استمع إلى الملخص
- رحبت الحكومة العراقية باللاجئين اللبنانيين، مقدمةً تسهيلات مثل دخول البلاد ببطاقات التعريف وتخصيص 3 مليارات دينار لدعمهم، بالإضافة إلى رحلات طيران خاصة للراغبين في العودة.
- يواصل المجتمع العراقي دعم العائلات اللبنانية من خلال مبادرات طوعية وفرص عمل، مع تشكيل لجنة إيواء عليا لتنسيق جهود الإغاثة وتوزيع اللاجئين.
سجّل العراق عودة 2500 لاجئ لبناني إلى بلادهم في غضون الأيام الأخيرة، إثر اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان مع إسرائيل الذي دخل حيز التنفيذ الأربعاء الماضي، في مؤشر على بداية العودة العكسية التي تبدو خجولة حتى الآن، ولا سيما أن الكثير من العائلات اللبنانية التي لجأت إلى العراق لا تفكر في العودة في الوقت الحالي لأسباب منها المخاوف من إمكانية عدم التزام الكيان الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار، فضلاً عن ارتياحها في العراق.
وكانت الحكومة العراقية قد رحبت باللاجئين اللبنانيين، وسمحت لهم بدخول البلاد ببطاقات التعريف في حال عدم امتلاكهم جوازات سفر، كما خصصت مبلغ 3 مليارات دينار (2.2 مليون دولار) كي تُقدم وزارة الهجرة والمهجرين الخدمات اللازمة لهم. ووجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بتسمية اللبنانيين الوافدين بـ"الضيوف" بدلاً من اللاجئين.
واليوم السبت، ووفقاً للمتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، علي عباس، فإن "عدد اللبنانيين العائدين الى بلادهم تجاوز الـ 2500 شخص، وأن العودة العكسية لهم مستمرة"، مبيناً أنه "اعتباراً من الأيام القادمة، سيتم تخصيص رحلات طيران خاصة لإعادة اللبنانيين إلى بلادهم، ولا سيما الجرحى منهم وكبار السن".
وتحركت قوافل العائدين براً عبر منفذ القائم على الحدود العراقية السورية. وقال قائم مقام قضاء القائم في محافظة الأنبار، تركي محمد خليف المحلاوي، إن "عودة اللبنانيين من العراق الى بلادهم قد بدأت عبر منفذ القائم الحدودي بعد قرار وقف إطلاق النار، وقد بلغ في اليومين الماضيين 2500 مواطن لبناني".
وأوضح أن "الحكومة المحلية في الأنبار قدمت تسهيلات كبيرة للعائدين"، لافتاً إلى أن "وزارة الهجرة وفرت حافلات خاصة لنقلهم وتوفير كل ما يحتاجون إليه من متطلبات".
وكانت وزارة النقل العراقية في العاصمة بغداد، قد أعلنت أمس الجمعة أنها قررت استئناف الرحلات الجوية من جميع المطارات العراقية إلى مطار بيروت الدولي، اعتباراً من الأسبوع المقبل.
وقبل وقف إطلاق النار في لبنان كان المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، العميد مقداد ميري، قد أكد أن 38 ألف لبناني دخلوا إلى العراق، وهي آخر الإحصاءات الرسمية في العراق الذي كان يتوقع حينها زيادة الأعداد. ويجري ذلك في وقت تواصل فيه الحكومة العراقية ووزارة الهجرة والمهجرين تقديم الدعم والإغاثة للعائلات اللبنانية التي استقرت في الفترة الأخيرة في محافظات العراق.
ويؤكد عضو تنسيقية دعم وإيواء العائلات اللبنانية في العراق، بهاء العبودي، أن الدعم العراقي للعائلات اللبنانية لم يتغيّر بعد قرار وقف إطلاق النار، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "الحكومة العراقية ستواصل دعم العائلات اللبنانية الموجودة في العراق، وأنها مخيرة بين البقاء والعودة".
