العدوان على مخيم جنين: 600 وحدة سكنية مدمرة و15 ألف نازح

06 فبراير 2025
يعبرون طريقاً مدمّرة في جنين، 17 يناير 2025 (جعفر آشتيه/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تدمير واسع ونزوح جماعي: شهد مخيم جنين تدميرًا هائلًا للبنية التحتية والمنازل، مما أدى إلى نزوح نحو 15 ألف شخص، مع تدمير أكثر من 600 وحدة سكنية وعرقلة عمل المستشفيات.

- أزمة إنسانية حادة: يعاني المخيم من انقطاع كامل في المياه والكهرباء، وتوقف العملية التعليمية، مما أثر على آلاف الطلاب، وسط ظروف معيشية صعبة للنازحين.

- نداء استغاثة دولي: وجهت بلدية جنين نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي لتوفير الإغاثة الطبية والغذائية، حيث تتجاوز آثار العدوان قدرات البلدية وإمكاناتها.

على نحو غير مسبوق منذ 23 عاماً حين دمّر الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، تسبب 17 يوماً من العدوان الحالي ضمن عملية "الأسوار الحديدية" العسكرية، في هدم نحو 600 وحدة سكنية ونزوح نحو 15 ألفاً من الأهالي.

ضربت العملية العسكرية التي زعم الاحتلال أنها تستهدف المقاومة، البنى التحتية للمخيم، وخلّفت دماراً واسعاً في الشوارع وشبكات المياه والكهرباء ومئات المنازل. وبات المخيم بالتالي منطقة مهجورة تضم أحياءً شبه مدمّرة نتيجة تفخيخ المنازل وتفجيرها. وقد أدى العدوان الحالي إلى استشهاد 25 مواطناً، وعرقل عمل 4 مستشفيات. 

وأجبر العدوان نحو 3470 عائلة على النزوح إلى 30 قرية مجاورة تضم مراكز إيواء خُصصت للنازحين الذين يبلغ عددهم نحو 15 ألفاً، كذلك دمّر أكثر من 600 وحدة سكنية عبر التفجير والإحراق والتكسير والتجريف، لكن لا إحصاءات رسمية دقيقة عن حجم الدمار حتى الآن بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي وعدم  قدرة الطواقم على الوصول إلى تلك المنازل، بحسب ما قال مسؤول الإعلام والعلاقات العامة في بلدية جنين، بشير مطاحن لـ"العربي الجديد". 

وأوضح مطاحن أن "مناطق واسعة من جنين، بينها المخيم، تعاني من انقطاع كامل في المياه التي دمّر العدوان شبكاتها. وفي ظل الوضع الإنساني المتفاقم تعاني المستشفيات من أوضاع كارثية، إذ استطاعت فرق الطوارئ بالكاد خلال الأيام القليلة الماضية فتح طريق مدخل مستشفى جنين الحكومي (مستشفى الشهيد خليل سليمان)، بعد تدميره وتجريفه سابقاً، ما عرقل وصول سيارات الإسعاف لنقل المرضى والمصابين، ولا سيما كبار السن. ومع هطول الأمطار خلال المنخفض الجوي الحالي، باتت الطريق غير صالحة للاستخدام إلا للمركبات ذات الدفع الرباعي، وهي قليلة وغير متاحة للمواطنين".

ولفت مطاحن إلى أنه "منذ بدء العمليات العسكرية للاحتلال، توقفت العملية التعليمية في مدينة جنين بالكامل ما أثّر في آلاف الطلاب. وعلى صعيد البنى التحتية تعرّض 14 محول ضغط عالٍ للتدمير، وأُسقِط أكثر من 200 عمود كهرباء وسُوِّيَت 10 أبراج لنقل الكهرباء بالأرض. وتقدّر خسائر هذه الأضرار الجسيمة بعشرات ملايين الدولارات".

واضطر نحو 90% من أهالي المخيم النازحين إلى المكوث في منازل أقارب يقيمون خارج المخيم، في ظل غياب حلول إغاثية كافية، وسط عدم وجود أفق لحلّ قضيتهم أو لمعرفة موعد العودة إلى المخيم الذي لم يعد صالحاً للعيش.

وأوضح مطاحن أن "بلدية جنين وجهت نداء استغاثة إلى المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية كي تتدخل في شكل عاجل لتوفير الإغاثة الطبية والغذائية الضرورية للنازحين من المخيم في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يمرّون بها، ولا سيما أن الدعم الحكومي الحالي غير كافٍ".

وكانت بلدية جنين قد أشارت في بيان سابق إلى أن طواقمها تعمل بحسب الإمكانات المتاحة، لإيصال الخدمات اللازمة إلى المناطق المدمرة، وشددت على أن آثار العدوان تتجاوز قدرات البلدية وإمكاناتها.

المساهمون