استمع إلى الملخص
- جهود إعادة الإعمار: تتعاون الجمعيات الجزائرية مع منظمات دولية لإعادة بناء البنية التحتية المتضررة في غزة، مثل المدارس والمستشفيات، وتسعى جمعية "الأيادي البيضاء" لبناء حي سكني كامل بتمويل جزائري.
- التزام جزائري بالقضية الفلسطينية: تعكس الجهود التضامنية موقف الجزائر الداعم لفلسطين، حيث يخصص الهلال الأحمر الجزائري أكثر من 300 طن من المساعدات، وتفكر الجمعيات في إطلاق سفينة إغاثة إلى غزة.
أطلقت جمعيات أهلية وإغاثية في الجزائر حملة لجمع ونقل المواد العينية والمالية لصالح سكان قطاع غزة، إذ يُتوقع أن تطلق جسراً جوياً لنقل مئات الأطنان من المساعدات باتجاه غزة، فيما تواصل جمعيات جزائرية تنشط داخل القطاع في تنفيذ مشاريع إغاثية ميدانية.
وقال المتحدث باسم جمعية الإرشاد والإصلاح (أقدم المنظمات الإغاثية في البلاد) محمد قاضي، لـ"العربي الجديد"، إنّ الجمعية أعلنت عن حملة جديدة لجمع التبرعات والمساعدات العينية لفائدة الأشقاء في غزة، ستُنقل من خلال الهلال الأحمر الجزائري والجيش الشعبي الوطني من مطار العريش إلى معبر رفح، مشيراً إلى أن وفداً من الجمعية سينتقل يوم الأحد المقبل إلى مصر، للإشراف على نقل المساعدات من المعبر". وذكر قاضي أن الجمعية كانت، "بمساعدة الكثيرين، قد تمكنت خلال فترة الحرب من شراء ثلاث شاحنات ووضعها ضمن هذا البرنامج، وهو ما سيساعد ويسهل عملية النقل من الجزائر وإدخال المساعدات حسب البرنامج المسطر، إذ سيبدأ تسيير القوافل باتجاه معبر رفح في27 يناير/كانون الثاني الجاري".
ولفت قاضي إلى أن المشاريع الإغاثية للجمعية داخل القطاع ظلت مستمرة منذ الحرب، إذ نواصل توزيع وجبات ساخنة وخيام وأغطية وأفرشة، مشيراً إلى أن الأمر يتطلب تضافر جهود كبيرة، وقد بدأنا التنسيق مع جمعيات في غزة، بالنظر إلى حجم الخسائر في البنى التحتية التي تحتاج إلى إرادة كبرى حتى تعود غزة كما كانت، بالإضافة إلى التنسيق مع بعض البلديات في القطاع لفتح الطرقات والمسالك لرفع الركام وتسهيل مرور الشاحنات والسيارات"، مضيفاً أن الجمعية تركز أيضاً على استصلاح الآبار لأنها مصدر حيوي للمياه والعيش، خاصة أن العدو الإسرائيلي استهدف طيلة الحرب على غزة مصادر المياه الصالحة للشرب".
وأضاف: "بدأنا التنسيق مع جمعية طريق الحياة، ومع الهيئة العربية الدولية لإعادة الإعمار في غزة، إذ لدينا لقاء مع قيادتها نهاية الشهر، ولدينا استعداد كامل للانخراط في أي مبادرة باسم الجزائر". ودعا قاضي الحكومة الجزائرية إلى تبنّي "مشروع إعادة بناء المدارس والمستشفيات والمساجد، وهي الخطوة التي تمكننا من الوجود في غزة باسم الجزائر والانخراط المباشر، لأنه في صالح فلسطين، ونعتقد أن الإرادة السياسية ستسير في هذا المقترح".
في وقت سابق، أعلنت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري ابتسام حملاوي عن تخصص أزيد من 300 طن من مختلف المساعدات العينية، على غرار المواد الغذائية والأفرشة واللوازم الطبية والألبسة والخيام الموجهة للفلسطينيين في قطاع غزة، ضمن الحملة التضامنية الوطنية لفائدة قطاع غزة التي أطلقها الهلال الأحمر الجزائري عبر الوطن لاستقبال المساعدات العينية فقط. وأوضحت حملاوي أنه من المتوقع أن تنقل هذه المساعدات في حال فتح جسر جوي آمن نحو قطاع غزة لضمان وصولها إلى مستحقيها، تأكيداً لموقف الجزائر الداعم القضيةَ الفلسطينيةَ، وتعبيراً عن تضامنه مع سكان غزة الذين يعانون من تداعيات العدوان الصهيوني.
من جهتها، أطلقت جمعية "الأيادي البيضاء" الخيرية حملة "كالبينان المرصوص" لجمع التبرعات من الشعب الجزائري بهدف بناء حي سكني كامل بتمويل الجزائر، وقال رئيس الجمعية يوسف عجيسة لـ"العربي الجديد": "كنا قد قمنا عشية الإعلان عن وقف إطلاق النار باقتناء الخيم وتوفير طرود غذائية جرى إدخالها عبر معبر كرم أبو سالم، كما جرت مساعدة بعض أسر الجرحى، وبدأنا الآن في إحصاء الأيتام والأرامل وأسر الشهداء بهدف وضع خطة للتكفل بهم، وستكون هناك اتفاقية مع هيئات رسمية في الجزائر لتنفيذ برنامج الكفالة، مضيفاً أن الجمعية تقوم في الوقت الحالي بإنجاز برنامج "دفء الشتاء"، موضحاً أن "الأيادي البيضاء" وفي إطار هيئة الإغاثة الجزائرية التي تضم عدداً من الفعاليات الجزائرية تفكر في إطلاق وتسيير سفينة إغاثة إلى غزة في شهر إبريل/نيسان أو مايو/أيار القادم.
وتعد جمعية "البركة" الأكثر حضوراً بشكل لافت في قطاع غزة، إذ تواصل جهدها الإغاثي المستمر طيلة فترة الحرب، وكانت قد نجحت في إعادة ترميم مستشفى العيون في غزة قبل أيام، وتقوم في الوقت الحالي بتوزيع وجبات وخيم وأغطية ومياه على النازحين في المخيمات، في إطار برنامج "بشرى للصابرين" الذي يموله متبرعون ومحسنون في الجزائر، فيما أطلقت الجمعية مشروع "الوعد المفعول" الموجه لإعادة الإعمار ومحو آثار الدمار وتخفيف الألم عن الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتعتزم الجمعية في السياق تنفيذ حزمة من المشاريع تخص ترميم مستشفى النجار ومستشفى الإمارات، وكذا ترميم المدرسة الجزائرية البشير الإبراهيمي في غزة، وترميم عشرة آلاف منزل وتجهيز مخابز وإسناد عشرة آلاف جريح بفضل تمويلات جزائرية.