استمع إلى الملخص
- العمليات الأمنية شملت عدة محافظات، مستندة إلى معلومات استخبارية دقيقة، مما أدى إلى تحسين دقة العمليات وضبط شبكات محلية ودولية، خاصة تلك التي تتلقى المخدرات من إيران وسوريا.
- العراق يواجه تحديًا أمنيًا رئيسيًا بسبب انتشار المخدرات، مع التركيز على الكريستال والكبتاغون، ويعمل على استراتيجية لمكافحة المخدرات داخليًا وتعاون أمني مع دول الجوار.
أعلنت وزارة الداخلية العراقية ضبط أكثر من طنين من المخدرات في الربع الأول من عام 2025، والقبض على 3 آلاف وستة متورطين في المتاجرة بها. وتبذل السلطات العراقية جهوداً كبيرة في إطار حربها على تجارة المخدرات في البلاد. وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إنها "لا تقل أهمية عن الحرب على الإرهاب".
وبحسب بيان لمديرية شؤون المخدرات في الوزارة، فإن "قسم التحقيقات الخاصة في المقر العام بالوزارة كان له الدور البارز في تلك النتائج ومكافحة المخدرات خلال الربع الأول من العام الجاري، وأن عملياته الأمنية نفذت قرارات قضائية".
من جهته، أكد ضابط برتبة مقدم في وزارة الداخلية العراقية أن عمليات القبض على شبكات المتاجرة بالمخدرات وتلك الكميات جرت في عدد من محافظات البلاد، ولم تنحصر في بغداد وحدها. وأوضح لـ"العربي الجديد" أن "معلومات استخبارية، فضلاً عن معلومات حُصل عليها من قبل الشبكات التي قُبض عليها في الأشهر الماضية، أدت الى إطاحة هذه الأعداد والكميات من المخدرات". وأشار إلى أن "الوزارة توفرت لها قاعدة بيانات جيدة عن شبكات محلية ودولية، وأن عملياتها الحالية أصبحت أكثر دقة وأفضل بسبب تلك المعلومات". وأكد أن "معظم تلك المخدرات التي دخلت البلاد مصدرها إيران وسورية، لكن الأخيرة تراجعت كثيراً بعد كسر مسار تهريب الكبتاغون منذ سقوط نظام بشار الأسد".
أضاف أن "الوزارة تعمل حالياً ضمن استراتيجية لمكافحة المخدرات داخلياً، واستراتيجية تعنى بالتنسيق المعلوماتي والتعاون الأمني مع دول الجوار لكشف تلك الشبكات والقبض عليها، وقد ساهم التعاون في ضبط كثير من الشبكات، خاصة الدولية الممتدة إلى داخل العراق".
وخلال الأشهر الأخيرة، كثّف العراق ما يصفه مسؤولون بأنّه "حرب على المخدرات"، بعد تصنيفات أظهرت أنّ أزمة انتشارها باتت التحدّي الأمني الرئيسي في البلاد بعد خطر الإرهاب.
وكان تقرير سابق أصدرته المفوضية العليا لحقوق الإنسان قد بيّن أن أكثر أنواع المواد المخدرة المنتشر تعاطيها في العراق هي مادة الكريستال التي تعبر من الأراضي الإيرانية، والكبتاغون الذي يعبر من الأراضي السورية المجاورة، بالإضافة إلى الحشيش (القنّب الهندي) والهيروين. وتُعدّ المخدرات من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع العراقي، لا سيّما أنّ تجارتها قد اتسعت في الفترة الأخيرة بصورة خطرة، وتحوّل العراق إلى ممرّ لتلك المواد في اتجاه عدد من الدول العربية.
يشار إلى أن وزارة الداخلية العراقية قد أعلنت في وقت سابق عن نجاحها في علاج ما يقرب من ثلاثة آلاف مدمن، بعد اعتمادها برنامجاً علاجياً خاصاً بها، وهو أكبر معدل وصلت إليه السلطات الصحية في العراق طيلة السنوات الماضية ضمن الحملة الاستراتيجية التي أطلقتها الحكومة.