السعودية ستسمح لمليون مسلم من الداخل والخارج بأداء الحج

السعودية ستسمح لمليون مسلم من الداخل والخارج بأداء الحج

09 ابريل 2022
يعود الحجّاج إلى مكّة المكرّمة مع تراجع الأزمة الوبائية (فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت السعودية، اليوم السبت، أنّها ستسمح لمليون مسلم بأداء فريضة الحج هذا العام، في زيادة ملحوظة، وذلك بعدما كانت أزمة كورونا قد أجبرت السلطات على تقليص عدد الحجّاج بشكل كبير قبل عامَين.

وأفادت وزارة الحج والعمرة السعودية، في بيان، بأنّه "تقرّر رفع عدد حجّاج موسم حجّ هذا العام إلى مليون حاج من داخل المملكة وخارجها، وذلك وفقاً للحصص المخصّصة للدول، مع الأخذ بالتوصيات الصحية".

والحجّ هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وأحد أكبر التجمّعات الدينية في العالم، ويجب على كلّ مسلم تأديته مرّة واحدة في عمره، إن كان يستطيع ذلك.

وكان عدد الحجّاج قد بلغ في عام 2019 نحو 2.5 مليون حاج، لكن بعد تفشّي فيروس كورونا الجديد بالعالم في عام 2020، سمحت السعودية لألف شخص فقط من داخل البلاد بأداء الفريضة، قبل أن يُرفع العدد في العام التالي (2021) إلى 60 ألفاً، شرط أن يكونوا محصّنين بالكامل بلقاحات مضادة لكوفيد-19، وقد اختيروا بالقرعة.

وحددت وزارة الحج ضوابط تنصّ على أن يكون "حج هذا العام للفئة العمرية أقلّ من 65 عاماً، مع اشتراط استكمال التحصين بالجرعات الأساسية بلقاحات كوفيد-19 المعتمدة في وزارة الصحة السعودية".

واشترطت السلطات على الحجّاج من خارج المملكة تقديم نتيجة سالبة لفحص فيروس كورونا الجديد، وذلك لعيّنة أُخذت في خلال 72 ساعة قبل موعد المغادرة. وشدّدت على ضرورة التزام الحجّاج الإجراءات الاحترازية واتّباع التعليمات الوقائية في خلال أداء مناسكهم "حفاظاً على صحتهم وسلامتهم".

وكان وباء كورونا قد سبّب خسارة السعودية مصدر إيرادات رئيسياً، إذ إنّها تجني نحو 12 مليار دولار أميركي سنوياً من العمرة والحجّ. كذلك، فقد عرقل خططها للتحوّل إلى دولة سياحية من ضمن استراتيجية تنويع الاقتصاد لوقف الارتهان للنفط.

يُذكر أنّ السعودية أصدرت للمرّة الأولى تأشيرات سياحية في عام 2019 كجزء من حملة طموحة لتغيير صورتها المتشدّدة وجذب الزائرين. وقد أُصدرت 400 ألف تأشيرة سياحية ما بين سبتمبر/ أيلول 2019 ومارس/ آذار 2020. وفي عام 2021، عادت السعودية لتفتح أبوابها ببطء، وبدأت ترحّب بالسياح الأجانب المحصّنين ابتداءً من أغسطس/ آب منه.

تجدر الإشارة إلى أنّ السعودية كانت قد أغلقت المسجد الحرام في مارس 2020، ثمّ أعادت فتحه أمام الحجّاج، في ظلّ إجراءات صارمة في يوليو/ تموز منه، قبل أن تسمح بعد ثلاثة أشهر لعموم المسلمين بالصلاة فيه، إنّما بطاقة استيعابية محدودة، وبتباعد في أثناء الصلوات. وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2021، عاد المسجد الذي يضمّ الكعبة، قبلة المسلمين، ليستقبل المصلّين بكامل طاقته الاستيعابية ومن دون أيّ تباعد، في حين أنّ الكمامة ما زالت إلزامية.

ويتوافد ملايين المسلمين على المسجد طوال أيام السنة للصلاة فيه وأداء العمرة التي عُلّقت لأشهر في بداية الجائحة. وقد أثارت القيود في عامَي 2020 و2021 استياء المسلمين في الخارج، هؤلاء الذين لم يشملهم قرار السماح لبضعة آلاف بأداء الحجّ. وسجّلت السعودية التي يبلغ عدد سكانها نحو 34 مليون نسمة أكثر من 751 ألف إصابة كوفيد-19، من بينها 9055 وفاة، وفقاً لبيانات وزارة الصحة.

وفي أوائل مارس/ آذار 2022، أُعلن رفع معظم القيود، بما في ذلك التباعد الجسدي في الأماكن العامة والحجر الصحي للوافدين من الخارج الذين تلقّوا لقاحاتهم. ومن شأن مثل هذه الخطوات أن تكون مقدّمة للسماح بوصول الحجّاج المسلمين من الخارج هذا العام.

يُذكر أنّه تقرّر تعليق "إجراءات التباعد الاجتماعي في كلّ الأماكن المفتوحة والمغلقة"، بما في ذلك المساجد، فيما صارت الأقنعة الواقية الآن مطلوبة فقط في الأماكن المغلقة.

(فرانس برس)

المساهمون