الجزائر تستعد لموجة ثالثة لفيروس كورونا

الجزائر تستعد لموجة ثالثة لفيروس كورونا

29 ابريل 2021
ما زالت نسبة التلقيح ضعيفة في الجزائر (مصعب رويبي/ الأناضول)
+ الخط -

 

أعربت السلطات الجزائرية عن مخاوف جدية من موجة تفشٍ جديدة لفيروس كورونا، في ظل ارتفاع معدلات الإصابة في البلاد خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وأبدى وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد، خلال زيارته لعدد من المستشفيات في العاصمة الجزائرية، استياء بلاده لعدم إيفاء الدول والجهات المصنعة للقاح بالتزاماتها لتسليم شحنات اللقاح للجزائر في موعدها. وقال: "هناك تأخر في استلام شحنات جديدة من اللقاحات، بسبب عدم التزام الدول المنتجة بمواعيد التسليم المُتّفق عليها، على الرغم من أن الجزائر دفعت أموالاً في مقابل شحنات جديدة لم يتم استلامها بعد". 

وعزا بن بوزيد عدم إيفاء الدول المصنعة للقحات بالتزاماتها إلى وجود مشاكل وصلت إلى درجة عدم تحقيقها الاكتفاء الذاتي الداخلي، على خلفية الإقبال الكبير لمواطنيها على عملية التلقيح، وهذه الدول تعطي الأولوية لتلقيح مواطنيها. وكشف أن الجزائر ستتسلم كميات كبيرة من اللقاحات خلال شهر مايو/ أيار المقبل. 

وتسعى الجزائر لإنجاز مصنع لإنتاج لقاح سبوتنيك ـ في الروسي بالتعاون مع روسيا، بسرعة. وكلف الرئيس عبد المجيد تبون الحكومة "بالمضي فوراً، وبسرعة قصوى، في تنفيذ مشروع مصنع لإنتاج لقاح سبوتنيك ـ في" في منطقة قسنطينة، شرقي الجزائر، لتحقيق الاكتفاء الداخلي الذاتي من اللقاحات وتصديره في وقت لاحق إلى دول الجوار. 

وأكد عبد الرحمن أن السلطات الصحية قلقة من ارتفاع أعداد الوفيات بكورونا خلال الأيام الأخيرة، إذ سجلت الجزائر خلال الـ24 ساعة الماضية عشر وفيات بالفيروس، و236 إصابة جديدة، في مقابل تعافي 147 شخصاً.  

وعُدّت زيارة الوزير للمستشفيات خطوة استباقية تحسباً لأي تطورات للوضع الصحي، وهدفت إلى التأكد من جهوزية المستشفيات والمراكز الصحية لمواجهة موجة ثالثة من الفيروس. وقال بن بوزيد: "في المستشفيات أقسام مخصصة في حال ارتفاع أعداد الإصابات"، مشيراً إلى حصول ارتخاء لافت في الالتزام بالتدابير الصحية، مشدداً على ضرورة العودة إلى الانضباط والتقيد بالتدابير الوقائية لتلافي موجة ثالثة لكورونا. أضاف: "ليس من الضروري أن تكون هناك موجة ثالثة حتى يلتزم المواطنون بالتوصيات الاحترازية التي توازي التلقيح في الوقاية". 

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد طلب عقد اجتماع حكومي عاجل مع اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة أزمة الوباء لعرض التطورات. وإثر  ذلك، تقرر الإبقاء على الحدود البرية والجوية والبحرية مغلقة لفترة أخرى، واتخاذ تدابير أخرى في وقت لاحق، بسبب بوادر موجة ثالثة لوباء كورونا تضرب البلاد في الأيام الأخيرة. وكلف اللجنة الصحية والحكومة "بضرورة تقديم الإحصائيات من كل ولاية بدقة، والأخذ بعين الاعتبار بؤر الإصابة حيّاً بحيّ  وقرية بقرية، لاتخاذ قرارات مبنية على أرقام دقيقة، وبدء دراسة فورية للمتحورات في البلاد، بالإضافة إلى زيادة حملات التوعية على أوسع نطاق وتشديد العقوبات في وجه المخالفين، وتكثيف الرقابة لاحترام الإجراءات الوقائية". 

المساهمون