استمع إلى الملخص
- جاء قرار الاندماج خلال الاجتماع السنوي العاشر للخوذ البيضاء، ويهدف إلى المساهمة في بناء سورية مستقرة، مع تنفيذ الاندماج تحت إشراف لجان قانونية وتقنية لضمان التوافق مع القوانين.
- أكد حسام حلاق أن انضمام الخوذ البيضاء يمثل قيمة مضافة بفضل خبراتها، ويعزز جهود الدولة في مواجهة الكوارث والتأهب لها.
أعلنت وزارة إدارة الطوارئ والكوارث السورية، اليوم الثلاثاء، انضمام منظمة الدفاع المدني السوري، المعروفة باسم "الخوذ البيضاء"، رسمياً إلى هيكل الوزارة، في خطوة وُصفت بـ"التاريخية"، بهدف تعزيز الاستجابة الوطنية للطوارئ والكوارث. وخلال مؤتمر صحافي عُقد في مقر الوزارة بالعاصمة دمشق، قال وزير الطوارئ والكوارث، رائد الصالح: "إنّ اندماج مؤسسة الدفاع المدني السوري يهدف إلى تعزيز الاستجابة الوطنية الطارئة، إذ إنّ عدد المفقودين في سورية بلغ نحو 140 ألفاً، وفقاً للمنظمات الحقوقية"، لافتاً إلى "وجود معطيات عن مقابر جماعية، لكن لا توجد إحصاءات بشأن عدد تلك المقابر".
وأعلنت "الخوذ البيضاء" في بيانها، أن قرار الاندماج جاء خلال اجتماعها السنوي العاشر الذي عُقد في دمشق، يومَي السبت والأحد الماضيَين، إذ اجتمعت الهيئة العامة وناقشت المرحلة الراهنة ومستقبل المنظمة، لتتخذ بالأغلبية قراراً بالاندماج الكامل في الحكومة السورية. وبحسب البيان، فإن جميع برامج المنظمة، وفي مقدمتها الاستجابة الطارئة، ستُنقل إلى وزارة الطوارئ والكوارث، فيما تُنقل برامج أخرى مثل العدالة والمحاسبة والمناصرة إلى الوزارات والهيئات المختصة. واعتبر البيان أن هذا القرار يجسّد "الالتزام الصادق بميثاق المبادئ الذي وقّعناه قبل عشرة أعوام"، مشيراً إلى أنه يأتي في سياق "الإسهام الفاعل في بناء سورية مستقرة مزدهرة ومحبّة للسلام"، وأكدت المنظمة أن تنفيذ الاندماج سيجري خلال فترة انتقالية، تحت إشراف لجانٍ قانونية وتقنية متخصّصة، لضمان التوافق مع القوانين السورية والدولية.
وفي حديثه لـ"العربي الجديد"، قال حسام حلاق، معاون وزير الطوارئ والكوارث للتخطيط والكفاءة المؤسسية: "تشكّل الدفاع المدني من فرق محلية في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، ونشأ استجابةً لحاجات مجتمعية ملحّة بسبب القصف والحوادث والحرائق، وكان يعمل فردياً حتى عام 2014، إذ عُقِدَ المؤتمر التأسيسي الأول لتوحيد هذه الفرق"، وأوضح أن "لقب الخوذ البيضاء أُطلق لاحقاً، بعد ترشح المؤسّسة لجائزة الأوسكار، وارتباطه بلون الخوذ الشهير الذي ميّز الفرق. وقد مرّت المؤسسة بمراحل عديدة من التطوّع الفردي إلى التأسيس، ثم التركيز على البناء المؤسّسي عام 2016، وإرساء السياسات والإجراءات، رغم التحديات الكبيرة، خصوصاً في التمويل عام 2019".
وأضاف حلاق: "بعد تحرير سورية من النظام البائد، برزت الحاجة إلى تأسيس وزارة متخصّصة بالطوارئ والكوارث، نتيجة ما تعرّض له المجتمع السوري من كوارث متعددة، واستجابةً لحاجة ملحّة في التعافي والتأهب. ومن هنا جاءت فكرة الوزارة، التي وضعت خلال الشهرَين الماضيَين خطتها المبدئية للاستجابة الوطنية ومنظومات الإنذار المبكر"، وأشار إلى أن "انضمام الخوذ البيضاء إلى الوزارة هو قيمة مضافة، بفضل خبراتها ومهاراتها المتراكمة، ونعتبر هذا الانتقال من المجتمع المدني إلى العمل المؤسّساتي الحكومي خطوة بالغة الأهمية في جهود الدولة لمواجهة الكوارث والتأهب لها في المستقبل".