الحجاج في منى الأحد بيوم التروية مع بدء الحج

الحجاج في منى الأحد بيوم التروية وسط ظروف استثنائية للعام الثاني على التوالي

18 يوليو 2021
ينظّم الحج بظروف استثنائية للعام الثاني على التوالي (فايز نور الدين/فرانس برس)
+ الخط -

بدأ آلاف الحجاج الموجودين في مدينة مكة المكرمة، الأحد، التوجّه إلى مشعر منى، لبدء مناسك الحج الفعلية التي تقتصر هذا العام على المقيمين في السعودية الملقحّين ضد كوفيد-19، في ظروف استثنائية للعام الثاني توالياً بسبب استمرار تفشي الوباء.

ويشارك نحو 60 ألف مقيم في المناسك، مقارنة بنحو 2,5 مليون مسلم في العام 2019. واختير المشاركون من بين 558 ألف متقدم، وفق نظام تدقيق إلكتروني، بينما يشعر ملايين المسلمين في العالم الراغبين بأداء فريضة الحج بخيبة أمل من عدم القدرة على المشاركة. ووصل الحجّاج صباح الأحد، في يوم التروية، إلى منى على بعد نحو خمسة كيلومترات من مكة، حيث قاموا بطواف القدوم السبت. وبثّت قناة الإخبارية الحكومية لقطات لحافلات تنقل الحجاج إلى وادي منى الذي يضم آلاف الخيام المستخدمة في موسم الحج فقط. وترك الحجاج مسافات بين بعضهم في الحافلات، التزاماً بقواعد التباعد الاجتماعي.

وقال نائب وزير الحج والعمرة عبد الفتاح بن مشاط لوكالة فرانس برس، صباح الأحد، إنّ "46 ألف حاج وصلوا بالفعل إلى منى"، موضحاً أنّ "عدد النساء المشاركات في الحج هذا العام يفوق 40 بالمائة" من إجمالي الحجاج. ومن المقرّر أن يقضي الحجاج يومهم في خيام معقّمة في المكان، وأن يبيتوا فيها قبل التوجّه إلى جبل عرفات لأداء ركن الحج الأعظم، حيث ألقى النبي محمد آخر خطبة للمسلمين.

 

وتسعى السلطات السعودية إلى تكرار نجاح العام الفائت، الذي تميّز بتنظيم كبير والتزام تام بالتدابير الوقائية من الجائحة. والأحد، واصل بعض الحجاج، الذين قسّموا إلى مجموعات صغيرة وارتدوا ملابس الإحرام البيضاء، أداء طواف القدوم قبل التوجّه إلى منى. ووضع الحجاج كمامات وتركوا مسافة بين بعضهم، فيما تواصلت أعمال التعقيم في صحن الكعبة في المسجد الحرام. واستخدم كثير منهم مظلات ملونة للوقاية من أشعة الشمس. ويتزامن موسم الحج مع ارتفاع في عدد الإصابات بكورونا في مختلف أرجاء العالم، لا سيما بسبب انتشار النسخ المتحوّرة من الفيروس، رغم حملات التلقيح المستمرة منذ أشهر.

وسجّلت السعودية حتى السبت أكثر من 508 آلاف إصابة بفيروس كورونا، بينها 8063 وفاة.

 حج "مميز" 

ويقتصر الحج هذا العام على المقيمين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاماً، والذين تلقوا جرعتي لقاح ومن غير ذوي الأمراض المزمنة. وأكدّت السلطات أنّ كافة العناصر القائمة على خدمة الحجاج لقحوا بالكامل أيضاً. وقالت الباكستانية صدف غفور (40 عاماً)، التي تسافر مع صديقتها لأداء الحج، "أمر مميز أن نؤدي الحج بين عدد محدود جداً من الحجاج". وتابعت بالإنكليزية لوكالة فرانس برس "أتمنى أن يجعل الله حجّنا سهلاً". وقالت الموظفة المصرية مروة (42 عاماً) إنّ "الحج هذا العام نعمة كبيرة ربنا منحني إياها". وتابعت الأم لثلاثة أطفال التي حاولت مرات عدة الحج قبل الجائحة "أشعر بفرحة وسعادة كبيرتين". وقال الشاب السعودي عبد العزيز بن محمود (18 عاماً) "أشكر الله أننا حصلنا على الموافقة، رغم أننا لم نتوقع ذلك بسبب تحديد عدد الحجاج".

"غرف عزل"

والحج من أكبر التجمعات البشرية السنوية في العالم وبؤرة رئيسية محتملة لانتشار الأمراض، ويمثّل تنظيمه في العادة تحدياً لوجستياً كبيراً، إذ يتدفّق ملايين الحجاج من دول عدة على المواقع الدينية المزدحمة. وأكّدت وزارة الحج أنّها تتبع "أعلى مستويات من الاحتياطات الصحية" في ضوء جائحة كوفيد-19 ومتحوراتها الجديدة. وقال مدير إدارة الحج والعمرة في وزارة الصحة سري عسيري، لقناة الإخبارية، إنّ "فرق الصحة العامة تتابع الوضع الصحي للحجاج عند وصولهم إلى مكة على مدار الساعة". وأشار إلى "توفير غرف عزل حال وجود إصابات" بالفيروس ورفع جهوزية المستشفيات في العاصمة المقدسة. وذكرت وزارة الحج أنّها ستوفر ثلاثة آلاف حافلة لنقل الحجاج، وستنقل كل حافلة 20 حاجاً فقط، لحصر العدوى في أقل عدد من الحجاج في حال وقعت إصابة بالفيروس. وغالباً ما كان يعاني الحجاج لدى عودتهم إلى ديارهم بعد نهاية مشاعر الحج من أمراض تنفسية عدّة، بسبب الازدحام الشديد أثناء أداء المناسك وعدم وجود أي قيود للتباعد الجسدي أو وضع كمامات. واستحدثت المملكة وسائل تكنولوجية لضمان تطبيق التباعد الاجتماعي والحدّ من انتقال العدوى، فنشرت روبوتات لتوزيع مياه زمزم المباركة واستخدمت بطاقات ذكية ستسمح بوصول الحجاج من دون تلامس بشري إلى المخيمات والفنادق، ونقلهم في المناطق المقدسة. كما خصّصت السلطات ثلاثة آلاف عربة كهربائية للتسهيل على كبار السن ومن يعانون مشكلات في الحركة.

(فرانس برس)
 

المساهمون