استمع إلى الملخص
- توقعت المنظمة الدولية للهجرة عودة 2.1 مليون نازح إلى الخرطوم خلال الأشهر الستة المقبلة، بشرط تحسن الأوضاع الأمنية وتوفر الخدمات الأساسية.
- دعت المنظمة إلى تحرك عالمي عاجل لتخفيف المعاناة الإنسانية، معلنة عن خطة استجابة تتطلب 29 مليون دولار للوصول إلى نصف مليون شخص في الخرطوم.
في حرب السودان المتواصلة منذ عامَين التي تسبّبت في أزمة إنسانية غير مسبوقة، هُجّر نحو 13 مليوناً من سكان البلاد، وتوزّعوا بين نازحين ولاجئين خصوصاً إلى دول الجوار، بحسب آخر بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. واليوم، توقّعت المنظمة الدولية للهجرة عودة أكثر من مليونَي نازح في السودان الذي مزّقته الحرب إلى الخرطوم خلال الأشهر الستة المقبلة، في حال سمحت الظروف الأمنية بذلك. وشدّدت المنظمة على ضرورة الاستعداد لبدء عودة نازحين كثيرين إلى ديارهم في الخرطوم قريباً، ولفتت إلى أنّ العاصمة تحوّلت إلى ساحة قتال، منذ بداية الحرب تقريباً، لكن مذ استعادها الجيش السوداني في الشهر الماضي، "نشهد عودة الناس، ونرى الأمل يلوح في الأفق".
ودعت المنظمة الدولية للهجرة إلى تحرّك عالمي عاجل ومنسّق لتخفيف المعاناة الإنسانية التي تسببت بها الحرب في السودان وإلى منع مزيد من عدم الاستقرار الإقليمي. أضافت، في بيان، أنّ "أكثر من 11.3 مليون شخص يواجهون في الوقت الراهن نزوحاً داخلياً، من بينهم 8.6 ملايين نزحوا بسبب الصراع الحالي". وذكرت أنّ 3.9 ملايين شخص آخرين فرّوا إلى الدول المجاورة خلال العامَين الماضيَين فقط، في بحث يائس عن الأمان والغذاء والمأوى. وأشارت المنظمة، في بيانها نفسه، إلى أنّ أكثر من 30 مليون شخص، من بينهم 16 مليون طفل، في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
"We cannot call Sudan a forgotten crisis when it's been largely ignored from the outset."
— IOM Sudan 🇺🇳 (@IOMSudan) April 15, 2025
It's the world's largest displacement and humanitarian crisis, but the aid efforts so far have not been enough. IOM calls for more aid, and more access to it. #SudanNeedsUs pic.twitter.com/GR38fMQPZ5
وكانت الحرب في السودان قد اندلعت في 15 إبريل/ نيسان من عام 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) على خلفية صراع على السلطة بين الحليفين السابقين، وأسفرت عن سقوط عشرات آلاف القتلى وأغرقت البلاد البالغ عدد سكانها 50 مليون نسمة في أزمة إنسانية بلا حدود.
وبمناسبة الذكرى الثانية لاندلاع الحرب في السودان، قال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان محمد رفعت، أمام الصحافيين في جنيف من بورتسودان شمال شرقي البلاد، "تقديرنا في المنظمة أنّه خلال الأشهر الستة المقبلة، سوف يعود 2.1 مليون شخص إلى العاصمة الخرطوم". أضاف أنّ هذا الحساب "يستند إلى أعداد الذين فهمنا أنّهم (...) غادروا العاصمة عند بداية الحرب". وشرح: "لذا، نقدّر أنّ 31% من (...) النازحين داخلياً في السودان بعد الحرب يأتون بالفعل من الخرطوم"، وبالتالي تتوقّع المنظمة عودة نحو نصف هؤلاء.
ولفت رفعت إلى أنّ العودة إلى الخرطوم سوف تعتمد على "الوضع الأمني" وكذلك على "توفّر الخدمات على أرض الواقع"، فيما أقرّ بأنّ تجهيز المدينة لاستقبال تدفّق جماعيّ سوف يمثّل تحدياً. وتابع: "نرى أنّ ثمّة مناطق في الخرطوم نفسها قد جرى تنظيفها، لكنّني متأكد من أنّ العملية سوف تستغرق وقتاً أطول"، مبيّناً أنّ "شبكة الكهرباء في الخرطوم بأكملها قد دُمّرت".
وحذّر المسؤول الأممي من أنّ "رغم بدء عودة الناس، فإنّ الحرب لم تنتهِ بعد"، إذ ما زال آلاف النازحين في أماكن أخرى من البلاد، خصوصاً في إقليم دارفور غربي البلاد. وشدّد على "وجوب أن يتوقّف الصراع، وعلينا أن نبذل كلّ جهد ممكن لوقفه". ولم يخفِ رفعت أنّ الأموال التي جُمعت لتلبية احتياجات السودان المتزايدة لم تكن كافية، وأردف أنّ المنظمة الدولية للهجرة كشفت اليوم الثلاثاء عن خطة استجابة تتطلّب نحو 29 مليون دولار أميركي للوصول إلى نحو نصف مليون شخص في الخرطوم، بمن فيهم العائدون.
(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)