الرصاص العشوائي في البوكمال السورية يهدد حياة سكان القائم العراقية

24 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 12:09 (توقيت القدس)
معبر القائم بين العراق وسورية 30 سبتمبر 2019 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشهد مدينة القائم العراقية إصابات متكررة بسبب الرصاص العشوائي من بلدة البوكمال السورية، نتيجة الخلافات العشائرية والاشتباكات الأمنية، مما يزيد من خطورة الوضع على السكان.
- سجلت القائم وفاة طفل وإصابات متعددة بسبب الرصاص النازل من الأعلى، والذي رغم تخفيفه لشدة الإصابات، لا يقلل من خطورته.
- دعا مسؤولون وناشطون إلى تنسيق أمني بين الحكومتين العراقية والسورية لمنع إطلاق النار العشوائي، خاصة في المناسبات والاشتباكات العشائرية، لحماية حياة السكان.

تشهد مدينة القائم العراقية، المحاذية للحدود السورية غربي الأنبار، منذ أشهر، تكرار حوادث إصابة بين سكانها نتيجة الرصاص العشوائي المنطلق من بلدة البوكمال السورية، التي لا يفصلها عنها سوى سور إسمنتي بارتفاع نحو 3 أمتار. يُعزى إطلاق الرصاص في بلدة البوكمال إلى أسباب متعددة، أبرزها الخلافات العشائرية، والاشتباكات المتكررة بين القوى الأمنية والعصابات أو المطلوبين، إضافةً إلى إطلاق النار العشوائي في مناسبات الأفراح ومجالس العزاء، ما يزيد من خطورة الوضع على الجانب العراقي.

وسجّلت مدينة القائم وفاة طفل في فبراير/شباط الماضي وإصابة عدد من المدنيين في أوقات متفرقة خلال العام، جراء تساقط الرصاص العشوائي، الذي يكون غالباً نازلاً من الأعلى وليس أفقياً، ما يخفف إلى حد ما من شدة الإصابات، لكنه لا يقلل من خطورته على السكان.

وأفادت مصادر محلية من محافظة الأنبار، بأن إطلاق النار العشوائي في مناطق القائم العراقية والبوكمال السورية، المتجاورتين والتي تتحدر معظم أصول أفرادها من عشائر واحدة تقريباً، وتجمعهم عادات متشابهة ومصاهرة وقرابة، أدى خلال الأيام الماضية إلى إصابتين جديدة من جراء استخدام السلاح بأنواعه الخفيفة والمتوسطة.

وأكدت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن "بعض المشاجرات العشائرية والمناوشات والمشاكل الاجتماعية في منطقة البوكمال، يتم استخدام السلاح فيها ما يؤدي إلى وصول وسقوط الرصاص الحي على منطقة القائم، ويوقع إصابات بعضها خطيرة وأدت إلى الوفاة".

في السياق، قال مدير ناحية الكرابلة في محافظة الأنبار العراقية، رافع حمود النوار، إن "المقذوفات والرصاص الحي الذي يطلق من مناطق داخل الأراضي السورية والقريبة من المناطق الحدودية العراقية، في المناسبات والاشتباكات أدت إلى مقتل عراقيين"، مبيناً أن "هذه الحالة تتكرر يومياً تقريباً".

وأضاف النوار في تصريح صحافي، أن "قوات الأمن العراقية كانت قد أوقفت كل مظاهر إطلاق الرصاص الحي في المناسبات في المناطق العراقية القريبة من الحدود السورية، كما منعت استخدام السلاح في المشكلات العشائرية والاجتماعي، بالتالي على الحكومة العراقية المركزية التنسيق مع الحكومة السورية لمنع هذه المظاهر في منطقة البوكمال وبقية المناطق السورية القريبة من العراق".

من جهته، قال الناشط من محافظة الأنبار خالد الحياني، إن "المظاهر المسلحة في المناطق الحدودية العراقية السورية تؤثر على حياة الناس وأمنهم، وأسقطت منهم قتلى وجرحى خلال الأسابيع الماضية، لذلك لابد من تنسيق أمني يمنع استمرار هذه المشكلات الأمنية".

وأضاف الحياني، في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "الحكومة السورية الجديدة كانت قد وعدت بإنهاء المظاهر المسلحة في إطار خطتها لحصر السلاح، وعلى الحكومة العراقية أن تبرق خطابات تشرح المخاطر التي تهدد حياة أهالي القائم من جراء الرصاص العشوائي في بعض المناطق السورية"، مشيراً إلى أن "استخدام السلاح في المناسبات والاشتباكات العشائرية تسبب بإصابات وضحية واحدة من العراقيين".

المساهمون