الرشوة والغش يحاصران امتحانات الشهادة الثانوية في الحسكة السورية

الرشوة والغش يحاصران امتحانات الشهادة الثانوية في الحسكة السورية

20 يونيو 2022
سادت أجواء من الفساد والمحسوبية في المدارس التابعة لمديرية التربية (كرم المصري/Getty)
+ الخط -

انتهت، أمس الأحد، امتحانات الشهادة الثانوية العامة بفرعها الأدبي في مدارس مديرية التربية التابعة لسيطرة النظام السوري، بينما بقي امتحان واحد لمادة الكيمياء بفرعها العلمي. 

وطغت أجواء من الفساد والمحسوبية في المدارس التابعة لمديرية التربية في محافظة الحسكة، لا سيما مع انتشار الرشوة بين المدرسين وتسهيل عمليات الغش للطلاب، الأمر الذي تسبب باستياء المجدّين الذين درسوا بجد في سبيل نيل علامات تؤهلهم لدخول أفرع جامعية يحلمون بها.

وبخصوص العملية الامتحانية وآلية سيرها، أبدى المدرس علي. س الذي تحفظ على ذكر اسمه الكامل خلال حديثه لـ"العربي الجديد" لدواع أمنية، انزعاجه مما حدث في المركز الإمتحاني الذي يراقب فيه بالمدينة، وقال: "الامتحانات في محافظة الحسكة يشوبها الفساد"، مشيرا إلى تجربته الشخصية في مادة اللغة الانكليزية، أمس الأحد، إذ جرت عمليات الغش بكافة الوسائل، عن طريق الكتب المختصرة وما يسمى "الروشتات" والنقل المباشر والاتصال عبر الهاتف. ومن خلال اطلاعه وأحاديثه مع بعض الطلاب، أُفيد بأنه دُفع مبلغ 50 ألف ليرة سورية لمستخدم مقابل تسويات المادة الأولى، ونقل وسائل الغش مثل المصغرات وما شابه، ودور المدرس، الذي أيضا حصل على مبلغ 50 ألف ليرة سورية مقابل المادة الواحدة، في تسهيل النقل والغش.

بدور، بيّن الطالب عمار، لـ"العربي الجديد"، أنّه منذ أربعة أعوام قد انقطع عن الدراسة، وذلك بعد الحصول على الشهادة الإعدادية، وما دفعه للعودة إلى مقاعد الدراسة هذا العام هو الحصول على بطاقة تمكنه من تأجيل الخدمة الإلزامية سواء عند النظام السوري أو عند "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، إذ أشار إلى أن عمليات الغش كانت علنية في المركز الامتحاني في الحسكة. مضيفا: "ككثير من الطلاب في المركز، تعمدت النقل من غيري لعلي أحقق النجاح وأدخل الجامعة".

وكانت لهذه الأجواء الفوضوية تأثيرات سلبية على الطلاب المجتهدين الذين درسوا بهدف تحصيل فرع جامعي ممتاز، ومنهم سردار خالد، الذي أكد في حديثه لـ"العربي الجديد" أنه يحضر للشهادة الثانوية منذ عامين، وخضع للعديد من الدورات الخاصة، كونه يتطلع لدخول كلية الطب البشري، لكن ما حدث في الامتحانات كان صادما للغاية بالنسبة له وتسبب له بكثير من التشويش. 

ولفت خالد خلال حديثه إلى أن عمليات النقل وحديث الطلاب بعضهم مع بعض، وغياب أي ضبط لقاعة الامتحانات، شوشت أفكاره، وكان مجبرا على التزام الصمت كونه قد يطرد من القاعة من قبل المراقبين، لافتا إلى أن ما حدث قد يتسبب له بخسارة الكثير من العلامات وحرمانه من تحقيق حلمه.

وكانت مديرية التربية حددت "74 مركزاً لتقديم امتحانات شهادة التعليم الأساسي، منها 33 مركزاً في مدينة الحسكة و39 مركزاً في مدينة القامشلي ومركزان للإعدادية الشرعية، إضافة إلى 162 مركزاً للشهادة الثانوية، منها 66 مركزاً للفرع الأدبي و73 مركزاً للفرع العلمي وأربعة مراكز للثانوية الشرعية و19 مركزاً للثانوية المهنية". وفق ما نقلت وكالة "سانا" التابعة للنظام.

ووفق الوكالة، "بلغ عدد المتقدمين لامتحانات شهادة التعليم الأساسي 14270 تلميذاً، فيما بلغ عدد المتقدمين لامتحانات الشهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي 12 ألفاً و132 طالباً وطالبة، في حين بلغ عدد المتقدمين للثانوية الشرعية والنسوية والصناعية والتجارية 2203 طلاب وطالبات".

المساهمون