استمع إلى الملخص
- تتخذ السلطات الجزائرية إجراءات صارمة ضد تجار ومهربي المخدرات، مع التركيز على العقوبات الرادعة والتوعية والعلاج، في ظل تزايد عمليات ضبط المخدرات على الحدود.
- أطلقت وزارة الشباب حملة توعية بمشاركة فعاليات دينية لتسليط الضوء على مخاطر المخدرات، بينما يدعو المجتمع المدني إلى تدابير وقائية وتنفيذ حكم الإعدام بحق كبار المهربين.
تدرس السلطات الجزائرية تشديد الإجراءات العقابية بحق تجار ومهربي المخدرات، وتعلن السلطات يومياً حجز كميات كبيرة من المخدرات بكل أنواعها على الحدود، خاصة الغربية، فيما وصف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون معضلة تدفق أطنان من المخدرات على الجزائر بأنها " حرب غير معلنة"، واعتبر أن المسألة باتت بمثابة "أمن قومي" للبلاد.
وناقش مجلس الوزراء الجزائري، أمس الأحد، ملف ظاهرة انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية في أوساط الشباب وتدفق كميات كبيرة منها على البلاد، خاصة من الحدود مع المغرب ومن الجنوب من دول الساحل، وقال الرئيس تبون ان "الجزائر تتعرض إلى حرب غير معلنة ضدها، سلاحها المخدرات بكل أنواعها وتستهدفها من حدودها الغربية والجنوبية، تشنها قوى الشر، لإضعاف أجيال من الشباب وكسر سلم القيم الاجتماعية الجزائرية، الذي لا تزال بلادنا تقاوم للحفاظ عليه وتتشبث به".
وشدد الرئيس على ضرورة اتخاذ إجراءات وتدابير رادعة "وتسليط أقصى العقوبات على تجار ومستهلكي المخدرات، خاصة الصلبة منها لحماية الشباب من هذه الآفة الغريبة"، ووضع مقاربة شاملة لمحاربة هذه الظاهرة تتضمن آليات ميدانية لمحاصرة الظاهرة بالتوعية والمتابعة والعلاج. مشيراً إلى ضرورة تعميق الدراسة والنقاش حول الاستراتيجية الوطنية ومشروع القانون الخاصين بالوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية، كون مشروع القانون والاستراتيجية الوطنية للوقاية يعتبران "قضية أمن قومي".
وفي غضون الأسبوع الماضي، أعلن الجيش الجزائري إحباط محاولات إدخال أكثر من 30 قنطار من الكيف المعالج عبر الحدود مع المغرب، وحجز أكثر من 720 ألف "رص مهلوس"، وتوقيف 41 تاجر مخدرات في عمليات متفرقة، وفي 15 مارس الماضي أعلن الجيش إفشال محاولة إدخال كمية معتبرة من المخدرات تقدر بـ 25 قنطاراً كانت على متن سيارة رباعية الدفع، عبر الحدود الغربية مع المغرب، كما تم في نفس اليوم إحباط محاولة إدخال أكثر 1.7 مليون قرص مهلوس من نوع بريغابالين 300 ملغ كانت على متن مركبة في منطقة عين أميناس جنوبي البلاد، قرب الحدود مع ليبيا.
ومنذ فترة بدأت تتصاعد الأصوات من قبل فعاليات المجتمع المدني والسياسي في الجزائر، للتحذير من مخاطر الانتشار لآفة المخدرات والجرائم المترتبة عنها، في كل المدن والبلدات الجزائرية، وسط دعوات إلى المزيد من السعي الحكومي ووضع تدابير ردعية ووقائية للحد من تفشي هذه الظاهرة، كما تصاعدت مطالبات أخرى للحكومة بإعادة تفعيل تنفيذ حكم الإعدام بحق كبار تجار ومهربي المخدرات.
وأطلقت وزارة الشباب، اليوم الاثنين، حملة توعية لفائدة الشباب حول مكافحة آفة المخدرات، يتم من خلالها إبراز المخاطر الصحية والاجتماعية الناجمة عن استهلاك هذه السموم، وحول تأثير التعاطي على الجسم وكذا دور الأسرة في الوقاية من هذه الآفة، وخطورة الادمان وأثرها على الصحة والمجتمع، وتشارك فعاليات دينية وأئمة المساجد في هذه الحملة في سياق تضافر الجهود لحماية الشباب من المخدرات.
وقبل أيام قال رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان عبد المجيد زعلاني، إن التقرير السنوي لـ2024 حول واقع حقوق الإنسان في الجزائر، والذي سيُعلن عنه شهر يونيو/حزيران المقبل، يتضمن مقترحات لمعالجة والحد من آفة المخدرات في أوساط الشباب وظاهرة العنف بشتى أنواعه.