الصين توافق على لقاح "كانسينو" المستنشق لمكافحة كورونا

الصين توافق على لقاح "كانسينو" المستنشق لمكافحة كورونا

04 سبتمبر 2022
عرض للقاح "كانسينو" المستنشق المضاد لكوفيد-19 (لويو يونفيي/ Getty)
+ الخط -

 

أعلنت شركة "كانسينو بيولوجكس" الصينية المتخصّصة في تطوير اللقاحات، اليوم الأحد، أنّ الجهات التنظيمية في البلاد وافقت على الاستخدام الطارئ للقاح مضاد لكوفيد-19 طوّرته حديثاً، وذلك في إطار الجرعات التعزيزية، الأمر الذي من شأنه أن يصبّ في مصلحة أعمالها.

وأفادت الشركة في إشعار بأنّ اللقاح الذي يُتناوَل عبر الاستنشاق حصل على الضوء الأخضر من الإدارة الوطنية للمنتجات الطبية في الصين. وأشارت إلى أنّ "تأثير هذه الموافقة سوف يكون إيجابياً على أداء الشركة، في حال اشترت الجهات الحكومية ذات الصلة هذا اللقاح لاحقاً وعمدت إلى استخدامه".

وحذّرت الشركة في الوقت نفسه من أنّها سوف تواجه منافسة شرسة من اللقاحات الأخرى في البلاد، والتي حصلت كذلك على موافقة حكومية أو التي ما زالت في طور التجارب السريرية.

يُذكر أنّ هذا القرار يأتي في حين أنّ الصين تشهد تزايداً في تفشّي فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2). وفي هذا الإطار، فرضت مدينة شنتشن، مركز التكنولوجيا في الجنوب، إغلاقاً في عطلة نهاية الأسبوع في معظم مناطقها.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد نشرت معلومات مفصّلة حول اللقاح المضاد لكوفيد-19 الذي طوّرته "كانسينو بيولوجكس" على موقعها الرسمي، في يونيو/ حزيران الماضي، استناداً إلى صيغة محدّثة من توصيات سياسية مؤقتة أصدرها فريق خبراء المنظمة الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتحصين (الفريق الاستشاري) بشأن استخدام هذا اللقاح واسمه العلمي "Ad5-nCoV-S".

وبحسب معطيات منظمة الصحة العالمية، فإنّ لقاح "كانسينو" المضاد لكوفيد-19 مأمون وفعّال لجميع الأفراد البالغين من العمر 18 عاماً فما فوق. لكنّها تلفت إلى أنّه تماشياً مع خريطة الطريق الخاصة بالأولويات وإطار قيم المنظمة، ينبغي إعطاء الأولوية في التحصين لكبار السنّ والعاملين الصحيين والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة.

لكنّ لا بيانات كافية متوفّرة حتى الآن حول تحصين الحوامل والمرضعات بلقاح "كانسينو" من أجل تقييم فعاليته أو المخاطر المحتملة المرتبطة به في حالات الحمل. لكنّ الفريق الاستشاري لمنظمة الصحة العالمية يتوقّع، استناداً إلى الخبرة السابقة في استخدام لقاحات أخرى في أثناء الحمل، أن تكون فعالية هذا اللقاح لدى الحوامل مماثلة لفعاليته التي لوحظت لدى النساء غير الحوامل من العمر نفسه. ومن المتوقّع إجراء مزيد من الدراسات لتقييم مأمونية اللقاح وموانع استخدامه لدى الحوامل والمرضعات. وفي الأثناء، تُوصي المنظمة باستخدام هذا اللقاح لدى الحوامل عندما تفوق فوائد التحصين لديهنّ مخاطره المحتملة. كذلك توصي باستخدامه بالطريقة نفسها لدى النساء المرضعات وغير المرضعات، علماً أنّها لا توصي بوقف الرضاعة الطبيعية بعد تلقّي اللقاح.

وبخصوص الفئات التي لا تُنصَح بتلقّي هذا اللقاح، توضح المنظمة أنّ سوابق فرط الحساسيّة إزاء أي مكوّن من مكوّنات لقاح "كانسينو" تُعَدّ مانعاً للتحصين به. وينبغي عدم إعطاء أيّ جرعات إضافيّة للأشخاص الذين أصيبوا بردّ فعل تحسّسي بعد جرعة أولى، ما لم يوصَ بذلك بناءً على مراجعة متخصّص صحّي يتمتّع بخبرة في المجال. كذلك ينبغي عدم منح جرعة ثانية من هذا اللقاح لأيّ شخص أُصيب بمتلازمة تجلط الدم مع قلة الصفيحات الدموية (تي تي إس) بعد تلقّي جرعة أولى من اللقاح نفسه. فقد أُبلغ عن هذه المتلازمة النادرة جداً بعد مرور ما بين ثلاثة أيام و30 يوماً على تلقّي لقاح "كانسينو".

وتؤكد منظمة الصحة العالمية أنّه في إطار عملية ترخيص الاستخدام في حالات الطوارئ، التزمت شركة "كانسينو بيولوجكس" بمواصلة تقديم البيانات عن المأمونية والنجاعة والجودة في سياق التجارب السريرية المستمرّة على اللقاح ونشره في أوساط الفئات السكانية المختلفة، بما فيها كبار السنّ.

وقد أثبتت بيانات التجارب السريرية أنّ لقاح "كانسينو" ناجع بنسبة 58 في المائة ضدّ الإصابة بمرض كوفيد-19 المصحوب بأعراض وبنسبة 92 في المائة ضدّ الإصابة بمرض وخيم. لكنّ البيانات تشير إلى أثر محدود لهذا اللقاح على انتقال العدوى، لا سيّما عندما يتعلّق الأمر بمتحوّر أوميكرون من فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2). فالتجربة السريرية الرئيسية كانت قبل ظهور أوميكرون. لذا تنصح المنظمة بتطبيق تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية للحدّ من انتقال العدوى، وتشمل هذه التدابير الكمامة والتباعد الجسدي وغسل اليدَين والنظافة التنفسية وآداب السعال وتجنب الأماكن المزدحمة وضمان التهوية الجيدة، وفقاً للنصائح الصادرة عن السلطات المحلية.

وبالنسبة إلى منظمة الصحة العالمية، فإنّه من غير الممكن المقارنة بسهولة بين اللقاحات المضادة لكوفيد-19، نظراً إلى اختلاف النُهُج المتبّعة في تصميم دراسات النجاعة والفعالية لكلّ منها، لكنّ اللقاحات التي رخّصتها المنظمة بموجب بروتوكول الاستعمالات الطارئة أثبتت كلها مأمونيتها وفعاليتها العالية في الوقاية من الإصابة بمرض كوفيد-19 وخيم والحاجة إلى دخول المستشفى لتلقّي العلاج.

(العربي الجديد، رويترز)

المساهمون