استمع إلى الملخص
- تخطط المنظمة لإدخال مستشفيات جاهزة لدعم القطاع الصحي المتضرر، حيث يعمل نصف مستشفيات غزة جزئياً فقط، مع الإشادة بوقف إطلاق النار.
- إعادة بناء المنظومة الصحية في غزة تتطلب أكثر من ثلاثة مليارات دولار في أول عام ونصف، مع توقع زيادة عمليات الإجلاء الطبي لأكثر من 12 ألف مريض وجريح.
أفاد ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريك بيبركورن، اليوم الجمعة، بأنّ زيادة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة أمر ممكن بصورة كبيرة، وأشار إلى أنّ إعادة بناء المنظومة الصحية في القطاع التي دمّرتها إسرائيل تتطلّب عشرة مليارات دولار أميركي على الأقلّ في الأعوام المقبلة. وبموجب شروط وقف إطلاق النار المتّفق عليه أخيراً، من الممكن رفع عدد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة إلى نحو 600 شاحنة يومياً، علماً أنّ متوسط العدد الذي سمحت سلطات الاحتلال بإدخاله يومياً في أوائل شهر يناير/ كانون الثاني الجاري هو 51 شاحنة.
وأكد بيبركورن، في تصريح صحافي أدلى به في مقرّ منظمة الصحة العالمية في جنيف، قائلاً: "أظنّ أنّ الإمكانية قائمة بصورة كبيرة، خصوصاً عندما تُفتح معابر أخرى"، مضيفاً "من الممكن القيام بذلك بسرعة كبيرة". وفي ذلك إشارة إلى إتاحة إسرائيل مسارات لإدخال الإمدادات إلى قطاع غزة الذي شدّدت حاصرها عليه ابتداءً من السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في سياق حرب الإبادة الجماعية التي راحت ترتكبها في حقّ الفلسطينيين هناك. ويشير العاملون في مجال الإغاثة إلى أنّ ثمّة تفاصيل حاسمة لا بدّ من العمل عليها لزيادة المساعدات، وهي تتعلّق بكيفية تحسين الوضع الأمني، أحد المخاوف الرئيسية.
أضاف المسؤول الأممي أنّ منظمة الصحة العالمية تخطّط، في سياق متصل، لإدخال عدد غير محدّد من المستشفيات الجاهزة في الشهرَين المقبلَين، من أجل إسناد المنظومة الصحية المدمّرة في غزة. يُذكر أنّ الاحتلال الإسرائيلي تعمّد، منذ اليوم الأوّل من حربه المدمّرة على قطاع غزة وأهله، استهداف هذه المنظومة الحيوية، إذ إنّ انهيارها يندرج في إطار الإبادة الجماعية التي حذّرت منها وما زالت جهات مختلفة. وبحسب بيانات المنظمة، فإنّ نحو نصف مستشفيات قطاع غزة، البالغ عددها 36، تعمل جزئياً فقط فيما أخرجت آلة الحرب الإسرائيلية العدد الباقي عن العمل كلياً.
وفي المؤتمر الصحافي نفسه بجنيف، بيّن تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، خلال المؤتمر الصحافي، أن "أقل من نصف مستشفيات غزة تعمل"، وأضاف أن الاتفاق المعلن بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن "هو تقريباً أفضل خبر كنا نأمله في بداية العام الجديد".
We urge #Israel’s cabinet to approve the ceasefire and hostage release deal, and all sides to honour and implement it.
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) January 16, 2025
We sincerely hope that this agreement marks the end of the darkest chapter in the history of the relationship between the Israelis and the Palestinians.
The… pic.twitter.com/OPb6NWhp2l
وأوضح بيبركورن أنّ تقييماً أوّلياً أظهر أنّ إعادة بناء المنظومة الصحية في قطاع غزة تتطلّب "أكثر من ثلاثة مليارات دولار في أوّل عام ونصف عام"، ليكون المبلغ الإجمالي "عشرة مليارات دولار في خلال خمسة إلى سبعة أعوام". وأردف: "لم أفاجأ" بذلك، لأنّ "الاحتياجات ضخمة"، ودعا الدول الأعضاء في وكالته التابعة للأمم المتحدة إلى توفير التمويل اللازم من أجل تأمين الاستجابة الطبية في قطاع غزة.
من جهة أخرى، قدّر ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة زيادة عمليات الإجلاء الطبي من قطاع غزة المحاصر لتشمل أكثر من 12 ألف مريض وجريح، ثلثهم تقريباً من الأطفال، وتوقّع حصولها مع تنفيذ وقف إطلاق النار. وذكر بيبركورن أنّ نحو نصف هؤلاء يعانون من إصابات ناجمة عن الحرب المتواصلة، من قبيل بتر الأطراف وإصابات في العمود الفقري. يُذكر أنّ الإجلاء الطبي يمثّل، منذ بداية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، قضيّة إنسانية أساسيّة تحكّمت بها سلطات الاحتلال سياسياً. وفي خلال أكثر من 15 شهراً، أُطلقت نداءات أممية ودولية تطالب إسرائيل بالسماح بعمليات إجلاء طبي لمرضى وجرحى مدنيّين في القطاع من أجل إنقاذ أرواحهم.
(العربي الجديد، رويترز، قنا)