العراق: اعتقال مشعوذين اثنين في أربيل أغلب ضحاياهما من النساء
العراق: اعتقال مشعوذين اثنين في أربيل أغلب ضحاياهما من النساء
أعلنت الشرطة العراقية في محافظة أربيل، إقليم كردستان شمالي البلاد، الخميس، اعتقال مشعوذين اثنين يمتهنان أعمال السحر والاحتيال مقابل مبالغ مادية، قالت إنهما يعملان على تضليل النساء.
وتبرز جرائم الاحتيال والنصب كإحدى الظواهر البارزة في المجتمع العراقي، وعادة ما تكون بغلاف ديني أو ما يعرف محلياً بالمعالج الروحاني، الذي يزعم القدرة على حل المشاكل بالحُجب والتمائم والأحجار الكريمة أو بما يُعرف باستحضار الجن، وتكافح قوات الأمن العراقية هذه الظاهرة حيث أوقعت خلال السنوات الأخيرة بالعشرات منهم.
وأعلنت شرطة أربيل، الخميس، إلقاء القبض على شخصين بتهمة الاحتيال وخداع النساء في إحدى مناطق المحافظة، وقالت في بيان مقتضب إن "قوة من الشرطة ألقت القبض على متهمين اثنين يمتهنان جرائم الاحتيال بالشعوذة وخداع وتضليل النساء، في حي باداوة بمدينة أربيل"، ووفقاً للبيان فإنه "تم توقيف المتهمين بقرار قاضي التحقيق وبموجب المادة 456 من قانون العقوبات".
اعتقال شخصين بتهمة " #السحر و #الشعوذة" في #أربيل https://t.co/OZRtgK5PAt pic.twitter.com/YXPV6pu66d
— Basnews عربية (@basnewsar) June 13, 2022
ضابط في شرطة مدينة أربيل، قال لـ"العربي الجديد"، إن أحد المعتقلين ضُبطت معه أدوات ومعدات مختلفة "كان يستعملها في عدة الاحتيال والنصب، وأغلب ضحاياه من النساء الباحثات عن حلول لمشاكل اجتماعية وأسرية أو عن وظيفة وتحسين أوضاعهن".
وأضاف أن المعتقل الآخر "يزعم أنه يتعامل مع الجن ويضلل الناس بأنهم مسكونون، ويبيع العسل والماء الذي يزعم أنه يحوي شفاء بمجرد تناوله من قبل الشخص ويكون السعر بعشرة أضعاف قيمته في السوق".
وعن ذلك قال أستاذ علم النفس والمحاضر في جامعة السليمانية، محمد الجاف، لـ"العربي الجديد"، إن ممتهني هذا النوع من النصب يجدون ضالتهم في مناطق تعاني الفقر والمشاكل الاجتماعية وقبل كل شيء التعليم المحدود، ويضيف الجاف أن "الظاهرة موجودة في كل العراق، ومثل هؤلاء يوهمون الناس بأشياء مختلفة ويعتبرون أنها سبب عن تعاستهم وسوء حظهم وأنه يمكنهم رفعها أو ما يسمونها فكها".
ويشرح الجاف أحد الأفلام المصرية للفنان أحمد زكي (البيضة والحجر) في كونها "تجسد ما يحدث بالعراق إذ إن فشل الحكومات المتعاقبة في تحسين أوضاع الناس الخدمية والمعيشية جعلهم يبحثون عن أي مخرج للخلاص حتى وإن كان على يد أشخاص مشعوذين لم ينجحوا هم بتحسين أوضاعهم ويسكنون بمنازل بائسة".
وفي أغسطس/آب العام الماضي نفذت الشرطة في إقليم كردستان حملة واسعة لضبط المشعوذين والسحرة، بعد أن طالبت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة الإقليم وزارة الداخلية بشن حملة مكثفة للقضاء على ظاهرة الدجل والسحر والشعوذة في الإقليم، والتي بدأت في التزايد في الآونة الأخيرة.
