استمع إلى الملخص
- لاحظ فريق المنظمة نقصاً حاداً في الأدوية وازدياد عدد الجرحى، مع تنفيذ 9 من أصل 22 مهمة إنسانية مخطط لها، مشددين على الحاجة الملحة للوقود لضمان استمرار العمليات الإنسانية.
- نجحت المنظمة في إجلاء 17 مريضاً إلى الأردن، بينما ينتظر 12 ألف مريض آخر الإجلاء، مما يبرز الحاجة لممرات آمنة وسط إغلاق معبر رفح.
حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس من أنّ قطاع غزة المحاصر، ولا سيّما شماله، يعاني من نقص حاد في الأدوية والمواد الغذائية والوقود والمأوى، وطالبت إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه وتسهيل العمليات الإنسانية فيه. ووصفت الوكالة التابعة للأمم المتحدة الوضع على الأرض بأنّه "كارثي".
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنّه عند اندلاع الحرب في قطاع غزة قبل أكثر من عام، لجأ تقريباً جميع النازحين إلى مبانٍ عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم. أضاف، في مؤتمر صحافي عقده في مقرّ المنظمة في جنيف، أنّ "90% منهم (النازحون) يعيشون في خيام، في الوقت الراهن". وأوضح غيبريسوس أنّ "هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يُتوقَّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية".
وحذّر المسؤول الأممي من الوضع المروّع خصوصاً في شمال قطاع غزة، حيث تشنّ القوات الإسرائيلية عملية واسعة منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. يُذكر أنّ قطاع غزة بشماله ووسطه وجنوبه يتعرّض لحرب إبادة جماعية، منذ السابع من أكتوبر 2023، أي منذ أكثر من 13 شهراً، علماً أنّ الأعمال الإسرائيلية العدائية متواصلة وسط أزمة إنسانية كبرى. وكان تقرير أُعدّ بدعم من الأمم المتحدة قد حذّر، في وقت سابق من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، من أنّ شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة حيث يشتدّ القصف والمعارك في حين تَوقَّف وصول المساعدات الغذائية بصورة شبه كليّة.
وكان فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها قد توجّه هذا الأسبوع إلى شمال قطاع غزة في زيارة استمرّت ثلاثة أيام، جال خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً. وأفاد غيبريسوس بأنّ الفريق رأى "عدداً كبيراً من الجرحى وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج"، مشيراً إلى "نقص حاد في الأدوية الأساسية". وشدّد على أنّ منظمته "تقوم بكلّ ما في وسعها، كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بالقيام به، لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات" إلى الفلسطينيين المحاصرين في شمال قطاع غزة.
من جهته، قال ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريك بيبركورن للصحافيين إنّ من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة قُدّمت طلبات بشأنها في نوفمبر الجاري، جرى تسهيل تسع مهام فقط. أضاف أنّ من المقرّر إجراء مهمّة، بعد غد السبت، وجهتها المستشفيَان الوحيدَان اللذَان ما زالا يعملان "بالحدّ الأدنى" في شمال قطاع غزة؛ مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة. وعبّر بيبركورن عن أمله بـ"عدم عرقلة" هذه المهمة، وشدّد على أنّ هذَين المستشفيَين "في حاجة إلى كلّ شيء" وأنّهما يعانيان خصوصاً من نقص شديد في الوقود، محذّراً من أنّ "لا عمليات إنسانية على الإطلاق من دون وقود".
An additional 17 patients from #Gaza were evacuated to #Jordan yesterday for specialized medical treatment. 12 will continue receiving care in the US.
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) November 28, 2024
Six of the patients require cancer treatment and 11 need treatment for war injuries.
They were evacuated with 17 companions.… pic.twitter.com/j1hlPCSmQi
في مقابل ذلك، ثمّة إجراء إيجابي. وقد شرح بيبركورن أنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت هذا الأسبوع إجلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، ومن المفترض أن يتوجّه 12 منهم إلى الولايات المتحدة الأميركية لتلقّي العلاج اللازم لحالاتهم. وأوضح ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة أنّ هؤلاء المرضى من بين نحو 300 مريض تمكّنوا من مغادرة قطاع غزة مذ أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي مع مصر في مطلع مايو/ أيار الماضي. لكنّ بيبركورن بيّن أنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون في قطاع غزة عمليات إجلائهم لأسباب صحية، وطالب بتوفير ممرّات آمنة لإخراجهم من القطاع المحاصر، محذّراً من الاستمرار في هذا المنوال.
(فرانس برس، العربي الجديد)