الطفلة الغزية سما أهل توثّق لحظة قصف مبناها السكني

الطفلة الغزية سما أهل توثّق لحظة قصف مبناها السكني

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
28 مايو 2021
+ الخط -

لم تُصدّق الطفلة الفلسطينية سما أهل (15 عاماً)، أن القصف الإسرائيلي الذي طاول المبنى الذي تسكن فيه ومنطقتها والمناطق المجاورة على مدار 11 يوماً قد توقف، وأنّها ما زالت وأسرتها على قيد الحياة، بعدما واجهت العائلة الموت خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.

لحظات مرعبة عاشتها سما وأسرتها، حين قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية برج السوسي السكني، جنوبي مدينة غزة، والعديد من الأماكن المُجاورة، وقد أصيبت شقيقتها تسنيم (17 عاماً) من جراء القصف. 

أجواء الرعب هذه عاشتها الكثير من العائلات الغزية.  إلا أن سما نجحت في تصوير بعض من مشاهد القصف الذي طاول العمارة التي تقطنها، وغيرها من الأهداف المدنية المجاورة. وزاد الخوف لدى سما وأهلها في ظل تكرار قصف إسرائيل العائلات وإبادتها، إلى درجة أن كل عائلة باتت تعتبر نفسها هدفاً تالياً.

تقول سما لـ "العربي الجديد": "لا يمكن لما حدث أن يكون حقيقياً. أحاط بنا القصف والخطر من كل مكان. كنا على قناعة بأننا سنموت جميعاً. في اليوم الأخير من شهر رمضان، والذي صادف اليوم الثالث للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كان القصف قد هدأ فجراً بعد ليلة طويلة وعنيفة. عند الساعة السادسة صباحاً، عاود الإسرائيليون القصف بشكل فجائي وعنيف جداً، فبدأت التصوير. وكنت سأتوقف لعدم قدرتي على حمل هاتفي في تلك اللحظات العصيبة، إلا أنني تمالكت نفسي وأردت إكمال توثيق هذه الجريمة بحق أهلي وأخواتي والمدنيين، حتى يتمكن العالم من رؤية ما حصل معنا، في حال استشهدنا كما كنا نعتقد".

الصورة
عائلة سما في غزة ( عبد الحكيم أبو رياش )
(عبد الحكيم أبو رياش)

 

وكانت عائلة سما تحتمي في الصالة، المكان الأكثر أماناً في المنزل. في اللحظة التي بدأت الطائرات الحربية استهداف مُحيط البرج، ذهب الوالد إلى الشرفة لطمأنة العائلة حول مكان القصف، فباغتته الطائرات الحربية بقصف أسفل البرج، وقد دفعته قوة القصف إلى الصالة مجدداً، وراح الجميع يتوجه نحو الأسفل. 

وتقول سما: "حملت شقيقتي مِسك (7 أعوام)، ووصلت بصعوبة إلى الشارع. كان القصف قد قلب السيارات المركونة في الشارع رأساً على عقب، فيما أحاطت النيران بالمبنى". 

الصورة
عائلة سما في غزة ( عبد الحكيم أبو رياش )
(عبد الحكيم أبو رياش)

تتابع سما: "بدأ والدي تنظيم حركة الناس من البرج إلى المناطق الأكثر أمناً، فيما اتجهنا مع والدتي إلى حائط وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، واحتمينا في حاوية قمامة كانت إلى جوار الحائط، من الشظايا والزجاج المتطاير". 

وبقيت الأسرة بين حائط "أونروا" وحاوية القمامة، إلى أن وصلت سيارة  إسعاف. تقول سما: "لم أشعر بالأمان حتى في داخل الإسعاف من شدة القصف. لكن حين وصلنا إلى المستشفى، خالطني شعور بالأمان والصدمة في آن". 

وتقول مسك: "عشت لحظات مخيفة بسبب القصف العنيف. رأيت النار والزجاج المكسور. كما رأيت شقيقتي تسنيم وقد أصيبت في وجهها من جراء القصف". من جهتها، تقول تسنيم التي أصيبت من جراء القصف، لـ "العربي الجديد"، إنه تم قصف الشوارع المُحيطة بعمارتهم السكنية واستهداف العمارة ذاتها والتي تقطنها عشرات الأسر. وعلى الرغم من قوة القصف، فإن أول ما فكرت فيه هو سلامة أسرتها". 

وطاول الخراب والتدمير الذي خلفته الطائرات الحربية الإسرائيلية، على مدار أيام العدوان، معظم مناطق قطاع غزة. 

ذات صلة

الصورة

سياسة

يعتزم مجلس النواب الأميركي التصويت على مجموعة من العقوبات على إيران بعد الهجوم الذي شنّته على إسرائيل ليل السبت، فيما سيحاول تمرير مساعدات عسكرية لإسرائيل.
الصورة
الصحافي بيتر ماس (Getty)

منوعات

كتب الصحافي المخضرم بيتر ماس، في "واشنطن بوست"، عن "شعوره كمراسل جرائم حرب وابن عائلة مولت دولة ترتكب جرائم حرب"، في إشارة إلى الإبادة الجماعية في غزة.
الصورة

سياسة

كشفت وكالة بلومبيرغ الأميركية أن المعلومات الاستخبارية التي حصلت عليها الولايات المتحدة تفيد بأن الرد الإيراني المرتقب أصبح وشيكاً جداً.
الصورة
فلسطينيون وسط دمار خانيونس - 7 إبريل 2024 (إسماعيل أبو ديه/ أسوشييتد برس)

مجتمع

توجّه فلسطينيون كثر إلى مدينة خانيونس في جنوب قطاع غزة لانتشال ما يمكن انتشاله من بين الأنقاض، وسط الدمار الهائل الذي خلّفته قوات الاحتلال الإسرائيلي.

المساهمون