الجزائر: ملصقات الانتخابات العالقة "لا تحترم" الجدران

الجزائر: ملصقات الانتخابات العالقة "لا تحترم" الجدران

11 ديسمبر 2021
بقايا الملصقات الانتخابية ظاهرة مشينة (العربي الجديد)
+ الخط -

بعد كل استحقاق انتخابي في الجزائر، تبقى عشرات الملصقات الانتخابية وصور المرشحين على جدران المدن والبلدات، وتتحوّل إلى مصادر لتشويه الجدران والشوارع، في ظاهرة لم تستطع الهيئات الانتخابية أن تنهيها رغم أنها محصّنة بقانون لنزعها يلحظ أيضاً فرض عقوبات على المخالفين.
وغداة إنجاز عملية التصويت في انتخابات مجالس البلديات والولايات التي أجريت في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، نزع المرشح نبيل بلكاتب الذي فاز بعضوية مجلس ولاية تيبازة، في مبادرة لائقة، ملصقات حملته عن جدران بلدة أحمر العين، ونظف الأماكن التي وضعت فيها. واعتبر في حديث لـ"العربي الجديد" أن الخطوة التي شملت كل أماكن وجود الملصقات داخل البلدة، أو في القرى التي قصدها ضمن حملته الانتخابية، تعبّر عن احترامه بلدته ومواطنيها. وقال: "سنواصل مهمة نزع الملصقات وطلاء الجدران بالكامل. وقد دعوت جميع المرشحين لفعل ذلك، لكن الاستجابة كانت قليلة، لكنني مقتنع بالكامل بأن من ينتخبه الشعب يجب أن يحترم المواطنين وأولئك الذين منحوه أصواتهم، ويعطي صورة حسنة عنه، خصوصاً أن الملصقات العشوائية شوّهت بعض الجدران".

في المقابل، لا تزال ملصقات الحملات الانتخابية تشوّه معالم جدران شارع بلكور أو محمد بلوزداد وسط العاصمة الجزائرية، وغالبيتها مثبتة عشوائياً من دون التقيّد بالأماكن المخصصة لها، وبلا مراعاة خصوصية الأماكن التي علّقت فيها. وضرب هذا الأمر عرض الحائط أيضاً النداءات التي وجهتها جمعيات الحفاظ على البيئة من أجل نزعها وتنظيف الجدران وواجهات بعض المؤسسات والأماكن العمومية التي وضعت عليها. ويذكر عضو جمعية حماية العمران في حي باب الوادي بالعاصمة الجزائرية توفيق زراري لـ"العربي الجديد" أن "الجمعية دعت إلى القيام بحملة لإزالة الملصقات وتنظيف مواضعها، لكن بعضها لا يزال في مكانه، في وقت يفترض أن تنزعها الأحزاب التي وضعتها، والمرشحون أنفسهم".

اللصق العشوائي المضرّ
من هنا، يُحمّل مواطنون كُثر الأحزاب السياسية مسؤولية هذه الظاهرة المسيئة للمظهر العام، ويعتبرون أنها "توضح عدم اهتمامها بقضايا البيئة وجمال المدن والبلدات، ففوضى تعليق الملصقات لا توحي بذلك". ويقول محمد بن عودية الذي يقيم في بلدة المدنية لـ"العربي الجديد": "تكلف الأحزاب والمرشحين شباناً ومراهقين نشر الملصقات مقابل المال، لذا يلصقها هؤلاء عشوائياً في كل مكان وعلى جدران المدارس والأعمدة وحتى شارات السير والمرور، كي يتخلصوا من الكميات التي منحت لهم في أقل وقت، وينتقلون للحصول على مزيد من المال. وبعد العملية الانتخابية، يفترض أن تتحمل الأحزاب السياسية والقوائم المستقلة مسؤوليتها في معالجة هذه الظاهرة المشينة، التي تدل أولاً على عدم احترامها القانون، وعدم اهتمامها بالبيئة ونظافة المدن والبلديات، ثانياً".

الصورة
تشويه للبيئة ونظافة المدن والبلديات (العربي الجديد)
تشويه للبيئة ونظافة المدن والبلديات (العربي الجديد)

على شارات المرور
ورغم أن القانون الانتخابي يحدد في الفصل الخاص بالحملات أماكن وشروط عرض الملصقات، لا تحترم غالبية الأحزاب والقوائم المرشحة هذه التدابير، وتضع الملصقات عشوائياً. ويقول العضو السابق في الهيئة الانتخابية لولاية بومرداس، شرقي الجزائر، عبد الله نادور لـ"العربي الجديد": "تحدد الهيئة قرارات أماكن نشر الملصقات، لكن الأحزاب لا تتقيّد بها. وعندما تلاحظ الهيئة وجود لصق عشوائي في الحملات الانتخابية، توجه إخطارات الى أصحاب القائمة المعنية بالتجاوز والتعليق في أماكن غير مخصصة لها. وفي حال عدم نزع الملصقات، تفرض الهيئة غرامات مالية أو توجه قضايا المخالفات المرتكبة إلى العدالة. وقد سجلنا وجود ملصقات على شارات مرور، علماً أن القانون لا يفرض نزع الأحزاب والمرشحين الملصقات، في حين تتكفل مصالح البلديات نزع جزء منها وإعادة طلاء الجدران، خصوصاً في الساحات العامة القريبة من المقار الرسمية. لكن هذه العملية لا تشمل كل الأماكن لأنها مكلفة، ولا تملك كل البلديات إمكانات تنفيذها، لذا أرى أنه يجب تعديل القانون لإجبار الأحزاب على فعل ذلك".

وقد كرّست نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة نفس النتائج التي أفرزتها نتائج الانتخابات النيابية الماضية، حيث أفضت إلى تقاسم مقاعد مجالس البلديات والولايات الـ 1541 في 58 محافظة، بين سبعة أحزاب، هي "جبهة التحرير الوطني"، و"التجمع الوطني الديمقراطي"، و"حركة مجتمع السلم"، و"حركة البناء الوطني"، و"جبهة المستقبل"، و"صوت الشعب"، إضافة إلى "جبهة القوى الاشتراكية"، كتلة المستقلين.

المساهمون