الحراك ضد العنف في الداخل الفلسطيني على طاولة جمعية الثقافة العربية

الحراك ضد العنف والجريمة في الداخل الفلسطيني على طاولة جمعية الثقافة العربية

24 فبراير 2021
جانب من نقاش جمعية الثقافة العربية حول الجريمة بالداخل الفلسطيني (العربي الجديد)
+ الخط -

عقدت جمعية الثقافة العربية ندوة رقمية بعنوان "آفاق الحراك الشعبي ضد العنف والجريمة"، مساء الأربعاء، لمناقشة موجة الاحتجاجات الشعبية في البلدات العربية بالداخل الفلسطيني ضد ارتفاع منسوب العنف وتكرار جرائم القتل.
وقال الباحث في قضايا العنف بجمعية "بلدنا"، وئام بلعوم: "العنف المجتمعي يتكون من مثلث له ثلاثة رؤوس، أولها القوانين، والثاني الحراك، والثالث هو الأحزاب والسلطة الدينية. العنف القائم في المجتمع نتيجة لسياسات من بينها مصادرة الأراضي من العرب، وتقليص مساحة البلدات العربية، وعدم توسيع مسطحاتها، مما أدى إلى عدم وجود أراضٍ للبناء، وبالتالي أصبح الحيز أعنف مع ضيق المكان، كما أصبحت أسعار الأراضي باهظة، وكل هذا من مسببات انتشار الجريمة".
وتطرق بلعوم إلى سياسات الشرطة قائلا: "حتى سنوات التسعينيات كانت الشرطة الإسرائيلية تعتبر أن حيازة أي عربي لسلاح يمس بالأمن العام، لكن بعد سنة 2000، تغيرت الأوضاع، ومن خلال البحث ومقابلات قمنا بها، فإنه عندما يتم بيع المخدرات للعرب في البلدات العربية لا يتم القبض على أحد، بعكس التعامل مع تجارة المخدرات في البلدات اليهودية".
وتحدث أنس موسى عن حراك أم الفحم الموحد، وقال: "الحراك بدأ في 7 يناير/كانون الثاني، وإطلاق الرصاص على رئيس بلدية أم الفحم السابق، سليمان إغباريه، كان له أثر كبير على الحراك. التحرك الأول شارك به الآلاف، ونظمنا بعده تظاهرة أمام مركز الشرطة، وفي الأسبوع التالي سقط قتيل خلال التظاهرة، والجريمة أثارت غضب الشارع كونه الرابع من عائلته، ومقتله أدى إلى استمرار الحراك، فأصبحت التظاهرات أسبوعية بعد صلاة الجمعة مباشرة بالساحات العامة وأمام مركز الشرطة".

وأوضح موسى أن الحراك مكون من ثلاث مجموعات هي "لأجلك بلدي"، و"بدنا نعيش"، و"مكملين"، وهي مجموعات من كافة التيارات تجمعت تحت الحراك الموحد، وهو مدعوم من اللجنة الشعبية ومن بلدية أم الفحم، ويطالب بمحاسبة الشرطة على التقصير.

 

وقالت راية مناع من مجد الكروم، عن الحراك المجدلاوي: "الحراك انطلق بشكل عفوي بعد مقتل شقيقين وصديقهم في شهر أكتوبر/ تشرين الثاني 2019. الجريمة هزت البلد، واستمر الحراك لمدة 45 يوما متواصلة. كنا نخرج إلى الشارع، ونتظاهر أمام مركز الشرطة في البلدة، ولم نوجه أصابع الاتهام إلى أنفسنا أو نجلد أنفسنا. المجرم أيضا ضحية الفقر وظروف اقتصادية اجتماعية صعبة، وانتهى الحراك لأن الاعتصام والتظاهرات لا تكفي، ونحن بحاجة إلى برنامج سياسي كي نستطيع تحقيق النجاح".
وأضافت أن "وجود الحراك في الشارع يشكل رادعا للمجرمين ويجبر الشرطة على الاستجابة، والحراك تلقى دعما من اللجنة الشعبية بالبلدة، وما جعله يستمر كان عدم القبض على القاتل، لكن في النهاية القاتل قام بتسليم نفسه للشرطة".

وقال مدير المشاريع في جمعية الثقافة العربية، ربيع عيد، إن الندوة جزء من النقاش الأسبوعي الذي يتناول قضايا سياسية وثقافية واجتماعية، ويستضيف مختصين للحديث بهدف إثراء الفضاء العام، وإن الندوات كانت تعقد بحضور المتحدثين والجمهور، ولكن بسبب كورونا تحولت إلى ندوات رقمية، وهذا الأمر يتيح استضافة شخصيات من خارج المناطق المحتلة عام 1948، ويضمن وصولها إلى  جمهور أوسع.

المساهمون