استمع إلى الملخص
- يشمل النظام الجديد محاكم جنوبي الجزائر في مرحلته التجريبية، مع خطط لتوسيع نطاقه ليشمل جميع الجهات القضائية، مما يعزز الروابط العائلية ويدعم إعادة الإدماج الاجتماعي للسجناء.
- يأتي هذا الإجراء ضمن برنامج إصلاح السجون في الجزائر، الذي يهدف إلى أنسنة المؤسسات العقابية وتقديم برامج تعليمية وثقافية للنزلاء.
بدأت السلطات الجزائرية تطبيق نظام اتصال وتواصل مرئي عن بعد يسمح للسجناء الذين في مناطق بعيدة عن مناطق سكن عائلاتهم، التواصل المرئي عن بعد مع عائلاتهم والاطمئنان عليهم بشكل يخفف من عناء التنقل والزيارات.
وأعلنت وزارة العدل الجزائرية، السبت، عن بدء تطبيق نظام جديد لزيارة المحبوسين، يعتمد على تقنية المحادثة المرئية عن بُعد، يسمح للمحبوسين بالاتصال بأقاربهم ومحادثتهم بالصورة والصوت، بمناسبة عيد الفطر المبارك الأسبوع المقبل.
وقررت وزارة العدل بدء تنفيذ هذا الإجراء تدريجياً، بحيث يشمل في المرحلة التجريبية الأول، محاكم جنوبي الجزائر، قبل أن يشمل مستقبلاً كل الجهات القضائية، ودعت وزارة العدل العائلات المقيمة في ولايات الجنوب (الصحراء) الذين لديهم أفراد من عائلاتهم مساجين، والراغبين في الاستفادة من هذا التدبير، الاتصال بالجهات القضائية لبدء ترتيبات الاستفادة من اتصال مرئي مع المساجين عن بعد.
ولم توضح وزارة العدل بعد الكيفيات التقنية التي ستمكن من تنفيذ الاتصال بين العائلات وأبنائهم المساجين، وما اذا كان هذا الاتصال سيتم من داخل المحاكم أو السماح للعائلة بالاتصال مباشرة من البيت في توقيت محدد مع النزيل في السجن، على أي حساب للتواصل الاجتماعي.
واعتبرت العدل الجزائرية أن هذا "الإجراء يدخل في إطار دعم تدابير إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين، والحفاظ على الروابط العائلية بينهم وذويهم، الذين يجدون صعوبات في التنقل إلى المؤسسات العقابية البعيدة عنهم، سواء بسبب الظروف الصحية، أو التقدم في السن لبعض الأولياء، أو بسبب مشاق السفر وبُعد المسافات ".
وكان نواب في البرلمان الجزائري قد طالبوا في جلسة استجواب قبل فترة، وزير العدل لطفي بوجمعة بإيجاد آليات تسهم في تقريب المسجونين من مناطق الجنوب لكي يتمكن ذويهم من زيارتهم أو الاطمئنان عليهم، إذ تعاني بعض العائلات الجزائرية خاصة في مناطق الجنوب والصحراء التي تتباعد فيها المسافة بين البلدات والمدن، بسبب مصاعب المسافات وعناء التنقل إلى السجون لزيارة أبنائها الذين يقضون فترات عقابية في هذه السجون، وهو ما دفع السلطات إلى التفكير في هذه الآلية الاتصالية.
وتنفذ الحكومة الجزائرية منذ سنوات برنامج إصلاح وتطوير للسجون، تضمّن أنسنة المؤسسات العقابية وإدخال برامج التكوين والتعليم وإقامة الأنشطة الثقافية والتوعية لصالح نزلاء المؤسسات العقابية، بهدف تأهيلهم لمرحلة إعادة الادماج بعد انتهاء فترة عقوبتهم وعودتهم إلى الحياة الطبيعية، وخفض نسبة العودة إلى الجريمة.
وقال الناشط المهتم بقضايا الجريمة حميد خليفة "في الغالب هناك معاناة مزدوجة، بالنسبة للسجين ولعائلته التي تتحمل مشاق زيارته، خاصة في حال كان السجن بعيداً عن مكان سكن العائلة، وأعتقد أن هذه الخطوة إنسانية بامتياز، وتمثّل تطوراً مهماً بالنسبة لنظام السجون في الجزائر يعزز برنامج الأنسنة، وهو يحل مشكلة كبيرة كانت تعانيها العائلات في مثل هذه المناسبات".