الجزائر تعزز تدريس الإنكليزية باتجاه التخلي التام عن اللغة الفرنسية

03 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 19:39 (توقيت القدس)
طلاب في جامعة الجزائر بالعاصمة، 15 ديسمبر 2020 (مصعب الرويبي/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الجزائر تتجه نحو تعزيز التعليم باللغة الإنجليزية في الجامعات، حيث أصدرت وزارة التعليم العالي تعليمات لتعميم تدريسها بدءًا من العام المقبل، مع التركيز على كليات الطب.
- تم تبني خطة لتطوير مستوى 58 ألف أستاذ في اللغة الإنجليزية، عبر التسجيل في برامج متخصصة ومنصات التعليم عن بعد، لدعم التواصل مع الجامعات العالمية.
- تعزيز تدريس الإنجليزية يهدف لجذب الطلاب الدوليين، حيث توفر الجزائر منحًا دراسية للطلاب الأفارقة، مما يعزز التعاون الأكاديمي الدولي.

خطت الجزائر خطوة أخرى باتجاه التخلي التام عن اللغة الفرنسية في التعليم، لصالح تركيز وتعزيز التعليم باللغة الإنكليزية، بعدما وجّهت وزارة التعليم العالي تعليمات إلى الجامعات، تقضي باتخاذ الترتيبات اللازمة لتعميم التعليم بها بداية من العام القادم. وحثّت وزارة التعليم العالي عمداء الجامعات والمراكز الجامعية، في تعليمة وجهتها الأربعاء، على الانخراط في الديناميكية المتعلقة بتدريس اللغة الإنكليزية، ووضع خطة تقضي بتدعيمها، والاستمرار في تكوين الأساتذة للتدريس بها. وطلبت إفادتها بنسخة من هذه الخطة قبل 17 إبريل/نيسان الجاري، خصوصاً بالنسبة إلى كليات الطب حيث ستصبح كل المقررات العلمية في التكوين للسنة الأولى في العلوم الطبية التي تشمل الطب وطب الأسنان والصيدلة، باللغة الإنكليزية، بداية من الموسم الجامعي المقبل.

وقبل ذلك كانت وزارة التعليم العالي قد كلّفت الجامعات منذ عامين، تعزيز تكوين ورفع مستوى الأساتذة في مجال اللغة الإنكليزية، وفي نهاية عام 2022، تبنت الوزارة خطة لتكوين ورفع مستوى 58 ألف أستاذ في اللغة الإنكليزية، سواء عبر إتاحة الفرصة للتسجيل في ليسانس اللغة الإنكليزية في المعاهد المتخصصة، أو التسجيل في مراكز التعليم المكثف للغات، أو عبر منصة التعليم عن بعد، خصوصاً مع تحضير الحكومة لدخول الجامعات الجزائرية مرحلة الجيل الرابع، وهو ما يفرض إدراج الإنكليزية في التكوين ورفع مستوى الأساتذة والطلبة في هذه اللغة، لتسهيل التواصل مع الجامعات ومراكز الأبحاث في الدول التي أبرمت معها الجزائر اتفاقيات تعاون في مجال التكوين والبحث العلمي.

ويفتح تطوير التدريس باللغة الإنكليزية في الجامعات الجزائرية، لكونها اللغة المشتركة دولياً في التكوين، الباب واسعاً أمام استقطاب الطلبة الدوليين القادمين من الدول الصديقة، وفتح المجال للطلبة الأجانب للتسجيل في الجامعات الجزائرية، خارج الحصص المقررة للبعثات الحكومية، إذ كان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد أعلن خلال المؤتمر القاري حول التعليم والشباب عقد في العاصمة الموريتانية نواكشوط شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أن عدد الطلبة الأفارقة المسجلين حالياً في جامعاتنا بلغ ما يقارب ستة آلاف طالب، حيث تُخصص الجزائر 2000 منحة دراسية سنوية في التعليم العالي، و500 منحة دراسية في التكوين المهني للطلبة من الدول الأفريقية، في سياق دعم الجزائر للدول الأفريقية لتكوين إطاراتها.

وفي يوليو/تموز 2019، أعلنت وزارة الجامعات الجزائرية نتائج استبيان متخصص أجرته على الإنترنت تضمن موافقة 94.4 في المائة على مقترح اعتماد اللغة الإنكليزية في الجامعات، فيما صوت 6.5 في المائة بالرفض. ويسود في الجزائر بالسنوات الأخيرة، توجه سياسي وشعبي وطلابي يدعم مسعى تعزيز استخدام اللغة الإنكليزية في الوسط الجامعي، بدلاً من اللغة الفرنسية التي كانت تستخدم في التعليم والتعليم العالي إلى جانب اللغة العربية، ويرتبط هذا المسعى الجديد في الجزائر باعتبارات سياسية وتاريخية، إذ تطالب النخب الأكاديمية والسياسية بفك الارتباط باللغة الفرنسية وتطوير التعليم والانخراط في العولمة التي تسود فيها اللغة الإنكليزية.

ويتأسس قرار وزارة التعليم العالي على خطة سابقة تبنتها الحكومة الجزائرية عبر إصلاح نظام التعليم الابتدائي وتوسيع تدريس اللغة الإنكليزية وتثبيتها رسمياً في المقرر المدرسي بداية من الصف الثالث الابتدائي، بعدما كان تدريسها يتأخر إلى غاية الصف الثامن في المتوسط.

المساهمون