وأكد أن "مئات العائلات اللبنانية لم تتخذ قراراً بالعودة حتى الآن، بل تفضل البقاء في العراق، لا سيما أنها غير مطمئنة لقرار وقف إطلاق النار وأن إسرائيل قد تستأنف هجماتها مجدداً، فضلاً عن أن تلك العائلات تعيش في العراق في ظل ظروف مناسبة جداً مع استمرار الدعم، وأن أبناءها اندمجوا في المدارس، وهي تفضل إتمام العام الدراسي الحالي في العراق على أقل تقدير". أضاف: "أبلغنا تلك العائلات بأن بقاءها مرحّب به، وأن الإعلان عن تسيير رحلات جوية وبرية إلى لبنان يأتي ضمن جهود الحكومة العراقية بتسهيل العودة للراغبين حصراً دون غيرهم، وأن العائلات التي تفضل البقاء فسنواصل تقديم الدعم الكامل لها".
الأهالي يواصلون دعم العائلات اللبنانية
من جهته، يؤكد الشيخ علي الربيعي، وهو أحد وجهاء المحافظة، أن "الأهالي يواصلون التنافس في ما بينهم بدعم العائلات اللبنانية والوقوف إلى جانبهم في محنتهم حتى بقاء آخر عائلة منهم". ويقول الربيعي لـ "العربي الجديد": "ديالى من المحافظات التي شهدت في الفترة الأخيرة إقبالاً من قبل اللبنانيين، وقد استقبلت المئات منهم، وتم تقديم الدعم والإسناد لهم من قبل الحكومة أولاً". يضيف أن "الأهالي بدورهم وبالتعاون مع الجهات المسؤولة والتنسيقيات مستمرون في تنفيذ مبادرات طوعية لدعم العائلات"، مبيناً أن "الأهالي حتى اليوم يواصلون جمع التبرعات لدعم تلك العائلات"، مشيراً "إلى أن "هناك تنافساً مستمراً بين المناطق في المحافظة لدعم تلك العائلات، وأن الكثير من العائلات العراقية تستضيف عائلات لبنانية في بيوتها".
اللبنانيون مخيّرون بالبقاء أو العودة
من جهته، يؤكد الناشط في مجال حقوق الإنسان، عدي النداوي، أن للناشطين والمنظمات المدنية دوراً واضحاً في متابعة اللبنانيين في المحافظة، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "اللبنانيين مخيرون بالبقاء أو العودة. نحن مستمرون بتنفيذ زيارات لتلك العائلات ونتابع أهم احتياجاتهم الإنسانية، ووفرنا فرص العمل للقادرين على العمل والراغبين منهم في ذلك".
ويشير إلى أن "الجهات الحكومية أيضاً تقوم بواجبها الإنساني والأخلاقي على أتم وجه، سعياً للتخفيف من محنة اللبنانيين"، مشدداً على أن "العائلات التي تفكر في البقاء عليها أن تعلم أن حملاتنا مستمرة بالمتابعة والدعم لهم".
وكانت رئاسة الوزراء العراقية قد شكلت لجنة الإيواء العليا، وتضمنت وزارات أمنية وخدماتية هيأت مركزاً لاستقبال النازحين من لبنان في منفذ القائم لتوثيق دخولهم رسمياً، من ثم تُقدم لهم الخدمات السريعة ومتطلباتهم الآنية، يليها جرد بياناتهم وتهيئة وسائط نقل لتوزيعهم على المحافظات وفقاً لتخطيط اللجنة، ويوجد اللبنانيون في العديد من المحافظات العراقية منها نينوى والأنبار وصلاح الدين وبغداد وبابل ومحافظات ديالى والمثنى وأيضاً الديوانية والبصرة وميسان بأعداد قليلة، بينما يتركز انتشارهم بأعداد كبيرة في محافظتي كربلاء والنجف.