الخمور مسؤولة عن قتل المزيد من البريطانيين خلال جائحة كورونا

الخمور مسؤولة عن قتل المزيد من البريطانيين خلال جائحة كورونا

31 ديسمبر 2021
ساهمت العزلة وضعف الصحة النفسية في الإقبال على تناول الخمور أكثر (جاستن تالس/فرانس برس)
+ الخط -

على الرغم من أنّ بريطانيا قرّرت، في ربيع العام الماضي، وقف بيع الخمور في المقاهي والحانات للحدّ من انتشار فيروس كورونا، إلاّ أنّ الأرقام الرسمية تفيد بأنّ زمن الجائحة شهد زيادة في مبيعات التجزئة للكحول، مع زيادة حادة في عدد من تسببت الخمور في قتلهم.

ووفقاً لأرقام مكتب الإحصاءات الوطني في المملكة المتحدة في ديسمبر/كانون الأول الحالي، فإنّ نحو 9 آلاف بريطاني قضوا نتيجة مباشرة لمعاقرة الخمور في 2020، وفي ذلك زيادة بنسبة أكثر من 18 في المائة عن العام الذي سبقه، 2019، بل والأعلى منذ بدء المكتب قياس علاقة الكحول بالوفيات في 2001. 

وبحسب ما نقلت وسائل إعلام إنكليزية عن المتحدثة باسم منظمة "تحالف الصحة والكحول" Alcohol Health Alliance، العاملة على الحدّ من أضرار الخمور في المجتمع البريطاني، سارة شوينبيرغر، فإنّ المزيد والمزيد من الناس يقضون بسبب إدمانهم على الكحول، "حيث يقضي الأغلبية نتيجة أمراض الكبد". 

ويلاحظ الإحصاء البريطاني أنّ معدلات الوفيات المرتبطة بتناول الخمور في عموم المملكة المتحدة ظلّت مستقرّة بين 2012 و2019، فيما شهد العام 2020 طفرة واضحة. ويشير مكتب الإحصاء الوطني إلى أنّ معدل وفيات العام الماضي الناجمة عن الكحول كانت بين الذكور ضعف معدلها بين الإناث، أيّ نحو 19 وفاة لكلّ 100 ألف ذكر و9.2 عند الإناث. 

وأشارت النتائج إلى أنّ اسكتلندا وأيرلندا الشمالية سجّلتا أعلى معدلات للوفيات المرتبطة بالكحول في عام 2020 (21.5 و19.6 حالة وفاة لكل 100.000 شخص على التوالي). وأضافت أيضاً أنه مقارنة بعام 2019، "ارتفع معدل الوفيات عموماً في جميع البلدان الأربعة المكوّنة للمملكة المتحدة، وبشكل خاص في بريطانيا واسكتلندا اللتين شهدتا زيادات ذات دلالة". 

وفي عموم المملكة المتحدة، ارتفع معدل الوفيات الوسطي لعام 2020 إلى 14 حالة وفاة لكلّ 100 ألف شخص عن العام 2019، حيث كان المعدل نحو 10.6 لكل 100 ألف شخص. 

ورغم أنّ مؤلّفي الدراسة في المكتب الوطني للإحصاء البريطاني ذكروا أنّ معرفة أسباب تلك الزيادات "سيستغرق وقتاً"، فإنّ العديد من الخبراء والمنظمات أشاروا، بحسب القناة الرابعة البريطانية، في منتصف الشهر الحالي، إلى أنّ سياسة الإغلاق السنة الماضية شهدت زيادة متعاطي الكحول. من جانبها، ربطت السلطات البريطانية، في تقرير، بين الوباء وزيادة تناول الكحول. وبحسب استشاري الإدمان في قسم الكبد بمستشفى نوتنغهام كيران غرانت، وعدد من المتخصّصين الذين صرّحوا للقناة الرابعة في سياق تقرير متابعة زيادة أعداد الوفيات، فإنّ "الأشخاص الذين كانوا يتناولون الكحول في السياق الاجتماعي ذهبوا إلى مستوى أبعد، حيث ساهمت العزلة وضعف الصحة النفسية في الإقبال على تناول الخمور أكثر".

وكان التقرير الرسمي لسلطات "الصحة العامة" أفاد مؤخراً أنّ مبيعات الكحول في محلات السوبرماركت ومتاجر التجزئة ارتفعت بنسبة 25 في المائة العام الماضي. وتذكر شوينبيرغر أنّ "هناك رابط بين تزايد عدد الموتى وتضرّر الصحة نتيجة تناول الكحول وإغلاقات جائحة كورونا".

ونقلت وسائل الإعلام في لندن عن الأخصائي في أمراض الكبد البروفسور ستيفن رايدر أنه "إذا لم يُفعل شيء لمواجهة ما يجري، فإننا سنشهد المزيد والمزيد من الوفيات". 

وتنتقد المنظمات التي تحاول مساعدة المدمنين سياسات الأسعار المنخفضة للخمور في متاجر بريطانيا، حيث يربط هؤلاء بين رخص أسعارها وزيادة تناولها، حتى من دون ارتياد الحانات، "إذ من المقلق أن نرى تزايداً في شراء الكحول وشربها بشكل غير مسبوق، نتيجة انخفاض أسعارها"، كما قالت شوينبيرغر.  

وكان تقرير لرويترز نقل نتائج مسح عن مارس/آذار الماضي، أفاد بأنّ الاتجاه السيئ مستمرّ في عموم المملكة المتحدة، وتمّ تزامناً مع الإغلاق الثالث تسجيل زيادة في أعداد الذين يشربون "كميات خطيرة من الكحول". 

المساهمون