العراق: تركيا خفضت منسوب دجلة والفرات إلى النصف وإيران قطعت روافد

العراق: تركيا خفضت منسوب نهري دجلة والفرات إلى النصف وإيران قطعت روافد مهمة

09 مايو 2021
انخفاض ملحوظ في منسوب مياه نهر دجلة (تويتر)
+ الخط -

أعلنت وزارة الموارد المائية العراقية، الأحد، خفض الجانب التركي لمناسيب نهري دجلة والفرات إلى نصف ما كانت عليه، ما أدى إلى تراجع منسوب النهرين داخل العراق، بالتزامن مع قيام إيران بقطع عدد من الروافد النهرية المهمة عبر تحويل مجراها الطبيعي، متهمة إياها بعدم التجاوب.
وقال وزير الموارد المائية العراقي مهدي رشيد الحمداني، في مؤتمر صحافي في بغداد، إن "الواردات المائية القادمة من تركيا لنهري دجلة والفرات انخفضت بمقدار 50 في المائة، وروافد سد دربندخان (شمال) وصلت واردتها إلى صفر، كما انخفضت واردات الزاب الأسفل (شمال شرق كركوك) بنسبة 70 في المائة".
وأكد الحمداني أن "الجانب الإيراني قام بتحويل مجرى بعض الروافد إلى داخل إيران، منها نهر سيروان، وبعض من مياه رافد ديالى (شرق)، وتم التأكد من هذه المعلومات عن طريق المراقبة التقنية، وهذا الأمر سيولد مشكلة، وقد طلبنا من إيران عقد اجتماع حول هذا الموضوع، لكن لا توجد استجابة. الوزارة تنوي إطلاق كميات كبيرة من مياه السدود تدريجيا، وسوف يرتفع منسوب المياه في نهر دجلة خلال الأسبوعين المقبلين لتلبية متطلبات الشرب والموسم الزراعي الصيفي".
بدوره، كشف المتحدث باسم وزارة الموارد المائية عون ذياب، الأحد، عن خطوات مرتقبة لمواجهة أزمة نقص المياه، مؤكدا أن بلاده "تجري مباحثات جدية مع تركيا لضمان تنفيذ الاتفاقات الخاصة بتأمين احتياجات العراق من المياه، فضلا عن وجود تنسيق مع الجانب السوري بهذا الشأن".
وتداول ناشطون عراقيون لقطات لنهر دجلة وقد انخفضت فيه مناسيب المياه إلى معدلات تسمح بالمسير فيه دون أن يصل مستوى المياه إلى الركبة.

وقال مدير سد الرمادي على نهر الفرات ماجد سلمان، في إيجاز قدمه للصحافيين الأحد، إنهم سيقومون بإطلاق كميات من المياه لتعويض النقص الحاصل، وأضاف أن "الوضع في الأنبار أفضل مما هو عليه في الأراضي السورية المجاورة لوجود مخزون مائي في العراق، وسيتم استخدامه لمواجهة النقص الحاصل".

وحذر الخبير المائي أحمد العبيدي من أن مدن أقصى جنوب العراق ستكون أكبر المتضررين من الأزمة، وأوضح لـ"العربي الجديد" أن "المحافظات الجنوبية، التي تعتبر آخر محطات دجلة والفرات داخل العراق، لن يصل إليها الكثير من المياه، وقد تتوقف محطات مياه الشرب في حال لم يتم تدارك الأمر من قبل السلطات، إذ إن مدن ومحافظات الشمال والغرب لا تتأثر كثيرا باعتبارها أول مداخل النهرين، ولديها مجال للاستفادة من الكميات الداخلة، حتى لو كانت قليلة".

وفي وقت سابق، أكد القنصل التركي في محافظة نينوى محمد كوجوك، عقب لقاء مع المحافظ نجم الجبوري، أن وفدا تركيا سيزور نينوى بعد عيد الفطر للاطلاع على وضع سد الموصل، وأوضاع المياه بداية من  نينوى وصولا إلى البصرة، مشددا على أن تركيا لن تترك العراق بدون مياه.
ويمتلك العراق عدة بحيرات مائية، أبرزها بحيرتا "الثرثار" و"الحبانية"، ويجرى تخزين كميات كبيرة من المياه فيها بغية تعويض النقص الحاصل في مواسم شح الأمطار، وتعتمد تلك البحيرات على مياه الأمطار، وكذا فائض نهري دجلة والفرات خلال مواسم الشتاء.

المساهمون