السورية وداخل مناطق أخرى في العراق وحتى داخل أراضٍ تركية".

ولفت المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، إلى أنّ "هناك أطفالاً لا يعرفون الآن ذويهم كونهم اختطفوا بعمر 4 و5 سنوات، ويصعب التعرف عليهم تحديداً وتعرضوا لغسيل مخ من قبل داعش"، بحسب تأكيده، متحدثاً عن أنّ "عدد المتبقين في عداد المختطفين، يصل إلى قرابة الثلاثة آلاف مختطفة ومختطف ما زال مصيرهم مجهولاً".

في السياق ذاته، قال عضو البرلمان العراقي عن المكون الإيزيدي، صائب خدر، إنّ عدد نساء وأطفال الطائفة الإيزيدية المختطفين يصل إلى ألفي شخص، موضحاً، في تصريح صحافي، أنّ تنظيم "داعش" اختطفهم خلال سيطرته على محافظة نينوى. 

ولفت إلى أن المختطفين ما زالوا في عداد المفقودين، وأنّ مصيرهم ما زال مجهولاً، داعياً الحكومة العراقية إلى متابعة ملف المختطفات الإيزيديات "بجدية"، والعمل على تفعيل قانون الناجيات الإيزيديات "الذي يمكن أن يسهم في العثور على المختطفات"، بحسب قوله. 

وأقرّ البرلمان، في مارس/ آذار الماضي، قانون الناجيات الإيزيديات المخطوفات سابقاً، وأهم بنوده منحُ امتيازات مالية ومعنوية، لتسهيل إعادة اندماجهن في المجتمع. أما من الناحية المالية، فإنّ القانون يمنحهن راتباً تقاعدياً، وأرضاً سكنية، وأولوية في التوظيف، إلى جانب استثناءات فيما يتعلق بشروط الدراسة، إذ أعفاهن من شروط العمر والأجور وغيرها من الاستثناءات.  

وأطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أخيراً، حملة تطالب الحكومة بالتحرك لمعرفة مصير باقي المختطفين الإيزيديين، وشهدت تفاعلاً شعبياً واسعاً في العراق.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أكد فريق الأمم المتحدة الخاص بجرائم "داعش" أنّ الانتهاكات التي ارتكبها التنظيم ضد الإيزيديين تمثل "إبادة جماعية". 

وأشار رئيس الفريق كريم خان، إلى امتلاكه أدلة مقنعة على أنّ الجرائم ضد الإيزيديين "تشكل بوضوح إبادة جماعية"، لافتاً إلى أنّ الفريق الذي بدأ عمله عام 2018، حدد الجناة الذين يتحملون المسؤولية عن جريمة الإبادة الجماعية ضد المجتمع الإيزيدي. 

وفي الثالث من أغسطس/آب عام 2014، أي بعد نحو شهرين من دخول تنظيم "داعش" الإرهابي للموصل، هاجم التنظيم مدينة سنجار غربي محافظة نينوى (شمال البلاد) التي يمثل معقل الإيزيديين في العراق، وقتلوا واعتقلوا آلاف الرجال، وقاموا بـ "سبي" النساء والأطفال. 

وعلى الرغم من مرور نحو 7 سنوات على أحداث سنجار، إلا أنّ الإيزيديين ما زالوا يعتقدون أن مختطفيهم أحياء، لكنهم لم يعثروا على مكانهم حتى اليوم، في ظل وجود معلومات عن قيام التنظيم الإرهابي ببيع نساء وأطفال إيزيديين. 

المساهمون