الصليب الأحمر: سودانيان من بين كلّ ثلاثة بلا رعاية صحية

10 ابريل 2025
في "مستشفى النو التعليمي" بمدينة أم درمان في السودان، 19 مارس 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أصدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقريراً يصف الوضع الإنساني الكارثي في السودان، مشيرة إلى تجاهل القانون الدولي الإنساني وانخفاض تمويل المساعدات، مما يزيد الأزمة سوءاً، حيث أن 70 إلى 80% من المنشآت الصحية معطلة.
- دعا رئيس بعثة اللجنة في السودان، دانيال أومالي، إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية والإنسانية، مؤكداً على أهمية الاستثمار في احترام القانون الدولي الإنساني لحماية الأرواح واستقرار المنطقة.
- أشارت اللجنة إلى نقص الأدوية والمعدات الطبية، والهجمات على المستشفيات، مثل الهجوم على المستشفى السعودي في الفاشر، مما يستدعي دعم 26 مليون شخص في السودان.

قبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الحرب في السودان التي تسبّبت في أزمة إنسانية غير مسبوقة وبلا حدود، وفقاً لتوصيف جهات عدّة، أصدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقريراً استعرضت فيه "الوضع الإنساني الكارثي" الناجم عن النزاع المستمرّ منذ 15 إبريل/ نيسان من عام 2023. وإذ بيّنت اللجنة أنّ "التجاهل الصارخ لمبادئ القانون الدولي الإنساني ساهم في تعميق هذه الأزمة الفظيعة"، حذّرت من أنّ "الانخفاض الحاد في تمويل المساعدات الإنسانية يُنذر بتفاقم الأزمة أكثر فأكثر".

وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في تقريرها الصادر اليوم الخميس، بأنّ سودانيَّين اثنَين من بين كلّ ثلاثة سودانيّين غير قادرَين على الحصول على الرعاية الصحية بسبب تدمير معظم المنشآت الطبية في البلاد، على خلفية الحرب القائمة ما بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. أضافت اللجنة أنّ الحرب المتواصلة في السودان منذ نحو عامَين تسبّبت في تعطيل 70 إلى 80% من المنشآت الصحية في مناطق النزاع. وشرحت أنّ هذه الأرقام تعني أنّ "الأمهات يضعنَ مواليدهنّ من دون مساعدة ماهرة، وأنّ الأطفال لا يحصلون على اللقاحات الضرورية، وأن الأشخاص المصابين بأمراض خطرة لا يتلقّون الرعاية الصحية" اللازمة لحالاتهم.

وبمناسبة الذكرى الثانية لاندلاع الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان دانيال أومالي: "لا يجوز أن يدير المجتمع الدولي ظهره للسودان، فملايين الأرواح واستقرار منطقة بأكملها على المحكّ"، لذا "علينا تكثيف الجهود الدبلوماسية والإنسانية المُنسَّقة لتقديم الإغاثة التي يحتاجها الشعب السوداني بشدّة". ورأى أومالي أنّ "الآن هو الوقت المناسب للاستثمار في احترام القانون الدولي الإنساني".

وأشارت اللجنة، في تقريرها، إلى "توجّهات مُقلقة رصدتها في خلال العامَين الماضيَين"، أي منذ اندلاع الحرب، "من قبيل عرقلة الرعاية الصحية العاجلة وأنماط الهجمات على المستشفيات" التي تتضمّن النهب والتخريب والعنف الجسدي ضدّ الطواقم الطبية والمرضى، بالإضافة إلى حرمان المدنيين الخدمات الصحية. أضافت أنّه بناءً على ذلك، يضطر المرضى إلى التنقّل مسافات بعيدة من أجل الحصول على الرعاية الصحية، علماً أنّهم يفشلون في ذلك في العادة بسبب قطع الطرقات والتهديدات الأمنية.

وحذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في تقريرها الصادر بمناسبة مرور عامَين على اندلاع الحرب في السودان، من "النقص الحاد" في الأدوية والمعدات والطواقم الطبية المدرَّبة في المتبقّي من منشآت صحية عاملة في البلاد، وقد قدّرت نسبتها بـ20%.

ولفتت اللجنة إلى مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور غربي البلاد بوصفها "مثالاً صارخاً" لتأثير الحرب في الخدمات الصحية. وذكّرت بالهجوم الذي استهدف المستشفى السعودي في هذه المدينة في يناير/ كانون الثاني الماضي، "آخر المستشفيات المدنيّة العاملة في الفاشر"، الذي أدّى إلى مقتل 70 شخصاً من المرضى ومرافقيهم.

وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في تقريرها الأخير، أنّ المنظومة الصحية السودانية الهشّة أصلاً، منذ ما قبل اندلاع الحرب، "تشهد انهياراً" في حين أنّ "الأرواح صارت على المحكّ". وقد أدّت الحرب في السودان، التي تدخل عامها الثالث بعد أقلّ من أسبوع، إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، فيما الملايين على حافة المجاعة.

في سياق متصل، كان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس قد شدّد في فبراير/ شباط الماضي على أنّ "الاحتياجات الصحية في السودان ما زالت هائلة"، لافتاً إلى وجوب دعم نحو 26 مليون شخص في السودان وسط الأزمة الإنسانية غير المسبوقة على الصعيد العالني. ودعا الجهات المانحة إلى الاستثمار في الإنسانية من خلال المساهمة في طلب المساعدة الصحية البالغ 262.3 مليون دولار لما لا يقلّ عن 9.4 ملايين سوداني، موضحاً أنّ "دعمنا سيشمل الخدمات الصحية والغذائية الأساسية، وعمليات التحصين، وصحة الأم والطفل، والصحة الإنجابية، والصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي، بالإضافة إلى إيصال إمدادات طبية وتعزيز عملية الوقاية من الأمراض والاستجابة لها".

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون