السالمونيلا وبكتيريا أخرى في حليب الأطفال... فما هي المخاطر الصحية؟

السالمونيلا وبكتيريا أخرى في علب حليب الأطفال... فما هي المخاطر الصحية؟

20 فبراير 2022
سحب ثلاثة أنواع من حليب الأطفال من الأسواق الأميركية بسبب الحادثة (Getty)
+ الخط -

أثارت قضية تسمّم أطفال في الولايات المتحدة الأميركية بعد تناول حليب مخصص للأطفال موجة كبيرة من المخاوف، خاصة بعد وفاة أحد الأطفال الأربعة في المستشفى، وقيام إدارة الغذاء والدواء الأميركية بفتح تحقيق.

وبحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإنّ إدارة الغذاء والدواء بدأت، منذ يوم الخمس الماضي، بإجراء تحقيقات بشأن الشكاوى المقدمة، والتي تتعلق بوجود جرثومة Cronobacter sakazakii في الحليب، وهي جرثومة يمكن أن تسبب التهابات خطيرة تهدد الحياة أو التهاب الأغشية التي تحمي الدماغ والعمود الفقري. كما قد تتسبب في تلف الأمعاء، وقد تنتشر عبر الدم إلى أجزاء أخرى من الجسم.

هذه الحادثة، دفعت شركة أبوت الغذائية، التي انخفض مؤشر الأسهم الخاصة بها إلى مستويات خطيرة، وهي المنتج الرئيسي لحليب الأطفال الرضع في الولايات المتحدة، إلى سحب ثلاثة أنواع من حليب الأطفال من الأسواق الأميركية، بحسب ما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

بحسب تقرير الخبراء الصحيين، فإنّ عبوات الحليب التي تمّ استخدامها من قبل ذوي الأطفال الأربعة، تحتوي على أنواع مختلفة من بكتيريا كرونوباكتر، التي يمكن أن تسبب الإصابة بالتهاب السحايا الذي قد يكون قاتلاً للأطفال، كما أظهرت التحقيقات إمكانية أن تكون هذه العبوات مليئة أيضاً بنوع آخر من البكتيريا، خاصة "السالمونيلا".

وقد أظهرت التحقيقات الخاصة بإدارة الغذاء والدواء، بعد قيامها بجولة داخل مصنع الشركة في ولاية ميشيغان، وجود أنواع مختلفة من البكتيريا الضارة.

وبحسب فرانك ياناس، نائب مفوض إدارة الغذاء والدواء لسياسة الغذاء، فإنه "بالنظر إلى أنّ هذا المنتج يستخدم كمصدر وحيد للتغذية للعديد من الأطفال حديثي الولادة والرضع في بلادنا، فإنّ إدارة الغذاء والدواء الأميركية تشعر بقلق بالغ إزاء هذه التقارير عن العدوى البكتيرية".

ما هو تأثيرها؟

تُعرف السالمونيلا على أنها نوع من أنواع البكتيريا الضارة التي تسبّب أمراضا عديدة، ويقدر مركز السيطرة على الأمراض الأميركية بأنّ بكتيريا السالمونيلا تسبّب حوالي 1.35 مليون إصابة، و26500 حالة دخول إلى المستشفى، و420 حالة وفاة في الولايات المتحدة كل عام. ويعاني معظم الأشخاص الذين يصابون بمرض السالمونيلا من الإسهال والحمى وتشنجات المعدة.

تبدأ الأعراض عادة بعد 6 ساعات إلى 6 أيام من تاريخ الإصابة، وتستمر من 4 إلى 7 أيام. عادة، لا يحتوي حليب الأطفال، خاصة المعلّب، على بكتيريا السالمونيلا، إذ عادة ما يتكاثر هذا النوع من البكتيريا في عبوات الحليب ذات المنشأ الحيواني أو الطبيعي وغير المبستر، والتي يمكن أن تشكّل مخاطر صحية خطيرة بالنسبة إلى الأطفال.

بحسب أخصائي الأمراض الجرثومية، الدكتور أحمد ضيا، فإنّ التعرّض لبكتيريا سالمونيلا، أو غيرها، قد يكون أمراً مخيفاً وخطيراً خاصة بالنسبة لحديثي الولادة، إذ يمكن أن تتسبّب هذه الأنواع من البكتيريا بأمراض خطيرة، قد تؤدي في بعض الحالات إلى وفاة الأطفال.

ويقول ضيا، لـ"العربي الجديد"، من المعروف أنّ السالمونيلا تنشأ وتتكاثر في الحليب الخام، كما يمكن أن تظهر أيضاً وفي حالات معينة، في عبوات الحليب المبستر، خاصة بعد عملية التسخين، إلاّ أنه لا يوجد سبب واضح عن أسباب وجودها في الحليب المبستر أو في العبوات الخاصة بحليب الأطفال.

أما فيما يخصّ جرثومة Cronobacter، فيرى ضيا أنّ إمكانية تكاثرها في عبوات الحليب أمر ممكن وشائع، على اعتبار أنها نوع من أنواع الجراثيم التي تعيش في أماكن جافة جداً، مثل حليب الأطفال المجفف وشاي الأعشاب، وغيرها من الأغذية الجافة، وقد تتسبب في أمراض خطيرة للأطفال، وحتى للكبار، لأنها تصيب الدماغ والعمود الفقري.

وبشأن طرق العلاج، يؤكد الدكتور ضيا أن التقدم في مجال مكافحة أنواع مختلفة من البكتيريا قد يساعد في القضاء عليها، ويتم ذلك من خلال استخدام المضادات الحيوية التي تساعد على الشفاء منها، إلاّ أنه وفي بعض الحالات الصعبة، يُنصح دائماً بالدخول إلى المستشفى من أجل الحصول على الرعاية الصحية اللازمة.

في الدول العربية، لم تصدر حتى الآن أي بيانات رسمية بشأن المنتج، ولم تسجّل أي حالات إصابة بالبكتيريا بسبب الحليب.

وبحسب الأخصائي في العلوم البيولوجية والكيمائية في لبنان، حسين عياش، فإنه لم يتم إصدار أي تعليمات صحية من قبل المعنيين بشأن منتجات الحليب.

وأكّد عدم تسجيل أي حالات لمرضى تعرّضوا لأنواع مختلفة من البكتيريا، وقد يكون السبب بحسب ما قاله لـ"العربي الجديد"، إنّ بعض المنتجات الأميركية لا تُصدّر إلى العديد من الدول خارجها، أي هي معدّة فقط للاستخدام داخل الولايات المتحدة.

في باقي دول العالم، لم يتم أيضاً تسجيل أي إصابات تذكر.

وبحسب وكالة فحص الأغذية الكندية (CFIA)، لم يتم تسجيل أي شكوى بشأن استخدام هذا النوع من حليب الأطفال، حيث أصدرت وكالة فحص الأدوية بيانا أكّدت فيه أنّ المنتجات التي تمّ بيعها في جميع أنحاء البلاد، تنتهي صلاحيتها في الأول من إبريل/نيسان 2022 أو بعد ذلك، ولم يتم تسجيل أي شكوى بشأن المنتجات.

المساهمون