الضاحية الجنوبية لبيروت تواجه خطر المباني المتصدعة

29 نوفمبر 2024
قد لا يكون المبنى آمناً للسكن (محمد سلمان)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- سكان الضاحية الجنوبية لبيروت يعودون لتفقد الأضرار بعد وقف إطلاق النار، بينما تواجه البلديات تحديات في تقييم الأضرار ورفع الأنقاض بسبب نقص الموارد.
- العواصف الشتوية تزيد من خطر انهيار المباني، وبلدية برج البراجنة تحث المواطنين على الحذر، بينما تقدم لجان من حركتي أمل وحزب الله دعماً مالياً لإصلاح الأضرار البسيطة.
- اتحاد بلديات الضاحية يعمل ضمن إمكانياته المحدودة لإزالة الأنقاض، ويؤكد على ضرورة تدخل الدولة لتقييم المباني الخطرة، في ظل أزمة مالية حادة تواجه البلديات.

هرع أهالي الضاحية الجنوبية لبيروت إلى منازلهم مع إعلان وقف إطلاق النار، غير مكترثين لمخاطر المباني المتصدعة التي قد تشكل خطراً على حياتهم

مع بدء سريان وقف إطلاق النار في لبنان، عاد الأهالي إلى الضاحية الجنوبية لبيروت لتفقد بيوتهم وأرزاقهم والمباني المدمرة والمتصدعة، وأصر البعض على المبيت فيها رغم المخاطر. ولن تتمكن البلديات في المنطقة من إجراء مسح أولي أو تقييم لأحوال المباني، باستثناء رفع بعض الأنقاض عن الطرقات لتسهيل حركة المرور، بانتظار خطط الدولة في ما يتعلق بالمسح الأولي للأضرار وسياسة إعادة الإعمار. 
ويقول رئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور، في حديثه لـ "العربي الجديد"، إن "بعض الأهالي الذين قدموا إلى الضاحية الجنوبية لتفقد بيوتهم، دخلوا إلى مبان غير آمنة، ولم نتمكن من منعهم". وخلال اليومين الأخيرين، نشر منصور تعميماً حول أهمية تشكيل لجان هندسية لإجراءات الكشف وتحديد المباني المهدمة وتلك الصالحة للسكن. ويوضح أن "بعد كل غارة، كنا نعمل على رفع الأنقاض قدر المستطاع. لا نملك المعدات الكبيرة التي تحتاجها الضاحية الجنوبية في الفترة الحالية. حجم الغارات كان كبيراً، ويتطلب الواقع خطة من قبل الدولة بالتعاون مع اتحاد بلديات الضاحية لتسهيل رفع الردم الموجود بكميات كبيرة في الشوارع".
من جهة أخرى، فإن العواصف في فصل الشتاء تعجل في وقوع الأبنية المتصدعة بسبب إنشاءاتها المتضررة. وتناشد بلدية برج البراجنة المواطنين أخذ الحيطة والحذر وعدم التسرع في الدخول إلى منازلهم، ويفترض إنشاء لجنة هندسية للقيام بالمسح ووضغ خطة زمنية لإعادة الترميم، بحسب منصور.
وفي ما يتعلق بإعادة الإعمار الأولية، يقول إنه "بالنسبة للأضرار المادية البسيطة، ستتولى لجان من حركتي أمل وحزب الله الكشف وتقدير الأضرار ليصار إلى دفع مبالغ مالية بعد قيام الأهالي بتصليحها على نفقتهم". أما في ما يخص القدرات المالية للبلديات والحاجة إلى السيولة، فيقول منصور إن "الأموال لدينا تكفي لشهر ونصف الشهر لدفع رواتب الموظفين. نحن على شفير الإفلاس". 

عودة رغم الدمار (محمد سلمان)
عودة رغم الدمار (محمد سلمان)

من جهته، يقول رئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد درغام، لـ "العربي الجديد"، إن "اتحاد البلديات هو الشخصية المعنوية في الحرب، فالخطة المنتظرة هي من قبل الدولة اللبنانية وليس بلديات الضاحية. وما نستطيع فعله هو ترك الشوارع مفتوحة كي تتمكن الناس من الوصول إلى منازلها. نعم هناك مبان خطرة في الضاحية، ويجب على الدولة خلال الأيام المقبلة أن تنتدب فرقاً هندسية للكشف على المباني وإعطاء تقييم بما يصلح للسكن أو لا يصلح، ويتوجب على الحكومة متابعة هذا الملف". 

وبحسب درغام، لم تصدر أية إرشادات للناس للالتزام بها أثناء تفقد منازلهم أو المبيت بها. ويوضح: "دورنا يرتبط بإمكاناتنا المتواضعة من إزالة الردم البسيط وإزالة النفايات في الشوارع والمساعدة في تأمين البنى التحتية الأساسية لإمدادات المياه والكهرباء التي دمرت خلال الحرب. على الأقل، يجب أن يعود الأهالي ولديهم مقومات أساسية للسكن". ويشير درغام إلى أنه "ليس لدى البلديات فرق هندسية كي تأخذ قراراً من الدولة بهدم مبان أو لا. وستصدر اليوم توجيهات وإرشادات للناس لمنع الاقتراب من بعض الأماكن، وليس بوسعنا إلا أن نراهن على التزام الأهالي". 

يحاول تنظيف المحل قدر المستطاع (محمد سلمان)
يحاول تنظيف المحل قدر المستطاع (محمد سلمان)

والحديث نفسه يجمع عليه مسؤولو البلديات في ما يخص القدرات المالية. فبحسب درغام، "وضع  البلديات المالي سيئ. اليوم، يحمّلون كاهل الحرب للبلديات المنهارة، سواء في موضوع إيواء النازحين وخليات الأزمة، فيما تختفي الدولة في اللحظات الحاسمة". 
إلى ذلك، يقر رئيس بلدية حارة حريك، أحمد حاطوم، لـ "العربي الجديد"، بوجود مئات المباني المتضررة جزئياً التي تشكل خطراً على الأهالي. يضيف: "بعد الحرب، لا إمكانات لدينا لرفع الأنقاض. من المفترض أن تتولى الإدارات الرسمية والوزارات خطة المسح من خلال فرق هندسية. كما أن الكشف الأولي يسهل عمل بلديات الضاحية". يتابع: "الكشف على الإنشاءات وعملية الترميم يحتاجان إلى فرق كبيرة من قبل الدولة"، مشيراً إلى أنه "يمكن لتطاير الحجارة والحديد أن يشكل خطراً على الناس". 

ويتحدث حاطوم عن عدم التزام المواطنين بإرشادات السلامة. "فإذا قمنا بوضع إرشادات على المباني ومنعنا الدخول إليها، سيقوم المواطنون بإزالتها ويدخلون إلى شققهم. أخلاقياً وإنسانياً، لا يمكن منع الناس من الدخول إلى منازلها، لكن يمكننا التحذير". ويختم حاطوم حديثه قائلاً: "لا يمكن أن نستعين بالقوى الأمنية لمنع المواطنين  من الدخول إلى منازلها". 
أما رئيس بلدية الغبيري معن خليل، فيقول: "حتى اليوم، لا نملك جواباً حول المرحلة المقبلة وما يخص الأبنية المتصدعة. نعمل اليوم على فتح الطرقات. ويعمل المعنيون على خطة تتعلق بالمباني ستظهر تفاصيلها في الأيام المقبلة. لا يمكن إصدار أي تصريح وإرشادات من الممكن أن تخلق بلبلة بين الناس". 

المساهمون