السلطة الفلسطينية تتنصّل من علاج هارون أبو عرام

السلطة الفلسطينية تتنصّل من علاج هارون أبو عرام

06 سبتمبر 2021
بات هارون أبو عرام قادراً على الجلوس على كرسي (من العائلة)
+ الخط -

مطلع العام الجاري، أصيب الشاب الفلسطيني هارون أبو عرام (24 عاماً)، من منطقة الركيز في مسافر يطا أقصى جنوب الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، برصاصة في الرقبة أطلقها أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولته منع الجنود من مصادرة مولد الكهرباء الذي اشتراه لعائلته التي تسكن خيمة وكهفاً، بعدما حرمها الاحتلال من بناء منزل من الطوب أو الحجر. إثر ذلك، فقد هارون قدرته على التنفس بشكل طبيعي وأصيب بشلل رباعي. لكنه لم يجد بعد ثمانية أشهر من الحادثة، يداً رسمية فلسطينية تدفع عنه فاتورة علاجه في المستشفى، وفق ما تؤكد عائلته.
وتقول والدة هارون، فارسة أبو عرام، لـ "العربي الجديد": "لم تدفع السلطة شيئاً. بداية، خضع هارون للعلاج في أحد المستشفيات الخاصة في مدينة الخليل لمدة خمسة أشهر على نفقة وزارة الصحة الفلسطينية. لكنّه بدأ يعاني من تقرّحات، وأعلمنا المستشفى بتحويله إلى المنزل مع جهاز تنفسي، إذ لن يتمكن من التنفس بشكل طبيعي من جراء الإصابة بعد الآن".
رفضت العائلة التسليم بالأمر، والتخلي عن علاجه بهذه السهولة، على الرغم من محدودية مواردها. باعت جزءاً من أرضها، رمز الصمود في مقاومة الاحتلال، من أجل تغطية علاج هارون الباهظ الثمن في أحد مستشفيات الداخل المحتل المتخصص بالتأهيل من أجل التنفس".
وبحسب العائلة، وصلت كلفة علاج هارون الشهرية على مدار ثلاثة أشهر في هذا المستشفى إلى نحو ربع مليون شيكل (100 ألف دولار)، تدفع نقداً كل شهر للمستشفى بقيمة 90 ألف شيكل (30 ألف دولار)، وتم دفعها بمساعدة منظمة دولية. لكن لم يعد بمقدور العائلة الدفع أكثر لمواصلة علاج ابنها الجريح.

وتقول أبو عرام إن وزارة الصحة الفلسطينية تنصلت من مسؤولياتها حيال علاج هارون، وفضلت أن يبقى في المستشفى الفلسطيني، ثم تحويله إلى المنزل مع جهاز للتنفس، مدعية أن المستشفيات في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 لم تقبل استقباله في أقسامها للعلاج، وأنه لن يتمكن من التنفس بشكل طبيعي بعد الإصابة. لكن العائلة لم تفقد الأمل وأصرت على علاج ابنها بمساعدة إحدى المنظمات الدولية التي لم يعد بمقدورها تغطية العلاج بعد مرور شهر.
يحتاج هارون المصاب بشلل رباعي إلى مواصلة العلاج في مستشفى متخصص في الداخل المحتل، وقد تمكن بعد خضوعه لعلاج مكثف على مدى ثلاثة أشهر من التنفس بشكل طبيعي، ما أعاد الأمل إلى العائلة بشأن تحسن حالته الصحية". وتقول أبو عرام لـ "العربي الجديد": "تحسن هارون بفعل العلاج والحمد لله تخلى عن جهاز التنفس وصار يتنفس بشكل طبيعي الآن، في الوقت الذي تم إخبارنا به من قبل وزارة الصحة والمشفى الفلسطيني أنه لن يتمكن من التنفس بشكل طبيعي بعد الإصابة وها هو قد تنفس".
تعهدت وزارة الصحة الفلسطينية بعلاج هارون أبو عرام، إلا أنها لم تفِ بوعدها على الرغم من أن حالة هارون تتحسن بفعل العلاج على عكس التوقعات، ولم تستجب لمطالبات العائلة المستمرة بتحمل مسؤولية علاجه كأحد الصامدين في أرضه في مسافر يطا، حال مئات العائلات الفلسطينية هناك.

وتؤكد والدة هارون أنه تمكن مؤخراً من تحريك يده من الكوع إلى الكتف وأحد أصابع يده، وصار يجلس على كرسي متحرك بدلاً من بقائه على سرير. وتسأل: "هل تحرك السلطة الفلسطينية أحد مواردها لمواصلة علاجه؟".
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، قد قالت في بيان، يوم إصابته، إنّ الرصاصة أصابت "الأعصاب والعمود الفقري" لهارون، وأدت لإصابته بـ "الشلل الرباعي". وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، جريمة استهداف هارون، وقالت إنّها "تعكس العقلية العنصرية الفاشية التي تسيطر على مفاصل الحكم في دولة الاحتلال".

المساهمون