استمع إلى الملخص
- التنسيق والدعم الحكومي: الحملة مدعومة من وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، مع اختيار الشتلات المناسبة لكل منطقة لضمان نجاح المبادرة وتحقيق الهدف الطموح.
- خطط طويلة الأمد لحماية البيئة: الجزائر تسعى لزيادة الغطاء الغابي إلى 4.7 ملايين هكتار بحلول 2035، مع إعادة بناء السد الأخضر وتشديد العقوبات على المتورطين في إشعال الحرائق.
تستعد الجزائر، وفق ما أعلنته الحكومة أمس، لتنظيم مبادرة بيئية لغرس مليون شجرة في يوم واحد، وذلك بالتنسيق مع الجمعيات والهيئات المدنية الناشطة في مجال البيئة. وتستهدف الحملة، التي تشمل مختلف ولايات البلاد، تعزيز الغطاء الغابي والنباتي وتعويض الخسائر التي خلفتها الحرائق التي شهدتها مناطق عدة خلال صيف العام الماضي، ولا سيما في شرق الجزائر ووسطها.
وتقود الحملة جمعية "الجزائر الخضراء"، وهي من الجمعيات الرائدة في المجال البيئي بالبلاد، إذ تنفذ منذ فترة مشروعاً واسعاً للتشجير يشمل مختلف الولايات. وتهدف الجمعية من خلال هذه المبادرة إلى تعزيز الثقافة البيئية، وتشجيع انخراط المواطنين في الأنشطة الخضراء، عبر زراعة الأشجار والعناية بالغابات وحمايتها. يقول رئيس الجمعية فؤاد معلى في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنهم يستعدون لتنظيم حملة غير مسبوقة في 25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، هي الأولى من نوعها في الجزائر، موضحاً: "سنزرع مليون شجرة في يوم واحد، إنه تحدٍّ كبير بالنسبة إلينا، وقد نسقنا مع وزارة الفلاحة التي تدعمنا وتشاركنا بقوة في هذا المشروع".
ويضيف معلى: "نسعى لتحقيق رقم مليون شجرة في يوم واحد، ولدينا تنسيق واسع مع مختلف الفاعلين والمتدخلين في المجال البيئي، كذلك تشارك جميع مديريات الغابات في الولايات في هذه المبادرة، إلى جانب عدد كبير من المشاتل. وقد اخترنا الشتلات المناسبة لكل منطقة وفقاً لخصوصياتها البيئية وحاجاتها الطبيعية". ويتابع: "قد يعتقد البعض أن مليون شجرة رقم كبير، لكن بحساب بسيط نجد أن عدد البلديات في الجزائر 1541 بلدية، وإذا غُرسَت 600 شجرة فقط في كل بلدية، فإننا سنصل إلى مليون شجرة بسهولة".
وأعلن وزير الفلاحة والتنمية الريفية ياسين وليد، أمس الاثنين، خلال لقائه مع مديري الغابات في الولايات، وفعاليات مدنية نشيطة في المجال البيئي، أنه سينظم في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، حملة لغرس مليون شجرة عبر الولايات. ودعا كل الجزائريين إلى المشاركة في هذه العملية التي تعد تحدّياً غير مسبوق في هذا المجال، مشيراً إلى أن الغاية تتعلق باستعادة اخضرار كل المناطق في البلاد.
وتركز السلطات الجزائرية في الفترة الأخيرة على دعم خطط حماية البيئة وإعادة استنبات الغابات والمناطق الجرداء، وتشجيع الجمعيات والنشطاء العاملين في مجال حماية البيئة، ورفع مستوى الوعي البيئي لدى الجزائريين، وزيادة اهتمامهم بالجانب الجمالي والبيئي للطرقات والساحات والأحياء لتحقيق التوازن البيئي، خصوصاً بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها البلاد بسبب الحرائق منذ صيف عام 2021، حيث تجاوزت الخسائر أكثر من 400 ألف من الغابات والغطاء النباتي، خصوصاً شرقي البلاد.
وتطمح الجزائر إلى زيادة الغطاء الغابي إلى 4.7 ملايين هكتار بحلول عام 2035. إذ عمدت منذ إبريل/نيسان 2024، إلى وضع خطة لإعادة بناء السد الأخضر وترميمه، وهو جدار بيئي من الأشجار والمحيطات البيئية الموجهة لمنع زحف رمال الصحراء نحو الشمال وتثبيتها وزيادة استصلاح الأراضي وتكثيف الغطاء النباتي في المناطق الصحراوية والسهوب الفاصلة بين الصحراء جنوبي البلاد والشمال، كانت قد أطلقته في السبعينيات، ويشمل مساحة 4.7 ملايين هكتار، ويمتد على مستوى 13 ولاية، يبلغ عدد سكانها الإجمالي سبعة ملايين نسمة، وتشمل خطة المشروع، التشجير وتعبئة مصادر المياه، وفتح مسارات وطرق جديدة، بالإضافة إلى الجوانب المتعلقة بالأنشطة الاقتصادية التي يشارك فيها السكان.
وكانت حكومة الجزائر قد أقرت تعديلاً على التشريعات تضمن تسليط عقوبات من شهرين إلى ستة أشهر وغرامات مالية تصل إلى 100 ألف دينار (400 دولار أميركي)، على كل من يشعل النار داخل الأملاك الغابية أو في محيطها، بغرض الطهو أو لأي سبب آخر، وإدانة المتورطين في إشعال الحرائق، بعقوبات من 3 سنوات، وقد تصل في بعض الحالات إلى السجن المؤبد، خصوصاً في حال ارتكاب الحرائق العمدية بالمحميات الطبيعية.