استمع إلى الملخص
- تعاني العائلات النازحة من نقص في المأوى والمواد الغذائية، حيث أُجبروا على مغادرة منازلهم تحت تهديد الفصائل المسلحة، مما زاد من معاناتهم في ظل البرد القارس.
- رغم جهود الإدارة الذاتية في الرقة لتوفير مأوى للنازحين، إلا أن التحديات مستمرة مع عدم فتح معابر إنسانية جديدة، مما يفاقم الوضع المأساوي.
شهدت مناطق ريف الرقة توافد أعداد كبيرة من العائلات السوريّة التي تنزح من مناطق النزاع، ولا سيّما من أحياء مدينة حلب مثل الشيخ مقصود والأشرفية بالإضافة إلى مناطق أخرى من قبيل تل رفعت والشهباء وعفرين، في حين أنّ الأوضاع الإنسانية للنازحين السوريين متردية.
وتُعَدّ ظروف النازحين السوريين شديدة القسوة، إذ أجبرهم النزاع على ترك منازلهم، وراحوا يواجهون البرد وانعدام أبسط مقومات الحياة، ولا سيّما المواد الغذائية، في مناطق النزوح. وقد رصد "العربي الجديد" معاناة هؤلاء عبر شهادات حيّة أظهرت واقعهم الصعب وأملهم بالحصول على المساعدة. خديجة العلي من الذين نزحوا من تل رفعت، وتقول لـ"العربي الجديد": "نزحنا مرّتَين منذ ثلاثة أيام"، مشدّدةً على أنّ "الأوضاع صعبة كثيراً لأنّ الجوّ بارد جداً، وليس لدينا مدافئ ولا طعام. حتى الفُرش والبطانيات الضرورية غير متوافرة".
بدورها، تقول فريال أحمد، النازحة من عفرين لـ"العربي الجديد": "كنّا في حيّ الشهباء بعدما نزحنا من عفرين. وبعد دخول الفصائل إلى المنطقة، أُخبرنا بضرورة مغادرتها تحت التهديد. خرجنا مع أطفالنا الصغار وكذلك مع كبار في السنّ، وسط هذا البرد القارس". وتشير إلى أنّ "ثمّة شيوخاً كانوا عاجزين عن السير. وبعد أيام شاقة، وصلنا إلى الرقة. نحن لا نملك سوى الملابس التي نرتديها، ونرجو من الجهات المختصة والمنظمات الدولية مساعدتنا، لأنّ الوضع مأساوي جداً، والجميع في حاجة ماسة إلى الدعم".
وتؤكد نعيمة خلف، النازحة من حيّ الشهباء لـ"العربي الجديد" ما أخبرته فريال أحمد. تضيف أنّ "الوضع في حيّ الشهباء كان جيّداً نسبياً، لكنّنا فوجئنا بهجوم الفصائل وتهديدهم لنا. فخرجنا في هذا الطقس البارد، مصطحبين أطفالاً صغاراً وأشخاصاً من كبار السنّ، واتّجهنا إلى البرية. كان الطريق صعب جداً، وشعرنا بالجوع والبرد". وتتابع: "نحن الآن في الرقة ونرجو مساعدتنا، لأنّنا في حاجة إلى كلّ شيء".
وكانت الإدارة الذاتية في الرقة قد أعلنت تخصيص 86 مدرسة في المدينة وريفها لاستقبال النازحين من مناطق النزاع، مع استقبال 30 عائلة في كلّ واحدة من المدارس، بالإضافة إلى توفير الملعب البلدي مأوىً إضافياً. وعلى الرغم من هذه الجهود، فإنّ التحديات ما زالت قائمة، إذ لم تُفتَح معابر إنسانية جديدة لتسهيل حركة النازحين العالقين عند نقاط التفتيش، ولم تُصدر الإدارة الذاتية أيّ تصريحات واضحة حول إمكانية استقبال مزيد من النازحين.
في هذا الإطار، يقول عثمان الحلبي، من أبناء مدينة حلب، ومن سكان حيّ الشهباء تحديداً، لـ"العربي الجديد": "يبدو أنّنا خُدعنا، وأخطأنا في الخروج من حلب. الشائعات التي انطلت علينا كانت سبباً في تشريدنا"، مضيفاً: "أفكّر جدياً في العودة إلى بيتي في حلب. لا أريد أن أعيش حياة التهجير".