الطلاب "الأحرار" يواجهون امتحانات بطعم المعاناة في الشمال السوري

20 مايو 2025
انطلاق امتحانات الفصل الثاني في سورية، حلب، 20 مايو 2025 (فيسبوك/مديرية تربية حلب)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواجه الطلاب "الأحرار" في الشمال السوري تحديات كبيرة مع نقل مراكز امتحاناتهم إلى حلب، مما يفرض عليهم قطع مسافات طويلة تصل إلى 100 كيلومتر، وسط قلة وسائل النقل، مما يزيد من الأعباء المادية والنفسية عليهم.

- القرار أثار قلق الطلاب وأهاليهم، خاصة في المناطق النائية مثل منبج وجرابلس، حيث يعبر الطلاب عن مخاوفهم من عدم الوصول في الوقت المحدد للامتحانات، مما يهدد فرصهم في تقديم المواد.

- رغم التوضيحات الرسمية، يطالب الطلاب بحلول واقعية مثل تخصيص مراكز امتحانية قريبة، في ظل غياب الدعم الكافي، مما يجعلهم يواجهون ظروفاً شاقة ومعقدة تتجاوز التحصيل العلمي.

يواجه الطلاب "الأحرار" في الشمال السوري معاناة مضاعفة مع اقتراب موعد الامتحانات النهائية لشهادتَي التعليم الأساسي والثانوي، إذ أصدر مدير التربية في حلب قراراً يقضي بنقل مراكز تقديم امتحانات الطلاب "الأحرار"، الذين يتقدمون للامتحانات من خارج إطار المدارس، من الشمال السوري إلى مدينة حلب، بدلاً من المراكز التي كانت موزعة سابقاً في مدنهم وقراهم، كما كان معمولاً به قبل سقوط نظام بشار الأسد

أثار القرار موجة من القلق والاستياء في صفوف الطلاب وأهاليهم، خاصّة أولئك القاطنين في مناطق بعيدة مثل منبج وجرابلس وغيرها من المناطق البعيدة عن مراكز المدن، إذ سيضطرون لقطع مسافات قد تصل إلى اكثر من 100 كيلومتر للوصول إلى مراكزهم. الأمر الذي يفرض تحديات مادية ونفسية ومعنوية، في ظل قلة وسائل النقل في القرى البعيدة ما فاقم من معاناة الطلاب، الذين عبروا عن خشيتهم من عدم التمكن من الوصول إلى مراكز الامتحان في الوقت المحدّد. 

يقول الطالب جمعة الحسن من إحدى قرى منبج: "نحن نعيش في قرية نائية لا توجد فيها مواصلات مباشرة إلى حلب، سوى باص واحد يخرج صباحاً ويعود مساءً. أبحث مع أصدقائي عن وسيلة نقل خاصة كالسرفيس لنتمكن من الوصول، ولكن الأمر مكلف ولا توجد أي ضمانات"، ويضيف الطالب معاذ الشهابي من مدينة الباب، أن نقل مركز الامتحان إلى حلب شكّل صدمة بالنسبة له: "في العام الماضي قدمنا امتحاناتنا في الباب، أما اليوم فسيتوجب عليّ السفر أكثر من 70 كيلومتراً. هذا عبء مالي كبير، فضلاً عن الضغط النفسي. أخشى أن أتأخر عن الامتحان أو أفقد فرصة تقديم إحدى المواد".

أوضح عضو في نقابة المعلمين ومدير مدرسة في ريف حلب، عمر ليلى لـ"العربي الجديد": "في البداية صدر قرار بإلزام جميع طلاب شهادتَي التعليم الأساسي والثانوي بتقديم امتحاناتهم في حلب، قبل أن يجري تخصيص القرار لاحقاً لطلاب الأحرار فقط"، ويضيف: "بعد التحرير، جرى ربط المراكز الامتحانية في مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات بالحكومة المركزية، وباتت تابعة لدائرة الامتحانات في حلب"، ويتابع ليلى: "ما زال المنهاج المعتمد هو نفسه منهاج الحكومة المؤقتة منذ عام 2014، مع اختلافات طفيفة في مادتَي الاجتماعيات والتربية الإسلامية، وهذه ستكون آخر سنة تُجرى فيها الامتحانات تحت إشراف المجالس المحلية التابعة لتركيا".

رغم هذه التوضيحات، إلّا أن الأصوات الطلابية ما زالت تطالب بحلول أكثر واقعية. يقول جمعة الحسن: "طلبنا من مديرية التربية تخصيص مركز امتحاني في منبج، لكنّنا لم نتلقَ أي استجابة حتى الآن". وفي ظل غياب الدعم الكافي، يجد الطلاب الأحرار في الشمال السوري أنفسهم مضطرين لخوض تجربة الامتحان وسط ظروف شاقة ومعقدة، تضع أمامهم تحديات يومية لا تتعلق بالتحصيل العلمي فحسب، بل تشمل أيضاً الأمن والتنقل وتكاليف الحياة.

وبحسب جدول امتحانات الثانوية العامة تبدأ الامتحانات يوم الأحد الموافق 15 يونيو 2025، وتستمر حتى يوم الخميس 10 يوليو 2025. وقد حرصت الوزارة عند إعداد الجداول على توفير فترات زمنية كافية لكل شعبة على حدة، ما يتيح للطلاب الفرصة للمراجعة قبل موعد امتحان كل مادة.
 

المساهمون