الجفاف يهدد مليارَي شخص مع تراجع الغطاء الثلجي في جبال هملايا إلى أدنى مستوياته

21 ابريل 2025
الغطاء الثلجي لجبال هندوكوش هملايا في أفغانستان، 28 ديسمبر 2021 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تراجع الغطاء الثلجي في جبال هندوكوش هملايا إلى أدنى مستوياته منذ 23 عاماً، مما يهدد موارد المياه لنحو ملياري شخص ويؤثر على تدفق الأنهار والزراعة والطاقة الكهرومائية في المنطقة.

- المركز الدولي للتنمية المتكاملة للمناطق الجبلية يحذر من مخاطر الجفاف ويدعو الدول المعتمدة على الأحواض المائية إلى تطوير استراتيجيات لإدارة المياه وتحسين القدرة على توقع الجفاف.

- انبعاثات الكربون تساهم في تغيرات مناخية لا رجعة فيها، مما يزيد من التحديات التي تواجهها الدول الفقيرة في آسيا، وهي الأكثر تضرراً من الكوارث المناخية.

تراجع الغطاء الثلجي الدائم في سلسلة جبال هندوكوش هملايا الممتدّة من أفغانستان إلى ميانمار إلى أدنى مستوياته منذ 23 عاماً، الأمر الذي يهدّد موارد المياه التي يستفيد منها نحو ملياري شخص، بحسب ما حذّر المركز الدولي للتنمية المتكاملة للمناطق الجبلية. وأوضح المعدّ الرئيسي لتقرير المركز شير محمد لوكالة فرانس برس أنّ "كمية المتساقطات كانت أقلّ (من المعتاد)، في حين أنّ موسم الثلوج الذي يبدأ عادة في أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني بدأ في أواخر يناير/ كانون الثاني".

وسبق أن أُصدِرَت تحذيرات في عددٍ من دول المنطقة من إمكانية حصول جفاف، الأمر الذي من شأنه أن يُهدّد المحاصيل الزراعية المقبلة، وينعكس سلباً على التغذية بالمياه للسكان الذين يواجهون أساساً موجات حرّ أطول وأشدّ وأكثر تواتراً. كذلك من شأن ذلك أن يؤثّر على الطاقة الكهرومائية التي تُنتجها الأنهر.

واستعرض المركز الدولي للتنمية المتكاملة للمناطق الجبلية، الذي يتّخذ من العاصمة النيبالية كاتماندو مقراً له ويضمّ باحثين من مختلف أنحاء المنطقة، في تقريره الأخير، قائمةً من المخاطر المحتملة، من بينها "تناقُص تدفّقات الأنهر، وازدياد الاعتماد على المياه الجوفية، وارتفاع خطر الجفاف". وحضّ المركز الدول المعتمدة على الأحواض الاثني عشر التي تغذّي أنهر المنطقة على "إعداد استراتيجيات مناسبة لإدارة المياه" و"تحسين القدرة على توقّع الجفاف". ودقّ المركز ناقوس الخطر، خصوصاً في ما يتعلّق بحوضَي نهرَي ميكونغ وسالوين، وهما الأطول في جنوب شرق آسيا ويغذّيان بالمياه الصين وميانمار خصوصاً.

ورأى رئيس المركز الدولي للتنمية المتكاملة للمناطق الجبلية بيما غيامتشو أنّ ثمّة حاجةً إلى "خطوات سياسية استباقية من أجل توفير القدرة على الاستمرار على المدى الطويل". وأكّد أن "انبعاثات الكربون تسبّبت منذ الآن في عملية لا رجعة فيها من الظواهر الثلجية المتكرّرة غير الطبيعية في سلسلة جبال هندوكوش-هملايا". لكنّ البلدان المهدّدة، التي يُعَدّ عدد كبير منها من بين الأكثر عرضة لتأثيرات تغيّر المناخي ومن بين الأكثر فقراً كذلك، تعاني من نقص في البنى التحتية والتقنيات الحديثة للريّ والتغذية بالمياه.

في سياق متصل، أشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أنّ آسيا هي المنطقة الأكثر تضرّراً من الكوارث المرتبطة بالمناخ في العالم. ولاحظت كذلك ارتفاعاً متسارعاً في المؤشرات الرئيسية لتغيّر المناخ، مثل درجات الحرارة وذوبان الأنهر الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر.

(فرانس برس)

المساهمون