الطلاب التونسيون العائدون من أوكرانيا يخسرون عامهم الدراسي
لم يتمكّن الطلاب التونسيون العائدون من أوكرانيا من مواصلة عامهم الدراسي بعد تعذّر إدماجهم في الجامعات التونسية، وسط غموض يلفّ مستقبلهم في غياب تأكيدات رسمية عن إمكانية احتوائهم خلال السنة القادمة.
وتسببت الحرب الروسية الأوكرانية في انقطاع أكثر من 1200 طالب تونسي عن دراستهم والعودة إلى تونس عبر رحلات الإجلاء، تاركين وراءهم جهدا طويلا لسنوات من الدراسة الجامعية في اختصاصات طبية ومالية، بينما اختار آخرون البقاء في دول أوروبية بحسب الإمكانيات التي أتيحت لهم من أجل البحث عن فرص اندماج جديدة.
وأكدّ نضال الجندوبي، الذي كان يدرس الطب في إحدى الكليات الأوكرانية، أنه خسر عامه الدراسي بسبب عدم السماح له ولزملائه من الاختصاص ذاته بالالتحاق بكليات الطب في تونس.
وقال الجندوبي لـ"العربي الجديد"، إنّ "عائلات الطلبة نظمت العديد من الوقفات الاحتجاجية أمام وزارة التعليم العالي، من أجل إبلاغ أصواتهم وحثّ السلطات على بحث حلول لأبنائهم تجنّبهم خسارة السنة الدراسية، غير أن هذه الاحتجاجات لم تسفر عن أي نتيجة".
وأشار المتحدّث إلى أن أغلب الطلبة العائدين من أوكرانيا خسروا عامهم الدراسي وهم بصدد البحث عن حلول فردية للاندماج في جامعات أجنبية أو جامعات خاصة في تونس، مرجّحا أن يتواصل رفضهم من الجامعات الحكومية في تونس.
وأوضح أن الوجهة الرومانية هي الأقرب لطلاب الاختصاصات الطبية، غير أنهم لم يتأكدوا من إمكانية التسجيل فيها وقبولهم في رومانيا نتيجة إعطاء الأولوية للاجئين الأوكرانيين.
وبيّن الطالب أن عودتهم إلى أوكرانيا أصبحت شبه مستحيلة مع تواصل الحرب هناك والوضع العام في المنطقة.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن إحداث منصة رقمية للطلبة التونسيين الدارسين بأوكرانيا، ودعت المعنيين إلى تسجيل بياناتهم فيها بكل دقة.
وقالت الوزارة في بلاغ على صفحتها الرسمية، إنها بصدد التنسيق مع الجامعات الأوكرانية لإيجاد الحلول المناسبة التي ستمكّن الطلبة الأجانب من مواصلة دراستهم وتعويض فترة الانقطاع، سواء عن طريق الدراسة عن بُعد أو من خلال توفير الظروف الملائمة لعودتهم لأوكرانيا عند انتهاء الحرب.
وأكدت الوزارة أنها حصلت على وعود من السفير الأوكراني في تونس بالتدخّل لدى الهياكل المختصّة ببلاده لإيجاد الصيغة الملائمة لتسليم الشهادات للطلبة الذين أتموا دراستهم ولم يتمكنوا من تحصيل الشهادة العلمية.
كما أعلنت وزارة التعليم العالي أنها تلقت وعدا من وزارة التعليم الرومانية بالسماح للطلبة التونسيين العائدين من أوكرانيا بتسجيلهم في الجامعات الرومانية، إذ أصدرت الوزارة الرومانية المكلّفة بالتعليم العالي قرارا يقضي بإمكانية مواصلة الطلبة التونسيين الدارسين في الجامعات الأوكرانية دراستهم بالجامعات الرومانية طبقاً لمقاييس محددة، على أن يقدّم الطالب ترشّحه مباشرة إلى الجامعة التي يرغب في مواصلة الدراسة فيها.
