استمع إلى الملخص
- تتفاقم الأزمة بسبب القصف الإسرائيلي المستمر، الذي أسفر عن آلاف الشهداء والجرحى، مع منع إجلاء الجرحى لتلقي العلاج خارج القطاع، مما يعقد الوضع الصحي والإنساني.
- دمرت إسرائيل معظم المستشفيات في غزة، مما أدى إلى خروج العديد من المراكز الصحية عن الخدمة، وتعمل المستشفيات المتبقية بقدرة محدودة وسط نقص حاد في الموارد.
حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة من أنّ نسبة العجز في الأرصدة الدوائية والمستلزمات الطبية في القطاع المحاصر والمستهدف وصلت إلى مستويات "خطرة وغير مسبوقة"، بحسب ما جاء في بيان نشره المكتب الإعلامي الحكومي على تطبيق تليغرام اليوم الخميس. ويأتي ذلك ليفاقم تدهور المنظومة الصحية في قطاع غزة المسجّل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسط مواصلة الاحتلال الإسرائيلي قصفه مناطق مختلفة من القطاع، علماً أنّه كان قد استأنف حربه على الفلسطينيين المحاصرين قبل أكثر من ثلاثة أسابيع.
وفي محاولة لرسم صورة مفصّلة عن الوضع، أوضحت وزارة الصحة أنّ "37% من قائمة الأدوية الأساسية و59% من قائمة المستهلكات (المستلزمات) الطبية و54 من أدوية السرطان وأمراض الدم رصيدها صفر". أضافت الوزارة، وفقاً لبيان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أنّ 80 ألف مريض بداء السكري و110 آلاف مريض بضغط الدم لا تتوفّر لديهم أدوية في مراكز الرعاية الأولية، في حين "تعمل أقسام العمليات والعناية المركّزة والطوارئ من ضمن أرصدة مستنزفة من الأدوية والمهام الطبية المنقذة للحياة".
ووجّهت وزارة الصحة في قطاع غزة، في هذا الإطار، "نداءً عاجلاً لتعزيز الأرصدة الدوائية في المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية"، مشيرةً إلى أنّ "إغلاق المعابر أمام الإمدادات الطبية والأدوية يفاقم الأزمة ويضيف تحديات كارثية أمام تقديم الرعاية الصحية للمرضى والجرحى". يُذكر أنّ أعداد الجرحى تتزايد في القطاع مع استمرار القصف الإسرائيلي الجوي والبري، الأمر الذي يستوجب توفير رعاية طبية عاجلة وكذلك مستدامة لهؤلاء، في حين يمنع الاحتلال إجلاءهم ليتمكّنوا من تلقّي علاجاتهم اللازمة في خارج القطاع. كذلك يمنع الاحتلال إجلاء أعداد من المرضى الذين يتطلّبون كذلك علاجات منقذة للحياة في الخارج.
وتُمعِن إسرائيل في تشديد حصارها على الفلسطينيين في قطاع غزة الذي عادت آلة الحرب الإسرائيلية لتستهدفه بعد أقلّ من شهرَين على بدء سريان وقف إطلاق النار في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، فهي استأنفت عدوانها عليه في 18 مارس/ آذار الماضي مخلّفة منذ ذلك الحين 3.834 جريحاً و 1.552 شهيداً، بحسب البيانات الأخيرة التي أصدرتها وزارة الصحة في غزة اليوم الخميس. أضافت الوزارة، في بياناتها المحدّثة، أفادت أنّ حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ارتفعت إلى 50 ألفاً و886 شهيداً إلى جانب 115 ألفاً و875 جريحاً منذ السابع من أكتوبر 2023. وشدّدت على أنّ ثمّة "ضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
ويتعمّد الاحتلال الإسرائيلي، منذ الثاني من مارس الماضي، منع إدخال أيّ مساعدات أو إمدادات تجارية إلى قطاع غزة المحاصر، الأمر الذي يؤدّي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون. ولم يستثنِ الاحتلال المواد الغذائية ولا الأدوية والمستلزمات الطبية من حصاره المطبق، الأمر الذي يدفع منظمات عديدة ووكالات تابعة للأمم المتحدة إلى التحذير من تداعيات ذلك، ولا سيّما بعد استئناف قوات الاحتلال حرب الإبادة الجماعية على الفلسطينيين في القطاع. وقبل يوم واحد من استئناف الحرب، حذّرت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" - فلسطين من "مجاعة واسعة النطاق" تضرب قطاع غزة، بسبب مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر أمام إدخال المساعدات والبضائع إليه، الأمر الذي يؤثّر بدوره على القطاع الصحي ويهدّد حياة المرضى والجرحى الفلسطينيين.
تجدر الإشارة إلى أنّ إسرائيل دمّرت منذ السابع من أكتوبر 2023، في إطار حرب الإبادة الجماعية، 34 مستشفى في قطاع غزة من أصل 38، من بينها مستشفيات حكومية وأخرى خاصة، علماً أنّ عدداً من تلك المنشآت الطبية تشغّلها منظمات عالمية. وبذلك تركت أربع مستشفيات فقط تعمل بقدرة محدودة على الرغم من تضرّرها، وسط نقص حاد في الأدوية والمعدّات الطبية، بحسب آخر البيانات الصادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة. كذلك أخرجت الغارات الإسرائيلية 80 مركزاً صحياً عن الخدمة بصورة كليّة، إلى جانب تدمير 162 مؤسسة طبية أخرى.
(الأناضول، العربي الجديد)