استمع إلى الملخص
- تقارير تشير إلى العثور على جثامين الشهداء في حالات انسحاب الجيش الإسرائيلي، وتحول بعضها إلى هياكل عظمية، مما يتعارض مع اتفاقيات جنيف.
- الدفاع المدني يدعو الدول الأطراف في اتفاقية جنيف الرابعة للتحرك العاجل، ويطالب الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية بالضغط لتطبيق المعايير الدولية ومنح فرق الإغاثة حرية التحرك.
أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة، اليوم السبت، أن الاحتلال الإسرائيلي يقتل المواطنين في القطاع ويترك جثامينهم في الشوارع لتنهشها الكلاب الضالة ويمنع إجلاءها، في مخالفة واضحة للقانون الدولي.
وأضاف: "يواصل جيش الاحتلال قتله المواطنين في قطاع غزة، ويترك جثامينهم في الشوارع والطرقات، ويمنع طواقمنا وفرق الإغاثة الطبية من الوصول إليها وإجلائها، رافضاً دفنها حفظاً لكرامة الشهداء والأموات". وأفاد بأن الاحتلال في كل منطقة يتوغل فيها يمنع طواقم الدفاع المدني والفرق الطبية من الوصول إلى جثامين الشهداء، بزعم أنها مناطق قتال خطرة، ويطلق نيرانه مباشرة على الطواقم كلما اقتربت من تلك المناطق.
وأكد الدفاع المدني في غزة أن هذه الإجراءات التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي تتنافى مع الشرائع السماوية ومع القوانين الدولية والإنسانية، حيث أدت هذه السياسة غير القانونية إلى تعريض جثامين الشهداء لتنهشها الكلاب الضالة الجائعة التي وجدت فيها طعاماً تتغذى عليه، تحت نظر جنود الاحتلال الإسرائيلي.
الدفاع المدني في غزة: وجدنا جثامين عبارة عن هياكل عظمية
وأوضح استناداً إلى تقارير وإفادات عديدة لطواقمه لدى تعاملها مع عشرات جثامين الشهداء في حالات انسحاب الجيش الإسرائيلي من بعض المناطق، وجدت هذه الجثامين عبارة عن "هياكل عظمية"، وفي حالات أخرى شوهدت هذه الكلاب تنهش جثامين أخرى، وكان ذلك في مناطق مثل حي الزيتون والشجاعية وتل الهوا ومنطقة جباليا وتل الزعتر وبيت حانون، وفي بعض المناطق الشرقية لخانيونس ورفح.
وشدد على أن المواثيق والأعراف الدولية تقر بالحماية القانونية للقتلى، وتمنح ذويهم الحق في معرفة مصيرهم من خلال جمع المعلومات والبيانات والوثائق المتعلقة بهم؛ إذ يجب أن يمكن ذويهم من البحث والاستقصاء لمعرفة مصيرهم أو طلب معلومات دقيقة ومفصلة عن أماكن دفنهم، وهذا ما أكدته المادة الـ(17) من اتفاقية جنيف الأولى لعام 1949، وكذلك في البروتوكول الإضافي الأول الملحق بهذه الاتفاقيات الصادر عام 1977 أكدت المادة الـ(32) هذه الأحكام، وكفلت أحكام القانون الدولي الإنساني العرفية حماية خاصة للقتلى نفسهم، واحترام قدسية الجثث وعدم المساس بها أو تشويهها أو التلاعب بها أو حرقها.
وأفاد بأن اتفاقيات جنيف واضحة، إذ تقضي بوجوب معاملة الموتى بكرامة وإنسانية، وتحظر بشكل صارم الأفعال التي تشوه أو تحط من قدر الجثث. وكذلك فإن نظام روما الأساسي يصنف أفعال الاعتداء على الكرامة الشخصية، بما في ذلك المعاملة المهينة والحاطة بكرامة الموتى، باعتبارها جرائم حرب.
ويمنع جيش الاحتلال الإسرائيلي تمكين طواقم الدفاع المدني في غزة أيضاً من الوصول إلى جثامين آلاف الشهداء، بعد أن تحللت تحت أنقاض المنازل التي دمرها فوق سكانها، وعمد إلى تدمير جميع الأجهزة ومعدات الحفر الثقيلة للحيلولة دون الوصول إليها ودفنها بكرامة.
ودعا الدفاع المدني في غزة أمام هذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي التي تحط من آدمية الإنسان وكرامته في قطاع غزة، الدول الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة إلى التحرك العاجل، وإلزام الاحتلال الإسرائيلي بصفته القوة القائمة بالاحتلال باحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني.
وطالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بممارسة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتطبيق دليل التعامل مع الجثث في أوقات الحروب؛ لما يضمن استمرار تقديم خدماتهم الإنسانية. كذلك طالب منظمة الصحة العالمية بالضغط لاتباع الإجراءات المعيارية والمقياسية لإدارة الجثث والجثامين، بما يضمن كرامة الموتى وفق الأدلة المعيارية الصادرة عن منظمات الأمم المتحدة. وشدد على ضرورة منح طواقم الدفاع المدني وفرق الإغاثة الطبية حقها في التحرك بحرية في مناطق النزاع وفق البروتوكولات الدولية، والتعامل الفوري مع جثامين الشهداء المنتشرة في شوارع قطاع غزة، الذين باتوا في جزء منهم شهداء بعد أن كانوا مصابين.
وكانت صحيفة هآرتس قد نشرت عبر موقعها الإلكتروني تحقيقاً، معتمدةً على شهادات جنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي، حول خط وهمي حدده جنود في منطقة محور نتساريم، يُطلقون عليه اسم "خط الجثث"، حيث يطلقون النار على كل من يقترب، حتى لو كان طفلاً، ويتركونه لتنهش الكلاب جثمانه، أو قد تأتي جرافة لاحقاً وتدفن الشهداء في الرمال. في حديثها عن هذه المنطقة، نقلت صحيفة هآرتس عن قائد في الفرقة 252 في جيش الاحتلال قوله إن "هناك شيئاً يُسمى بين القوات في الميدان خط الجثث. بعد إطلاق النار، لا تُجمع الجثث على الفور، وتأتي مجموعات من الكلاب لتأكلها. في غزة، يعرفون بالفعل أن المكان الذي توجد فيه مجموعات من الكلاب هو المكان الذي يجب عليهم الهروب منه".