العراق: كورونا ينهي العام الدراسي

العراق: كورونا ينهي العام الدراسي

21 يونيو 2021
في إحدى مدارس العراق (مرتضى السوداني/ الأناضول)
+ الخط -

حسمت وزارة التربية العراقية الجدال القائم بشأن العام الدراسي الحالي، والذي تعثر لأكثر من مرة نتيجة لتجربة التعليم عن بعد غير الناجحة بسبب ضعف الإمكانيات لدى العائلات العراقية وسوء خدمة الإنترنت من جهة، وبين فشل نظام التعليم الجزئي الذي حاولت الوزارة تطبيقه من دون أن ينجح بسبب قلة عدد المباني المدرسية في البلاد، إذ كانت الوزارة تخطط لتوزيع التلاميذ على ثلاث دفعات لتجنب الاكتظاظ داخل الفصول. وبحسب بيان صدر عن وزارة التربية، تقرر إنهاء العام الدراسي الحالي 2020 ـ 2021 واعتبار درجة نصف العام درجة نهائية للعام باستثناء صفوف الشهادات الرسمية (السادس ابتدائي والثالث متوسط والسادس إعدادي)، على أن تجرى الامتحانات في وقت لاحق ووفقاً لشروط تحددها الوزارة. ويبلغ عدد تلاميذ العراق الذين يشملهم قرار إنهاء العام الدراسي نحو 9 ملايين. وبررت وزارة التربية قرار إنهاء العام الدراسي الحالي بالأوضاع الصحية في البلاد. وقال وكيل الوزارة فلاح القيسي، في بيان، إن "قرار وزارة التربية بإنهاء العام الدراسي الحالي يأتي مراعاة للظروف الصحية الناتجة عن تفشي كورونا في البلاد، بالإضافة إلى إكمال المنهاج عبر المنصات الإلكترونية". في الوقت نفسه، أقر بوجود مشاكل ومعوقات واجهت إدارات المدارس والطلاب، خلال النصف الثاني من العام الدراسي.

ويرى أولياء أمور التلاميذ أن قدرة أبنائهم على تجاوز العام الدراسي ستكون محدودة للغاية في حال أجريت الامتحانات، إذ لم يتمكن أبناؤهم من متابعة المنهاج الدراسي بسبب تأثير الإجراءات المتخذة من قبل السلطات لمواجهة فيروس كورونا.

ويصف العاملون في قطاع التعليم العامين الدراسيين الأخيرين 2019ـ2020 و2020-2021، بأنهما "الأسوأ على مر السنوات الدراسية التي عرفتها البلاد، بسبب تأثيرات الجائحة".
أحمد سعد، وهو تلميذ في الصف الثالث متوسط، يقول لـ"العربي الجديد" إنه للعام الدراسي الثاني لم يستوعب المنهاج الدراسي، علماً أنه يعد الأفضل بين أقرانه إذ يواظب على القراءة ويتواصل مع أساتذته باستمرار. يضيف: "خلال اختبارات نصف العام الدراسي حصلت على معدل 78 في المائة. هذا جيد بالمقارنة مع الآخرين". وسيتوجب على أحمد الاستعداد جيداً وباكراً للمرحلة اللاحقة كونها رسمية، لكن كثيرين غيره لم يكتب لهم النجاح وعليهم أن يجتازوا الامتحانات.
من جهته، يقول زيد علاء، الذي حصل على علامات متدنية في امتحانات نصف العام الدراسي في مادتين، لـ "العربي الجديد": "طوال العام الدراسي، لم ندرس سوى جزء قليل من كل مادة من مواد المنهاج المفروضة علينا، الأمر الذي يسهل علينا تجاوز الامتحانات بنجاح، بالإضافة إلى أن إدارات المدارس لم تعد متشددة منذ تفشي كورونا. ويقول المعلمون إن الأسئلة التي سترد في الامتحانات لن تكون صعبة".

نجا من امتحانات نهاية العام (زياد العبيدي/ فرانس برس)
نجا من امتحانات نهاية العام (زياد العبيدي/ فرانس برس)

وتجاوزت أعداد الإصابات بكورونا المليون وربع المليون إصابة ونحو 17 ألف حالة وفاة. وكانت تلك الأرقام سبباً مباشراً لاتخاذ وزارة التربية خطوات من شأنها أن تحد من ارتفاعها، ومن بينها جعل الدوام الحضوري يوماً واحداً في الأسبوع وإلغاء الامتحانات النهائية واعتماد درجات نصف العام الدراسي. إلّا أنّ علياء الدليمي، المشرفة التربوية في مديرية تربية الرصافة - محافظة بغداد، تقول لـ "العربي الجديد" إن "الخطوات التي اتخذتها وزارة التربية هي لمصلحة الوزارة كونها غير مستعدة لا فنياً ولا مالياً ولا حتى إدارياً وعلمياً للامتحانات النهائية". تضيف: "في كل عام، توضع ميزانية للامتحانات النهائية، ويتعيّن رصد مكافآت للأساتذة المراقبين على الامتحانات ولمصححي الامتحانات. كما أن إنهاء العام الدراسي يقلل من إنفاق الوزارة، ويتطلب توفير العديد من المستلزمات، أهمها وقود مولدات الكهرباء للمدارس". وترى أن "القرار لناحية المناهج ليس جيداً بالنسبة للتلاميذ. وفي الوقت نفسه، يمثل فشلاً للوزارة في تجاوز التحديات، إلا أن الأهالي مرتاحون للقرار كونهم لا يرغبون في أن يعيد أبناؤهم سنتهم الدراسية".
في هذا الإطار، تقول جليلة حميد، وهي أم لأربعة أطفال، لـ "العربي الجديد"، إنّ قرار الوزارة اعتماد نتائج منتصف العام الدراسي ساعد في خفض حجم الإنفاق. تضيف أن "استمرار الدراسة يعني المزيد من الإنفاق على التلاميذ. نعاني كثيراً بسبب غلاء الأسعار وتردي الأحوال المعيشية وانخفاض دخل زوجي الذي يعمل في بيع الأسماك".

بدورها، تقول زبيدة توفيق إنه بات لديها وقت للراحة كانت تخصصه لتعليم أبنائها. زبيدة أم لتوأمين في المرحلة الثانية من الدراسة المتوسطة وابنة في المرحلة الأولى من الدراسة الإعدادية، توضح لـ "العربي الجديد" أنها كونها تحمل شهادة بكالوريوس في الفيزياء، فهي قادرة على تدريس أولادها، وقد اعتادت تخصيص أكثر من ثماني ساعات في اليوم لتعليمهم بعدما فقدوا التواصل مع مدرسيهم، باستثناء يوم واحد في الأسبوع. وتلفت إلى أن انتهاء العام الدراسي مبكراً وفّر لها الراحة، مشيرة إلى أن أولادها نالوا درجات عالية في النصف الأول من العام الدراسي. وتقول: "جهودي لم تذهب سدى".

المساهمون