الجزائر: هدر غذائي خلال رمضان رغم التوعية

الجزائر: هدر غذائي خلال رمضان رغم التوعية

20 ابريل 2022
يشتري بعض الجزائريين كميات من الخبز تفوق حاجتهم (العربي الجديد)
+ الخط -

أطلقت هيئة حكومية دراسة ميدانية لتحديد معدّلات التبذير الغذائي لدى الأسر الجزائرية، بعد تفاقم تبذير الخبز والأغذية ورميها في القمامة وخصوصاً خلال شهر رمضان، على الرغم من شكاوى الجزائريين من غلاء الأسعار والأزمات المعيشية والاجتماعية.

ونشر ناشطون قبل أيام صوراً وفيديوهات تظهر كميات من الخبز رميت في القمامة علماً أنها ما زالت صالحة للأكل، وسط استنكار كبير لاستمرار هذه المظاهر خلال شهر رمضان، وذلك على الرغم من  الأوضاع المعيشية الصعبة والنداءات المستمرة من قبل السلطات وجمعيات المستهلك والحملات التوعوية ودفع المواطنين إلى اقتناء ما يكفيهم من الخبز والأطعمة بدلاً من رميها لاحقاً في القمامة.  

وأعلنت الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات عن إطلاق دراسة وطنية شاملة لمدة عام، بهدف تحديد المؤشرات الكمية الكفيلة بتحديد حجم ظاهرة التبذير الغذائي في الجزائر على مستوى الأسر والمؤسسات الاقتصادية، والتي من شأنها أن تساعد في إعداد خطة دقيقة لمكافحة هذه الظاهرة، وتحديد العمليات التي يمكن الشروع فيها لتفادي الهدر الغذائي، ووضع برامج لجمع بقايا الغذاء غير المستعمل بالتعاون مع المجتمع المدني وتوجيهه لإعادة استغلاله.

وطرحت الوكالة بيانات تكشف مستويات مقلقة تتعلق بالتبذير الغذائي، وكشفت أن نسبة الخبز التي يتم تبذيرها خلال 2021 من قبل المستهلكين هي 14 غراماً للفرد الواحد يومياً، أي ما يعادل 914 مليون قطعة خبز في السنة، وهو مؤشر "مقلق"، وذكرت أن 19 في المائة من الأغذية الموجهة للأسر الجزائرية عام 2019 هدرت، وسجلت نسبة أكبر على مستوى المطاعم والفنادق والوحدات الصناعية الكبرى.

الصورة
تبذير في الجزائر (العربي الجديد)
كميات كبيرة من الخبز ترمى في القمامة (العربي الجديد)

ويقول المهندس محمد بلحاج إن فرق جمع القمامة تجد يومياً كميات كبيرة من الخبز مرمية في نقاط تجميع القمامة، يضيف: "هذه ظاهرة مشينة. نجد يومياً كميات من الخبز، بعضها في أكياس وصالحة للأكل. نعجز أحياناً عن إيجاد تفسيرات لهذه الظاهرة، لسببين: الأول أن تعاليم الإسلام تمنعنا من التبذير، والثاني أن معظم الناس ينتقدون التبذير، لكنهم يرمون الطعام". 

ويرى عدد من العاملين في الأفران أن استقرار سعر الخبز في الجزائر يعد سبباً رئيسياً في استمرار تبذير الخبز، إذ يستغل مواطنون دعم السلطات لسعر الخبز فيشترون كميات تفوق حاجتهم قبل رمي الفائض منه. وفي شهر فبراير/ شباط الماضي، أعلن الرئيس عبد المجيد تبون عن تقليص الضرائب على الخبازين، واقتصار الضريبة على الربح بدءاً من شهر مارس/ آذار الماضي لضمان استقرار أسعار الخبز.

من جهته، يؤكد رئيس الاتحادية الوطنية للخبازين يوسف قلفاط، لـ"العربي الجديد"، أن الاتحادية "ما زالت تأمل في رفع سعر قطعة الخبز إلى 15 ديناراً، بزيادة تعادل 50 في المائة عن السعر المطبق حالياً"، ويرى أن هذا السعر يضمن هامش ربح معتبراً للخباز، وخصوصاً مع ارتفاع أسعار المواد الأخرى التي تدخل في صناعة الخبز، كالخميرة وغيرها، وهي غير مدعومة، لكنه سيساهم في الحد من ظاهرة التبذير الكبير للخبز في الجزائر.

يتابع أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن تبذير الخبز بلغ ثمانية ملايين قطعة خبز في اليوم. وعشية شهر رمضان، كانت جمعية حماية المستهلك قد أطلقت حملة إعلامية لحث المواطنين على ترشيد السلوك الاستهلاكي وعدم رمي الخبز والاكتفاء بشراء كميات كافية منه. يشار إلى أن تبون دعا عشية رمضان الجزائريين إلى تلافي التبذير.

المساهمون