الجفاف يهدد مياه الشرب بعد تدمير المحاصيل في ديالى العراقية

الجفاف يهدد مياه الشرب بعد تدمير المحاصيل في ديالى العراقية

17 ابريل 2022
نهر ديالى بلا مياه (تويتر)
+ الخط -

تجاوزت أزمة الجفاف في محافظة ديالى شمال شرقي العراق، حدود الأراضي الزراعية بعد أن أهلكت آلاف الهكتارات، وأتلفت المحاصيل، لتصل إلى مياه الشرب، إذ تعطّلت كثير من محطات تحلية المياه بسبب عدم وجود مياه في الأنهار، ما اضطر الأهالي إلى حفر الآبار.
وتعد محافظة ديالى الحدودية مع إيران، الأكثر تضررا من بين المحافظات العراقية، بسبب قطع إيران روافد نهر دجلة، ما تسبب بانخفاض مناسيب المياه في نهر ديالى بنحو 90 في المائة، ما دفع وزارة الزراعة إلى استثنائها من الخطة الزراعية بشكل كامل.
وقال مسؤول في محافظة ديالى، إن "مشكلة المياه تفاقمت خلال الأيام الأخيرة بعد تراجع مستوى المياه في حمرين، وفي نهر ديالى، ما تسبب بتعطل أغلب محطات التحلية للحصول على مياه الشرب". مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "جفاف نهر خريسان، وهو أحد فروع نهر ديالى، دفع المحافظة إلى تزويده بالمياه من نهر الخالص خلال العام الماضي، كحل بديل".
وأكد المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "اتساع دائرة الجفاف، وشح المياه في نهر الخالص، تسببا بانقطاع المياه عن نهر خريسان مجددا، وأغلب محطات التحلية التي تعمل على النهر تعطلت لعدم وجود مياه. الوضع خطير، وعشرات المناطق مهددة بالهجرة الجماعية لعدم توفر مياه الشرب، والجهات المسؤولة تتجاهل الملف، ولا توجد تحركات مع إيران لحلحلة الأزمة، وزيادة إطلاقات نهر ديالى".

وأتى الجفاف على أغلب مناطق المحافظة، وفقدت عشرات المناطق السكنية والقرى مياه الشرب خلال الفترة الأخيرة.
وأكد مدير دائرة البيئة في محافظة ديالى، عبد الله هادي الشمري، أن "نهر ديالى الذي يعد شريان المياه الرئيسي، تحول إلى ما يشبه قناة تصريف بسب تلوث المياه، وارتفاع نسبة الملوحة التي تجعلها غير صالحة للاستهلاك البشري"، وأضاف أن "الحل يكمن في زيادة إطلاقات النهر، وهو أمر صعب بسبب الجفاف.

وخلال الفترة الأخيرة، لجأ أغلب أهالي المحافظة إلى حفر آبار صغيرة في منازلهم، بغية الحصول على المياه، إلا أن مياه الآبار ليست صالحة للاستهلاك البشري.
وقال رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ديالى، رعد التميمي، لوسائل إعلام محلية، إن "الأهالي لجأوا مضطرين إلى حفر الآبار بشكل غير مسبوق رغم ارتفاع سعر البئر الواحدة إلى 600 ألف دينار (نحو 400 دولار)، لمواجهة الصيف الذي سيكون الأقسى في تاريخ المحافظة"، مضيفا أن "مياه الآبار لها أضرار صحية وبيئية متعددة، كما أنها لا تعالج موضوع الجفاف".

المساهمون