استمع إلى الملخص
- تواجه العائلات الفلسطينية، مثل عائلة نور زعرب، أزمات مالية خانقة نتيجة طول الإقامة في مصر وغياب الدعم المالي والمساعدات الإنسانية.
- رغم وجود مساعدات إنسانية مخزنة في العريش، ترفض السلطات توزيعها على الفلسطينيين بحجة تخصيصها لقطاع غزة، مما يؤدي إلى فساد بعض المساعدات واستمرار المطالبات باستخدامها.
يعيش جرحى فلسطينيون ومرافقوهم، والعديد من العائلات الفلسطينية أوضاعاً إنسانية غاية في الصعوبة في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، شرقي مصر، نتيجة عدم توفر الخدمات الأساسية لهم منذ أكثر من أسبوعين، وفي مقدمتها وجبات الطعام التي كانت تقدمها لهم جهات أهلية خلال الفترة الماضية.
وقال أحد مرافقي جريح فلسطيني يقيم في نادي الاتحاد بمدينة العريش، لـ"العربي الجديد"، إن وجبات الطعام التي كانت تقدم يومياً للجرحى ومرافقيهم توقفت فجأة قبل أسبوعين، من دون تقديم أي توضيحات أو أسباب لهذا الإيقاف، كما أن الخدمات الأساسية التي كانت تقدم للجرحى وعوائلهم الموجودين في "عمارات السبيل"، التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي المصرية، توقفت أيضاً من دون أسباب معروفة، ما أدخل هذه العوائل في أوضاع إنسانية معقدة لتوفيرها بأنفسهم.
وناشد المرافق الفلسطيني الجهات المصرية الرسمية والأهلية، وكذلك السفارة الفلسطينية في القاهرة، ضرورة التدخل لإنهاء معاناتهم، من خلال إعادة تقديم الخدمات والمساعدات الإنسانية اللازمة لهم، في ظل استمرار إغلاق معبر رفح البري، وعدم قدرتهم على العودة إلى قطاع غزة، لا سيما أن عدداً من الجرحى انتهى من تلقي العلاج اللازم، لما تعرض له من إصابات في العدوان الإسرائيلي، وكذا العديد من المصابين بأمراض تطلبت نقلهم إلى مصر لتلقي العلاج، بعد التدمير الشامل للمنظومة الصحية في قطاع غزة.
بدورها، تقول الفلسطينية، نور زعرب، لـ"العربي الجديد"، إن طول الفترة الزمنية التي قضتها في مصر مرغمة، بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وعدم تمكنها من العودة نتيجة إغلاق معبر رفح، أدت إلى تعرضها لأزمة مالية خانقة، وإنها باتت لا تستطيع شراء مستلزمات الحياة الأساسية، في حين جاء توقف الخدمات الإنسانية التي كانت تقدم لهم خلال الأسبوعين الماضيين ليضاعف الأزمات التي تعيشها.
ووصفت زعرب الظروف التي تعيشها مع ابنتها المصابة بأنها "بائسة"، مشيرة إلى عدم قدرتها على مواصلة الحياة مغتربة من دون مصدر دخل، أو من دون دعم مصري أو فلسطيني، مع توقف الجهات الإنسانية العاملة في محافظة شمال سيناء، وفي مصر عموماً، عن تقديم الدعم.
من جهته، يقول أحد العاملين في المؤسسات الأهلية المصرية في مدينة العريش لـ"العربي الجديد"، إنهم طالبوا الجهات المختصة التي تملك التحكم في مخازن ومستودعات المساعدات الإنسانية في العريش بالسماح باستخدام هذه المساعدات في توزيعها على الفلسطينيين الموجودين في مدينة العريش، وفي مصر عموماً. ويضيف: "تقدر كميات المساعدات المخزنة بمئات الأطنان، ويمنع الاحتلال الإسرائيلي دخولها إلى قطاع غزة منذ إغلاق معبر رفح في شهر مايو/أيار الماضي، لكن طلباتنا قوبلت برفض رسمي، وكان الرد أن مسار هذه المساعدات سيكون باتجاه قطاع غزة في حال فُتح المعبر خلال الفترة المقبلة، وهذا الرد يجري تكراره منذ اليوم الأول لإغلاق المعبر قبل نحو سبعة أشهر".
وأشار الناشط الإنساني إلى واقعة إلقاء مساعدات على الطرقات قبل عدة أسابيع في مدينة العريش، بعد فسادها، أو انتهاء تاريخ صلاحيتها، مؤكداً: "نحاول التواصل مع الجهات المسؤولة لاستغلال ما تبقى من المساعدات قبل فوات الأوان، وانتهاء صلاحيتها، ثم إلقائها في الطرقات، لكن مطالباتنا لا تلقى أي استجابة من الجهات المختصة".
ويشار إلى أن أكثر من 100 ألف فلسطيني دخلوا إلى مصر منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد أن سمحت السلطات المصرية لهؤلاء الفلسطينيين بالمرور عبر المعبر مقابل دفع مبلغ مالي تحصّله شركة يملكها إبراهيم العرجاني، وهو مقرب من دوائر المخابرات المصرية، إضافة إلى السماح بإدخال آلاف الجرحى والمرضى لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية، أو لنقلهم بعد ذلك إلى مستشفيات عربية وأجنبية.
وفي ظل الاستهداف الإسرائيلي للمنظومة الصحية في قطاع غزة، سمحت مصر بسفر هؤلاء الجرحى والمرضى في مقابل سماح وزارة الداخلية، التابعة لحكومة غزة، لأصحاب الجنسيات الأجنبية وحاملي الإقامات غير الفلسطينية بالمغادرة عبر المعبر، ثم توقف وصول أهالي غزة منذ إغلاق معبر رفح في السابع من مايو/أيار 2024.